مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أصدر الطبعة 5

«بقـوة الاتحـاد» يبرز إنجازات زايد أعظم زعماء التاريخ

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر كتاب "بقوة الاتحاد: صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان القائد والدولة" الذي أصدر مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مؤخراً الطبعة الخامسة منه وترجم الى اللغة الكورية بالاضافة الى اللغتين العربية والانجليزية، أحد أهم انجازات المركز لما يتميز به من تحليل منهجي سياسي لشخصية الشيخ زايد، رحمه الله، أكثر من كونه سيرة له، حيث يبرز الكتاب انجازات الشيخ زايد، رحمه الله، أعظم زعماء التاريخ.

وتتلخص ملامح الكتاب في مضمون "بقوة الاتحاد" حيث يؤكد أنه بقوة الاتحاد عزز الشيخ زايد، رحمه الله، صرح الدولة في وجه التحديات الهائلة التي واجهتها، آخذاً على عاتقه مبادرة التحديث والتطوير ليحقق في نهاية المطاف حلمه في بناء إطار فعال للتعاون مع الدول الخليجية المجاورة، وأضحت دولة الإمارات منذ ذلك الحين قوة بنّاءة داخل المنطقة وخارجها، تجسد مبادئ الوحدة الوطنية والتسامح الديني، والتضامن الإقليمي، والتعاون الدولي.

إرث زايد

وكان المركز اصدر هذا الكتاب أول مرة قبيل وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد في نوفمبر 2004 ولقي الكتاب حين صدوره صدى واسعا واهتماما لافتا من جمهور القراء والمثقفين مما جعل كل نسخ الطبعات الاربع التي أصدرها المركز تنفد من الاسواق، واستجابة لرغبة كثير من المهتمين الحريصين على اقتناء نسخة منه وبناء على توجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة رئيس المركز، قام المركز مؤخرا بإصدار الطبعة الخامسة وقد اضيف لها باب يستعرض مظاهر "الارث الطيب" للشيخ زايد.

ويؤكد المركز أن إعادة نشر سيرة أحد رجال القرن العشرين الذين صنعوا تاريخ أمة شرف عظيم حقا وذلك من خلال تقديم دراسة علمية موثقة تتناول سيرة الشيخ زايد رحمه الله ورؤاه وتوجهاته السياسية وهي مصدر تاريخي موثوق به لكل من اراد ان يتعرف على سيرة قائد فذ صنع تاريخا ووحد أمة وبنى دولة وهي السيرة التي ستبقى ملهمة لكل الاجيال في دولة الامارات ونبراسا للقادة وصناع القرار والمفكرين في المنطقة والعالم.

إنجازات عظيمة

ويبحث الكتاب في الأسباب الكامنة وراء الإنجازات العظيمة التي وضعت الشيخ زايد في مصاف الزعماء العظام في التاريخ، ويفسر الحنكة السياسية الفذة التي أظهرها في قيادة شعبه نحو الوحدة والتنمية والحداثة.

ويبرز الكتاب أن من أسباب النجاح الكبير الذي حققه الشيخ زايد الاتصال الوثيق الذي بناه منذ مطلع حياته السياسية مع القاعدة الشعبية التي أيدته، ولم تقتصر تلك الصلة على كبار شخصيات المجتمع وزعاماته القبلية ولكنها شملت كل فئاته.

واشتملت الرؤية السياسية المثالية الشاملة للشيخ زايد على ثلاثة عناصر مترابطة: انشغاله بصياغة مفهوم متكامل للوحدة السياسية؛ وسعيه الدائم لتحقيق الرفاهية الاجتماعية لشعبه، واهتمامه بالبيئة والموارد الطبيعية.

