استقبل كبار قادة القوات المسلحة ووزارتي الداخلية والخارجية وعدداً من السفراء

محمد بن زايد: الولاء للوطن يسمو فوق أي ولاء ومـشروعنا الأهم بناء الأمة الإماراتية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمبادراته وتوجيهاته الدائمة، يواصل ما أراده وحققه الآباء المؤسسون لهذه الدولة، في أن يتحلى شعب الإمارات بروح الأسرة الواحدة المتمسكة بتعاليم دينها السمحة وثوابتها الوطنية، في وجه كل ما يستهدف عقيدتها ووحدتها ونهجها الإنساني في حب الخير والسلام والأمن والاستقرار للإنسانية جمعاء.

تحديات

وقال سمـــوه: «إننا على يقين أن التحديات الماثلة والأخطار المحدقة مهما تعددت، فإن الروح الوطنية المشتعلة في نفوس أبناء الوطن التي لمسناها من خلال استجابة شباب الوطن في الانخراط في الخدمة الوطنية أخيراً، قادرة على التصدي لها ومجابهتها، وهــي لن تلهينا عن مشروعنا الأهم، وهو بناء الأمة الإماراتية القادرة على حمل الراية والرسالة، لتحقيق غايتنا المنشودة في الحفاظ على هذا الوطن الغالي، وعـــلى مقدراته ومنجزاته ومكتسباته للأجيال الحالية والقادمة، بما يعزز للأمتين العربية والإسلامية منعتها وقوتها ورفعتها»، مؤكداً سموه أن الولاء للوطــــن هو الولاء الأعظم والأعمق، ويسمو فوق أي ولاء للأسرة أو القبيلة أو المنطقة، فلا ولاء أعلى من الولاء لدولة الإمارات، وهو ما يجب علينا جميعاً أن نغرسه في النشء، لنعزز مسيرتنا ونوحد صفنا.

جاء ذلك خلال استقبال سموه في مجلس سموه بقصر البطين كبار قادة وضباط القوات المسلحة ووزارة الداخلية والأجهزة الشرطية والأمنية وكبار مسؤولي وزارة الخارجية وعدداً من سفراء الدولة في البلدان الشقيقة والصديقة الذين قدموا للسلام على سموه بمناسبة شهر رمضان المبارك. وحضر اللقاء سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية وكبار المسؤولين.

أمن واستقرار

واستهل سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حديثه بالترحيب بالحضور من مختلف الجهات، ونقل إليهم تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مطمئناً إياهم إلى صحة رئيس الدولة، وقائلاً «إن سمو الشيخ خليفة بخير، وإن صحته ولله الحمد جيدة».

وأكد سموه، خلال حديثه للحضور، أهمية الأدوار التي تؤديها مؤسساتنا العسكرية والأجهزة الشرطية والأمنية في الذود عن حياض الوطن، وترسيخ ركائز الأمن والاستقرار والأمان في ربوعه، إلى جانب ما يؤديه رجال الدبلوماسية الإماراتية من دور مهم في تعزيز سمعة ومكانة دولة الإمارات على الساحة الخارجية وبين بلدان العالم.

وقال سموه: «كل منكم يمثل الإمارات في عمله ومجاله، وإتقانكم لعملكم وتفانيكم فيه مرآة لإتقان الإمارات كدولة ومجتمع لعملها وخطتها لتحقيق تطلعاتها، ونحن نعول عليكم وعلى أمثالكم من رجال الوطن الأوفياء في أن تحتضنوا جيل الشباب، وتفتحوا لهم الأبواب، وتصبروا عليهم، وتمدوهم بالثقة والعزيمة، وتنقلوا إليهم المعرفة والخبرة، وتعززوا لديهم قيم الوفاء والولاء وحب الوطن والتفاني في خدمته ورفع شأنه، وأن يكون هذا جزءاً من منهجكم اليومي قولاً وفعلاً».

مسيرة التنمية

وطرح سمو الشيخ محمد بن زايد رؤيته لمسيرة التنمية في دولة الإمارات، مؤكداً «أننا جميعاً نصبو إلى أن نكون في الموقع الأول، ونريد لوطننا أن ينافس دولاً متقدمة، استطاعت أن تحشد مواردها البشرية لتحقيق رسالتها الوطنية»، مضيفاً سموه «أن عملنا وجهدنا في هذه الفترة هما الثمرة التي سيحصدها جيل أبنائكم وأحفادكم، فأمامنا فرصة تاريخية لنعزز التقدم الذي أحرزته دولة الإمارات إقليمياً، وعلينا ألا نبخس حق وطننا وحق الأجيال القادمة، ومن هذا المنطلق أدعوكم جميعاً، وأنتم القيادات والمخزون البشري الذي نعتمد بعد الله عليه، أن تدركوا أن طموحنا في متناول اليد، ويتطلب الالتزام والتعاون والتنسيق من قبلكم جميعاً، عزة لهذا الوطن، ورفعة لهذه الأرض الغالية».

وتابع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قائلاً «كلنا شركاء في خدمة ورفعة هذا الوطن. نحمل أمانة ثقيلة، ومسؤولية جليلة، ويجب علينا جميعاً تغليب المصلحة الوطنية العليا على ما سواها من المصالح الضيقة والمنافع الشخصية، سواء على مستوى الأشخاص والأفراد، أو على مستوى المؤسسات والهيئات، وهذا يقتضي المزيد من التعاون والتنسيق بين جميع الجهات والعمل بروح الفريق الواحد، في سبيل الأداء الأمثل والعمل الخلاق الذي يحقق ما نتطلع إليه جميعاً، في أن يكون وطننا الغالي دولة الإمارات بعون الله نموذجاً ناجحاً ورائداً لقيادة ركب التقدم والتطور والتنمية في المنطقة، وصولاً إلى مصاف الدول المتقدمة».

جماعية العمل

وأردف سموه قائلاً: «إن المرحلة المقبلة التي تتطلع إليها الإمارات تحتم علينا جميعاً أن نغلب التنسيق وجماعية العمل على الفردية، وأن هذا النهج هو الذي سيضمن لنا تحقيق أهدافنا في الرقي بدولة الإمارات ونجاحها، وفي تعزيز نموها وازدهارها».

وقدم سموه قراءة للتطورات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة، خاصة في عدد من البلدان العربية، وصولاً إلى تزايد تهديدات التيارات المتطرفة، والجماعات الإرهابية المستغلة للدين في المنطقة.

وقال سموه: إن المنطقة، بما تشهده من تحولات ومستجدات، مقبلة على مرحلة جديدة من التحديات، ودولة الإمارات ليست بمنأى عن تأثيرات هذه المتغيرات التي تستدعي منا جميعاً على المستوى الداخلي أن نكون على أهبة الاستعداد والجاهزية لمواجهتها ومواكبة تطوراتها وحسن التعامل مع تداعياتها، إلى جانب أهمية بناء أرضية جديدة للتعاون بين الدول العربية الراغبة في صيانة الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة الدول ومصالح شعوبها، وذلك من أجل تعزيز الموقف العربي لمواجهة الأخطار المحدقة.

Email