تستضيفه أبوظبي بالتعاون مع الأمم المتحدة

اجتماع رفيع المستوى بشأن تغير المناخ 4 و5 مايو المقبل

بان كي مون وسلطان الجابر خلال الاعلان الرسمي عن الاجتماع فبراير الماضي وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستضيف العاصمة أبوظبي بالتعاون مع الأمم المتحدة اجتماعاً رفيع المستوى يومي 4 و5 مايو المقبل لتشجيع التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، وصياغة إجراءات عملية وفعالة، من شأنها دعم الجهود الرامية للتصدي لظاهرة تغير المناخ، التي تمثل مشكلة عالمية تحتاج إلى التعامل معها بجدية.

ويلتقي نخبة من القادة العالميين، تحضيراً لقمة تغير المناخ التي تنعقد في نيويورك يوم 23 سبتمبر المقبل، وتهدف إلى تشجيع طرح أفكار ومقترحات فعالة، للحد من انعكاسات ظاهرة تغير المناخ.

وتم الإعلان رسمياً عن الاجتماع الوزاري رفيع المستوى في فبراير الماضي من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومعالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة، المبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ.

وقال بان كي مون «إن مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة استضافة الاجتماع في أبوظبي تمثل مساهمة مهمة ملموسة لإنجاح قمة القادة لتغير المناخ المرتقبة في نيويورك، ومن شأنه أن يسهم في بناء الزخم الذي نحتاج إليه لنجاح القمة المقبلة، ونتطلع إلى العمل مع القادة العالميين كافة، بما يضمن تحفيز الجميع على اتخاذ خطوات مهمة على أرض الواقع، من أجل التوصل إلى اتفاقية عالمية طموحة حول المناخ».

ويمثل الاجتماع الوزاري رفيع المستوى نقطة أساسية في التحضيرات الجارية لعقد قمة المناخ 2014، التي يلتقي خلالها نخبة من المسؤولين الحكوميين، والقادة رفيعي المستوى من القطاع الخاص، والمجتمع المدني.

من جانبه قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر«إن التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أكد ضرورة التصدي لتداعيات ظاهرة تغير المناخ والعمل على بناء مزيج متوازن من مصادر الطاقة»، موضحاً أن الاجتماع الوزاري الذي تستضيفه أبوظبي سيسهم في الجهود الهادفة للتصدي لهذه الظاهرة، من خلال حشد جهود القادة من القطاعين الحكومي والخاص وتعزيز التعاون بين الأطراف المعنية كافة».

واقع

وأضاف الجابر«لم يعد من المقبول اليوم التغاضي عن واقع تغير المناخ ولا بد للعالم من توحيد الجهود للتوصل إلى حلول عملية ناجحة ومجدية اقتصادياً للتخفيف من حدة هذه الظاهرة، حيث تواصل دولة الإمارات لعب دور رئيس في التصدي لهذا الموضوع من خلال جهودها في مجال الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة، وذلك بفضل رؤية قيادتنا الحكيمة وعبر مبادرات مثل مصدر، حيث اتخذت الإمارات خطوات فعلية لبناء اقتصاد ذي بصمة كربونية منخفضة والتأسيس لمستقبل مستدام للأجيال القادمة».

وتسعى الأطراف المشاركة في الاجتماع الوزاري بأبوظبي إلى استكشاف مجالات التحرك الرئيسة والبدء بصياغة الالتزامات والاقتراحات التي سيتم الإعلان عنها خلال سبتمبر.

مجالات رئيسة

ويركز الاجتماع على تسعة مجالات رئيسة من شأن معالجتها تحقيق نتائج سريعة وملموسة، وتشمل تعزيز كفاءة الطاقة واستخدام الأراضي والغابات والتمويل والطاقة المتجددة والزراعة والنقل وملوثات المناخ قصيرة الأجل والمدن والمرونة في التكيف.

ويناقش المجتمعون كذلك الجهود الدولية ومتعددة الأطراف لتشجيع تطبيق المقترحات الطموحة على أرض الواقع.

وتهدف «قمة المناخ 2014» في نيويورك إلى تحفيز جميع الأطراف المعنية من حكومات وشركات ومؤسسات تمويل وشركات صناعية ومنظمات المجتمع المدني على التحرك لدعم جهود التحول العالمي نحو اقتصاد مستدام منخفض الانبعاثات الكربونية.

كما تهدف هذه القمة إلى حشد الجهود السياسية، واتخاذ إجراءات ملموسة قبل المؤتمر الحادي والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ الذي تستضيفه باريس في عام 2015، لمناقشة صياغة اتفاقية عالمية ملزمة بشأن المناخ.

الإمارات مركز استراتيجي للطاقة

 يعكس قرار أبوظبي استضافة الاجتماع الوزاري رفيع المستوى للأمم المتحدة المكانة العالمية التي بلغتها دولة الإمارات في مجال تشجيع صياغة السياسات العالمية الفعالة في مجال الطاقة وتغير المناخ.

وكان لمكانة دولة الإمارات كونها مركزاً استراتيجياً للطاقة دور كبير في اختيار أبوظبي مقراً دائماً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» أول منظمـة حكوميـة دوليـة متعددة الأطراف تتخذ من منطقة الشرق الأوسط مقراً لها.

وفي هذا الصدد أوضح معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر أنه في ضوء الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، بات من الضروري تعزيز التعاون العالمي لبناء مستقبل مستدام واقتصاد أخضر ذي بصمة كربونية منخفضة، وتدرك دولة الإمارات العربية المتحدة جيداً التأثيرات السلبية لظاهرة تغير المناخ وضرورة تنويع مزيج الطاقة العالمي لتصبح مصادر الطاقة النظيفة جزءاً رئيساً منه، وقال «ولهذا السبب فإننا نستثمر بشكل جدي في توليد الطاقة من الشمس والرياح، إضافة إلى دعم أبحاث التكنولوجيا النظيفة وتعزيز انتشار التقنيات المستدامة».

ومن خلال «مصدر» إحدى شركات «مبادلة للتنمية» ذراع الاستثمارات الاستراتيجية لحكومة أبوظبي أصبحت الإمارات في صدارة مطوري مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى العالم.

وتسهم مشاريع الطاقة النظيفة التي طورتها مصدر حول العالم في توليد حوالي 1 جيجاواط من الطاقة الكهربائية النظيفة، التي تضاف إلى إجمالي الاستطاعة المركبة لشبكات الكهرباء في العالم.

Email