تفهم البيئة المتغيرة

ويستعرض الكتاب فترة حكم الشيخ زايد لأبوظبي حيث يؤكد انه، رحمه الله، أظهر مع توليه حكم إمارة أبوظبي عام 1966 قدرة متميزة على تفهم البيئة المتغيرة، ولم يتعامل معها بوصفها تهديداً لأسلوب الحياة التقليدية السائدة، بل على أساس أنها تتيح الفرصة لتحسين مستوى المعيشة وتحقيق رفاهية شعب بأكمله. وأتاح له هذا الفهم أن يغتنم الفرص التي أتاحتها التغيرات التي تمر بها المنطقة ويوظفها في صالح أبناء وطنه.

وآمن الشيخ زايد بالتكامل والتضامن العربيين بوصفهما أساسين لتحقيق التنمية والتطور في دول الخليج العربية وباقي الدول العربية، كما آمن بأن الإخاء والتعاضد بين العرب والمسلمين يأتي انعكاساً لمفاهيم الأخوة بين البشر؛ لذا جاءت سياساته الحكيمة انعكاساً لهذا الفهم الإنساني.

كما حرصت دولة الإمارات على التمسك بمبادئ الشيخ زايد على جميع المستويات، إذ شهدت الحكومة تطويراً مستمراً وفقاً لمبادئه، تلبيةً لاحتياجات الجيل الجديد، كما تبنت الدولة التخطيط العقلاني دون أن تكون جامدة؛ وهي الرسالة الثابتة التي تتخلل مجموعة التطويرات التي يتعين تحقيقها بحلول عام 2030.

قيادة ملهمة

ويشير الكتاب الى انه عبر التاريخ الطويل لم ينجح سوى قليل من القادة أصحاب الفكر والرؤية والعزيمة في بناء صرح دول راسخة بالإقناع والاتفاق. لقد كان إنشـاء دولة الإمارات في 2 ديسمبر 1971 تحت القيادة الملهمة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مثالاً حياً لبناء هذه النوعية من الدول؛ مما جعل مؤسس الدولة يستحق عن جدارة مكان الصدارة بين أعظم رجال الدولة على مر العصور.

ويسلط كتاب "بقوة الاتحاد" الضوء على الفترة التي بدأت فيها بريطانيا بالانسحاب من منطقة الخليج العربي والتي بادر فيها الشيخ زايد إلى تحقيق المهمة الصعبة المتمثلة في توحيد الإمارات المتصالحة بعد أن كانت متفرقة، ليقيم دولة اتحادية هي الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط.

ثم عمد الشيخ زايد، الذي شاء قدره أن يكون زعيماً أجمع عليه أبناء شعبه، إلى ترسيخ دعائم الدولة من خلال توحيد القبائل، ثم بقوة الاتحاد عزَّز صرح الدولة في وجه التحديات الهائلة، آخذاً على عاتقه مبادرة التحديث والتطوير ليحقق في نهاية المطاف حلمه في بناء إطار فعال للتعاون مع الدول الخليجية المجاورة. وأضحت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ذلك الحين قوة بنّاءة داخل المنطقة وخارجها، تجسد مبادئ الوحدة الوطنية والتسامح الديني، والتضامن الإقليمي، والتعاون الدولي.

ويقدم الكتاب دراسة معمقة لمولد دولة الاتحاد، وللدور المحوري لقائدها، ولإرثه الطيب، وهو يتبنَّى منهجاً علمياً في تحليله التجربة الاتحادية الفريدة لدولة الإمارات وإنجازاتها الضخمة، وفي تقصِّي بُعد نظر الشيخ زايد في السياسات التي تبنَّاها. ويعتمد الكتاب إلى حد بعيد على الوقائع التي تم توثيقها توثيقاً دقيقاً؛ مما يجعله سجلاً بالغ الأهمية يرصد مرحلة مهمة في التاريخ المعاصر لمنطقة الخليج العربي.

ويمثل الكتاب محاولة علمية جادة لدراسة الأوجه المختلفة للحياة الشخصية والحياة السياسية والإرث الطيب للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها، وذلك من خلال منهجية تاريخية واضحة، دون أن ننسى أن الشخصية التي يدور حولها الكتاب شخصية عربية مسلمة، تشكلت في ظروف اقتصادية واجتماعية مختلفة تماماً عن تلك السائدة في أرجاء أخرى من العالم.

