الامارات مركزاً للامتياز في اللغة العربية وتدعم المبادرات الهادفة للحفاظ عليها

محمد بن راشد يعتمد تقرير لجنة تحديث تعليم اللغة العربية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) على أن العربية هي لغة حياة نعيشها وتعبر عنا بمختلف حالاتنا، وليست ماض مندثر وتاريخ لا يصلح لزمننا الحاضر، مشدداً سموه إلى أن المحافظة عليها هي مسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية لا تقتصر على بلد واحد بل تمتد لتشمل الأمتين العربية والإسلامية.

وأوضح سموه أن العربية هي لغة القرآن الكريم الذي خصّنا به الله سبحانه وتعالى عن غيرنا من الأمم، والمحافظة عليها هو من الحفاظ على ديننا الإسلامي بتعاليمه ومبادئه التي تحمل لجميع العالم رسائل الحب والسلام والأمان، كما أنها الجسر الذي يربطنا بجذورنا وتاريخنا والطريق الرئيس في رؤيتنا للمستقبل.

جاء ذلك بمناسبة تسلّم سموه لتقرير لجنة تحديث تعليم اللغة العربية، الذي حمل عنوان "العربية لغة حياة".


وقال سموه بمناسبة إنجاز التقرير: "نؤمن بأن رؤيتنا وطموحاتنا لمستقبل أفضل للإمارات يبدأ من مدارسنا وصفوفنا ومناهجنا التعليمية، وأن الاهتمام باللغة العربية وتطوير طرائق وأساليب تدريسها وتعليمها جزء لا يتجزأ من هذه الرؤية ولا يقل أهمية عن الاهتمام بالتعليم بشتى فروعه؛ فاللغة العربية هي علم وهويّة وقيمة والاهتمام بها مسؤولية وطنيّة ومجتمعيّة تشترك فيها الأسرة والمؤسسات والهيئات التعليمية بكافة مراحلها ومستوياتها والمجتمع عموما".

ووجّه سموه المؤسسات التعليمية بأن تتخذ أساليب مبتكرة في التعليم تحبب جيل المستقبل بلغته الأم وتدفعه للإبداع والابتكار، قائلاً : "العربية لغة حياة، عصرية غنية،  والتقرير الذي بين أيدينا اليوم هو نتاج جهد وبحث ودراسة والتوصيات التي يتضمنها قيّمة وتستحق العمل بها، وسنبدأ بأنفسنا، وأوجّه وزارة التربية والتعليم وكافة الهيئات والمؤسسات المعنية بقطاع التعليم في الدولة أن تكون السبّاقة بالأخذ بهذه التوصيات وخاصة ما يتعلق بتعليم اللغة العربية بأساليب مبتكرة ومشوّقة تحبب جيل المستقبل بلغته الأم وتدفعه للإبداع والابتكار".


وأضاف سموه: "نحب الخير لنا ولأشقائنا، ولم نقم بهذا الجهد للإمارات فقط، هذا مشروع عربي لنا جميعا، ونحرص ان تعم الفائدة علينا وعلى اشقائنا، لذا وجّهنا بنقل نتائج أعمال وتوصيات اللجنة ورفع تقارير بشأنها إلى كافة الجهات المعنية في الدول العربية الشقيقة، وإلى كافة الدول والشعوب المهتمة باللغة العربية، للاسترشاد بمضمون التقرير وأخذه بعين الاعتبار للتعرف على مكامن القوة والضعف والتحديات التي تواجه المؤسسات المعنية بتطوير تعليم اللغة العربية في تلك الدول".


"بالنسبة لنا العربية لغة حياة للإنسانية جمعاء، فهي لغة أجدادنا وآبائنا وأساس حضاراتنا، ومعيار وحدتنا كأمة عربية، لذا فالمسؤولية التي تقع علينا اليوم هي مسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية، وبلغتنا تتحقق عزتنا وهي التي تقودنا إلى تحقيق نقلة نوعية في التعليم والإعلام والترجمة وكافة العلوم، وتعزز تمسك أجيالنا بلغة الضاد".

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن التقرير وما يتضمنه من نتائج قيّمة يشكل المدخل الأساسي للمرحلة التنفيذية الهادفة إلى الارتقاء بكافة جوانب تعليم اللغة العربية واستخداماتها في العلم والمعرفة والمجتمع والمدرسة والمنزل، مُشيراً سموه إلى أن تعليم وتعلّم اللغة العربية هو مسؤولية فردية ومجتمعية لغرس حب اللغة العربية في نفوس الأبناء كقيمة أصيلة.


