في مجلس نادي دبي للصحافة:

ثنائية الإعلام والثقافة تشكو فجوة تحتاج إلى جهد مشترك

المشاركون في الندوة من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم نادي دبي للصحافة، ضمن مجالسه الرمضانية الحوارية أول من أمس، مجلساً بعنوان "إعلام الإمارات هل يواكب القفزة الثقافية؟" بمشاركة نخبة من القيادات والمسؤوليين وممثلين عن وسائل الإعلام.

وأدار الحوار سعيد حمدان الكاتب في صحيفة الاتحاد، وتحدث فيها كل من بلال البدور وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع المساعد لشؤون الثقافة والفنون، والدكتور صلاح القاسم مستشار هيئة الثقافة والفنون بدبي، والكاتب والناشر جمال الشحي، والكاتب والإعلامي علي آل سلوم، ويوسف أبولوز رئيس القسم الثقافي بجريدة الخليج.

وافتتح مدير الجلسة سعيد حمدان الحديث بوصفه الحراك الثقافي في دولة الإمارات العربية بالزخم والنشط على مدار الساعة، مروراً بالمسرح والفنون والمعارض والإصدارات، بوجود أكثر من 200 جنسية، تؤثر وتتأثر، وطموحات حكومة الإمارات في أن تقدم الأفضل للإنسان على أرض الإمارات.

واستعداداتنا لاستقبال محفل مهم مثل إكسبو 2020، والمشروعات الطموحة كالمنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، ومتحف اللوفر، والعديد من المباردات كالصالونات الثقافية والمجالس الفكرية، والمنابر الإلكترونية، والمدن الإعلامية، وما حتمه ذلك على وسائل الإعلام المحلية والعاملة في دولة الإمارات للتعامل مع هذا المشهد الغني، وما إذا كان إعلامنا يعبر عن المشهد الثقافي.

وحول علاقة الإعلام والثقافة تحدث بلال البدور، والذي وصفها بالعلاقة الحميمة والطردية في آن واحد، حيث تشكل الثقافة المادة الأساسية للإعلام كمنتج رئيس، ولقد برز الكثير من الكتاب والأدباء والمثقفين من خلال الصحافة، أما اليوم تغيرت رسالة ودور الإعلام ليسهم في بناء المعرفة والاقتصاد.

وأصبح الإعلام أكثر انشغالاً في اهتمامات أخرى بعيدة عن الثقافة، إلا أن الثقافة بدورها لم تتمكن من إنتاج مادة تجذب الإعلام لمتابعتها، ليس فقط لوصف تطورها، وإنما ليكون جزءاً ومحركاً لها بدلاً أن يكتفي بنقل الأخبار.

فالإعلامي يريد أن يقدم البارز والمشهور ولا يقدم الإبداع الناشئ والشاب، وتسارع الأحداث ألغى دور الإبداع الشاب، ومنذ الخمسينيات لم يخرج علينا فيلسوف أو مفكر عربي، ولا توجد لدينا رموز ثقافية عربية.

 وقال البدور إنه لا يرى أن الثقافة يجب أن تكون نخبوية، وعلى المثقف والإعلامي أن يقدم الثقافة التي تتناسب مع الجميع وعلى مختلف مستوياتها. اتجاه الصحافي الثقافي يحدد من سيتابعه بالمادة التي يعدها. دور الوزارة هو الاعتناء بالمنتج الثقافي الإماراتي، وربما لم يتمكن الإعلام من تقديم الوزارة ومشاريعها بالشكل المناسب.

أما الدكتور صلاح القاسم أجاب على تساؤل حول ما إذا تمكن الإعلام من نقل المشهد الثقافي، قال إنها مسؤولية مشتركة بين القائمين على الإعلام والثقافة، ولكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الإعلام، في ظل عدم نجاح القائمين على قطاع الثقافة في إتقان لغة التسويق لإبراز المبادرات والمشاريع الجديدة. ربما لم يكن للجيل السابق فرصة كما هي متاحة للجيل الجديد في ظل ثورة التواصل ومخرجاته.

وقال إن هناك غياباً لمفهوم الشراكة بين الوسائل الإعلامية والثقافية بما يتناسب مع استراتيجية الدولة، وهناك ضعف في التواصل مع وجود هوة بحاجة إلى ردمها بجهود من الطرفين.

تنمية ثقافية

من ناحيته، تحدث الكاتب جمال الشحي عن علاقة الإعلام بالثقافة كعلاقة الشواطئ بالأمواج، إذا اتفقنا ضمناً أن التنمية الثقافة هي أحد أركان التنمية، فهذا يضعها جزءاً من أساس التنمية العامة، وإذا لم ننتبه لذلك فنحن في مشكلة، فكما انتبهت لها المؤسسات الدولية كمحرك رئيس للتنمية، يجب علينا أن ننتبه لها ونواكبها. وأعتقد أن الثقافة الشهيد الأول وصاحب الحظ الأقل في تغطيات واهتمامات وسائل الإعلام.

ولفت الشحي أن الصحف نخبوية للغاية، وكذلك النشر تعكس عقلية نخبوية، وهناك فجوة كبيرة بين الجيل الجديد والجيل القديم من الكتاب، وأرى أن هناك ربيعاً ثقافياً في دولة الإمارات في مجال الإعلام والثقافة، والجيل الجديد يصنع المستقبل ولا ينتظر أحداً.

وأجاب الإعلامي علي آل سلوم على سؤال مدير الجلسة حول كيفية تجاوب الثقافات الأخرى في محاولاتك الناجحة لنقل ثقافة الآخر، وقال إنه لا بد أن يمر كل إنسان مرحلة في حياته، وأنا لا أعتبر نفسي إعلامياً كدارس ومختص، ولكني لمست ألماً يتمثل في عدم معرفة الثقافات الأخرى بثقافتنا، وبدأت في محاولة بسيطة في عام 2007 مع موقع ويكيبيديا لتعريف الناس بمعنى ألوان علم الإمارات. وأعتقد أن تحديد الهدف غائب عن وسائل الإعلام المحلية.

إلى ماذا نريد أن نصل، وعلى المؤسسات الإعلامية المحلية أن تتبنى كل المواهب الموجودة. ورأي سلوم أن هناك إيجابيات وسلبيات للإعلام التقليدي والإعلام الجديد، وقال إنه وجد فرصته في الإعلام الجديد بالرغم من بعض سلبياته، فما زال الإعلام التقليدي مهيمناً في منح الفرص، وفي الإعلام الجديد لا توجد قيود أو محددات.

صورة البلد

وذكر يوسف أبولوز أن الإعلام والثقافة ثنائية مهمة، فالإعلام صورة البلد، ولكن الثقافة جوهر الشعب والبلد، الإعلام يحمل الثقافة والثقافة تحتضن الإبداع، ولكني متفائل وأختلف قليلاً مع زملائي في حلقة النقاش، علينا ألا نقلل من شأن الإعلام ودوره.

الحكومة الذكية

 

يعقد نادي دبي للصحافة اليوم، ضمن مجلسه الرمضاني الحواري، مجلساً بعنوان "الحكومة الذكية: الواقع والتحديات"، وذلك في مستهل أنشطته الرمضانية، والتي تأتي برعاية مؤسسة "اتصالات".

ويتحدث فيهما مجموعة من المسؤولين والمختصين بمشاركة ممثلين عن وسائل الإعلام والمهتمين. وذلك في تمام الساعة 09:45 مساءً، في قاعة الملتقى في مركز دبي التجاري العالمي.

Email