غير أن هذه المنهجية طورت آليات لجمع الأدلة التاريخية وتقويمها بطريقة تمكن من تحليل الأسباب الكامنة وراء الإنجازات العظيمة للشيخ زايد رحمه الله. وبالطبع فقد دُوِّن الكثير حول حياة المغفور له الشيخ زايد ومسيرته، كما بُذلت جهود منهجية في دولة الإمارات للتثبت من المراجع التاريخية الموثوقة، إلى جانب مراجعة وتحليل خطاباته وتصريحاته الرسمية بشأن القضايا المحلية والإقليمية والعالمية.

ورغم أن ما تم تدوينه سابقاً يسجل إنجازات الشيخ زايد، كما يسجل تواريخها عادة، فإنه لم يفسر الحنكة السياسية الفذة التي أظهرها في قيادة شعبه نحو الحداثة، كما أنه في الغالب لا يوضح دوافع الشيخ زايد رحمه الله إلى انتهاج سلوك سياسي معين أو سياق ذلك السلوك السياسي وثوابته ودلالاته.

متغيرات

ويشمل المحور الثاني من الكتاب التحديث والتطوير، وقد أتيح لإمارة أبوظبي في عهد الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان الذي حكم في الفترة (1928-1966) أن تحظى بحاكم حقق العديد من المنافع لشعبه؛ فقد حفظ حالة السلم خلال أكثر من ثلاثة عقود، وأرسى تقاليد جديدة للحكم لم تكن معروفة فيما سلف من عهود، ومع ذلك فإنه كان يخشى فكرة التحديث والتطوير التي لم تقتصر على أبوظبي فحسب لكنها انتشرت في منطقة الخليج بأكملها منذ الخمسينيات.

وبهذا الصدد أظهر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وهو الشقيق الأصغر للشيخ شخبوط، قدرة متميزة على تفهم البيئة المتغيرة، ولم يتعامل معها بوصفها تهديداً لأسلوب الحياة التقليدية السائدة، بل على أساس أنها تتيح الفرصة لتحسين مستوى المعيشة وتحقيق رفاهية شعب بأكمله.

وفي الوقت الذي تعامل فيه الشيخ شخبوط مع قضية التطوير بتحفظ، فإن الشيخ زايد قد تفهم التيارات الجديدة في حركة المجتمع، وأدرك بفطنته أن رياح التغيير لا تقاوم، وقد أتاح له هذا الفهم في نهاية المطاف أن يغتنم الفرص التي أتاحتها التغيرات التي تمر بها المنطقة ويوظفها في صالح أبناء وطنه.

وحدة وتضامن

ويتعرض المحور الثالث من الكتاب المتعلق بتحقيق التكامل والتضامن والتعاون، لنظرة الشيخ زايد، رحمه الله، التي كانت تتجاوز حدود الدولة الواحدة، وتتجاوز أيضاً القوى التي كانت تستخدم فكرة التعاون بوصفها مجرد شعار ظاهري، إلى رحاب ممارسة أكثر أصالة واتساعاً وشمولاً؛ فقد نادى بالتكامل والتضامن العربي بوصفهما أساسين لتحقيق التنمية والتطور في دول الخليج العربية وباقي الدول العربية، مجسداً بذلك رؤيته للمصير المشترك للأمة العربية بأكملها. وقد استخدم مفهومي الوحدة والاتحاد كوسيلة للجمع بين إمارات الساحل المتصالحة التي كانت متفرقة في دولة واحدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة.

كما استخدم كل إمكانيات دولته الاقتصادية لدعم المطالب الشـرعية للأمة العربية عام 1973. وآمن دائماً بأن الإخاء والتعاضد بين المسلمين يأتي انعكاساً لمفاهيم الأخوة بين البشـر التي يدعو إليها الإسلام. وعلى امتداد حياته السياسية ظل الشيخ زايد رحمه الله يطرح على زعماء العالمين العربي والإسلامي رؤيته الراسخة لقضية التضامن العربي، التي يعتبرها وسيلة لتحقيق نظام عالمي أكثر عدلاً واستقراراً. ويتناول هذا الكتاب الممارسة السياسية الثاقبة والحكيمة للشيخ زايد والتي امتدت أكثر من خمسة عقود.

نقطة حاسمة

 يؤكد الكتاب ان تأسيس دولة الإمارات في عام 1971 كان نقطة حاسمةً في حياة الشيخ زايد. وارتقى إلى مستوى التحدي بأن يصبح رئيساً لكل الناس في الدولة، وليس رئيساً فقط لمن هم من لحمه ودمه. كما أُجمعت الأعداد الكبيرة من الوافدين إلى دولة الإمارات في العقود الأخيرة من القرن العشـرين به قائداً وإنساناً. فكان "خير الناس" هو المبدأ الذي عمل من أجله، وكان دائم اليقظة إزاء الاحتياجات الحقيقية للأسـر والأطفال.

وحرصت الدولة على التمسك بمبادئ الشيخ زايد على جميع المستويات، وتشهد الحكومة تطويراً مستمراً وفقاً لمبادئه، تلبيةً لاحتياجات الجيل الجديد وشؤونه الأساسية. كما تبنت الدولة التخطيط العقلاني دون أن تكون جامدة؛ وهي الرسالة الثابتة التي تمر عبر مجموعة التطويرات التي يتعين تحقيقها بحلول عام 2030.

من التراث إلى التحول ثم الاتحاد

تم تقسيم الكتاب إلى أربعة أبواب رئيسية تضم ثلاثة عشر فصلاً؛ فتحت عنوان "التراث" يتناول الباب الأول تاريخ المنطقة وخلفيتها منذ ظهور قبيلة بني ياس وإنشاء مدينة أبوظبي، مروراً بمولد الشيخ زايد حتى اللحظة التي أصبح فيها حاكماً لأبوظبي عام 1966. أما الباب الثاني، وعنوانه "التحول"، فيتناول بنوع من التفصيل التطورات التي استجدت في طبيعة النشاط الاقتصادي في المنطقة بدءاً بتصدير النفط في الستينيات.

وفي مرحلة لاحقة من خلال عملية التحديث واسعة النطاق التي تمت في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. أما الباب الثالث وهو بعنوان "الاتحاد" فيعالج مرحلة إعادة ترتيب الأوضاع السياسية على يد المغفور له الشيخ زايد منذ مطلع السبعينيات وإلى وقتنا الحاضر.

حيث وحد ما كان يعرف بإمارات الساحل المتصالحة في دولة واحدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة. ويستكشف الباب الرابع، الذي يحمل عنوان "الإرث الطيب"، آثار رؤية الشيخ زايد التي ماتزال واضحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولاسيما في أبوظبي، في وقتنا الحاضر.

ويؤكد مركز الدراسات انه لم يكن الهدف من إصدار هذا الكتاب إعداد سيرة ذاتية تمجد شخص صاحبها، كما لا يوحي الكتاب بأن الشيخ زايد رحمه الله هو أكبر حكماء عصره أو أنه العارف بكل شيء.

فقد درج هو نفسه على رفض مثل هذه الإيحاءات ونفيها عن شخصه. بيد أن ما تؤكده الدراسة هو فطنته ومهارته السياسية، فقد واجه العديد من المواقف التي تم حثه فيها على القيام بعمل لا يتفق مع النهج الذي اختطه لمسيرته. وفي كل قضية أو موقف كان يستمع إلى مختلف الآراء ووجهات النظر، ولكنه لم يكن يتردد في اتباع مسلك بعينه إذا ما اتسق مع رؤيته وفهمه الصحيح للموضوع.

 «قوة الاتحاد» رؤية تحليلية جديدة لتاريخ المنطقة

 يمثل الكتاب رؤية تحليلية جديدة لجوانب معينة من تاريخ المنطقة وأحداثها التي تركت أثراً في شخصية الشيخ زايد، كما تمثل هذه الدراسة الأكاديمية امتداداً للدراسات التاريخية التي تبحث في تأثير شخصية الحاكم وممارساته في مصير أمته.

وهي المنهجية التي بادر بتطويرها المؤرخون العرب والمسلمون في القرون الوسطى، ومنهم الطبري وابن كثير وابن خلدون. ويبدو مهماً أن نعيد التأكيد على تطور مفهوم التاريخ تطوراً كبيراً باختلاف الزمان والمكان، فقد تجاوز هذا المفهوم مجرد رصد أحداث الماضي، إلى تفسير هذه الأحداث للجيل المعاصر وجيل المستقبل، ومن هنا تم اعتماد المنهجية البحثية في إعداد هذا الكتاب.

ويؤكد مركز الدراسات أن فكرة هذا الكتاب نبعت من اقتناع مشترك بين كل المعنيين بأن قيام دولة الإمارات وما حققته من تطور مشهود هو حدث بالغ الأهمية، وخاصة في تاريخ منطقة الخليج العربي. وقد يعلق أحدهم على ذلك بقوله: إن ذلك التطور المشهود إنما تحقق لأن دولة الإمارات دولة غنية بالنفط. غير أن قولاً كهذا ينم عن رؤية متعجلة لا تحاول النفاذ إلى جوهر الأمور.

وخاصة إذا أخذنا في الاعتبار مدى ما تحقق من إنجازات سياسية واجتماعية واقتصادية، فضلاً عن حقيقة أن من يستعرض تاريخ الأمم يرى أن الصراعات والحروب بين الجماعات الإثنية والثقافية يمكن أن تحول دون تحقيق أي شكل من أشكال الوحدة الفعالة. ومن المؤكد أن من يستعرض تاريخ المنطقة والأوضاع التي كانت سائدة حين انسحاب القوات البريطانية منها يلاحظ أن فرص قيام اتحاد فعلي لم تكن كبيرة.

وفي أوضاع كهذه تبرز الحاجة إلى قوة حافزة تتمثل في زعامة ملهمة تستطيع أن تحول حلم الوحدة إلى حقيقة ملموسة. والأمر الذي تجلى شيئاً فشيئاً أثناء إعداد هذا الكتاب هو الخط السياسي الثابت الذي التزم به المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عبر تاريخ أبوظبي ومراحل تطورها، وصولاً إلى مولد دولة الإمارات وتقدمها. أبوظبي - البيان

زايد نجح بتفهم ورعاية مصالح الكيانات القبلية وتوحيدها

 يبرز كتاب "بقوة الاتحاد: صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان القائد والدولة" اهتمام الشيخ زايد رحمه الله بقضايا السلام وتحقيق الوفاق والمصالحة وتوطيد دعائم الأمن، ويرتبط هذا الجانب بالخلفية التي نشأ فيها، فقبائل بني ياس التي تزعمتها أسرته بإجماع أبنائها وبحكم التقاليد والأعراف الموروثة أظهرت مهارة كبيرة في حكم أنماط مختلفة من القبائل .

حيث نجح زعماء بني ياس الذين برز من بينهم جد الشيخ زايد الملقب بزايد الكبير في صياغة وحدة من هذا الكيان الذي يصعب تطويعه وإدارته، ولكن بعد فشل النظام السياسي في السنوات التي أعقبت وفاة الشيخ زايد الكبير تداعت الحياة السياسية لبني ياس ودخلت في حال من الفوضى، وما إن تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مسؤولية الحياة السياسية حتى وضع استراتيجية متطورة بهدف تجنب حدوث حالة مشابهة تقوم على تفهُّم ورعاية مصالح الكيانات القبلية وتوحيدها، واضعاً نصب عينيه أهدافه الأساسية المتمثلة في بسط السلام والوفاق والأمن. أبوظبي - البيان

 

Email