وأضاف سموه: "إن «رؤية الإمارات 2021» تهدف إلى جعل الدولة مركزاً للامتياز في اللغة العربية، و أن دولة الإمارات قد أخذت على عاتقها رفع لواء المحافظة على اللغة العربية، ودعم كل المبادرات الهادفة للحفاظ عليها وجعلها متطلباً أساسياً في المراحل الدراسية وفي الجامعات وتحديث أساليب تعليمها، بما ينمي القدرات اللغوية للطلبة ويشكل محوراً سينهض بالحركة التعليمية عموماً وعلاقتها باللغة العربية.


ولفت سموه إلى أهمية اللغات بالنسبة للأمم باعتبارها الثروة الأعظم قيمة، لأن اللغة ركن أساسي في حضارات الأمم ولم تسد أمة لا تستند في تطوير علومها ومعارفها على لغتها الأم، فكيف إذا كانت تلك اللغة هي العربية التي مثلت جسراً لنقل الثقافة والعلوم والآداب ليس للأمة العربية فقط وإنما لأمم وحضارات أخرى عبر القرون.


وأثنى صاحب السمو على جهود وإنجازات لجنة تحديث تعليم اللغة العربية وما خرجت به في تقريرها من توصيات قيمة، موجهاً كافة الجهات المعنية بالدولة إلى ضرورة الأخذ بها والعمل على تنفيذها، وأن تتخذ أساليب مبتكرة في التعليم تعزز ارتباط جيل المستقبل بلغته الأم.


 كما وجّه سموه رسالة إلى الشباب في دولة الإمارات والوطن العربي يحثهم فيها على التمسك باللغة العربية والمحافظة عليها باعتبارها لغة عصرية إذا عرفنا كيف نستخدمها ونتعلمها ونعلمها، حيث قال سموه: "أريد أن أوجه رسالة لأبنائي وإخواني في الإمارات والوطن العربي وأقول لهم "احرصوا على لغتكم العربية مثلما تحرصون على النجاح والتفوق".


التقرير بُني على دراسة معمّقة للواقع
يُذكر أن تقرير اللجنة الذي تم إنجازه ورفعه إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،  والذي يحمل عنوان "العربية لغة حياة" ويمكن الاطلاع عليه عبر الموقع الالكتروني(العربية لغة حياة.امارات) ، قد بُني على دراسة فعلية وميدانية معمّقة لواقع تعليم اللغة العربية وأساليب تعليمها وتدريسها والتحديات التي تواجهها في البلاد العربية والعالم، وعلى عدة أسس من أهمها الأصالة التي تدفع للتحديث والتطوير والبعد عن التنظير، مع عدم إغفال التحديات الحقيقية التي تواجه تعليم اللغة العربية.


ويركز التقرير على تطوير أدوات ووسائل تعليم واستخدام اللغة العربية الفصيحة في أوساط الأجيال الشابة والاستفادة من التقنيات ووسائل التواصل الحديثة بما يتناسب مع اهتماماتهم ومهاراتهم وميولهم في الوقت الذي نشهد فيه اهتماما كبيرا بتعليم اللغة والتعرف على الثقافة العربية من الناطقين بغيرها.


ويعكس التقرير تفاؤلاً بوجود فرصة حقيقية لإحداث تغيير أساسي وعميق في طرائق تعليم اللغة العربية نظرا للاهتمام الكبير والدّعم الذي تحظى به اللغة العربية في الكثير من بلاد الوطن العربي والوعي الجيد بأهمية الانتقال إلى مجتمعات تخلق المعرفة وتبدعها بلغتها الأمّ.


"العربية لغة حياة " ... لماذا؟
وقد اعتمدت اللجنة "العربية لغة حياة " عنواناً للتقرير وذلك في ربط للغة العربية بالواقع المعاش، وبالتطور التقني والعلمي الذي يكتنف اللغة العربية وأبنائها، وإدراكا للاهتمام المتزايد بها من قبل الناطقين بغيرها الذين ينتظمون لدراساتها في أهم وأعرق الجامعات العالمية.
 

ويعني اختيار شعار "العربية لغة حياة" أهمية البحث عن وظائف اللغة الاتصالية واتخاذ هذه الوظائف مركزية يتم من خلالها تنظيم المنهاج الجديد واختيار النصوص المناسبة وربطها ربطاً مباشراً بمهارات التفكير لنسج منظومة متكاملة تضع العربية في بالعملية التعليمية.


خطّة عمل وخطوات ممكنة التطبيق
وقد استند التقرير إلى نتائج أحدث الأبحاث العلمية والدراسات في مجال تعليم اللغات وتعلّمها، وعلى سلسلة من الدراسات الميدانية التي أجريت مع أصحاب الخبرة حول واقع اللغة العربية وأساليب تعليمها وتدريسها والتحديات التي تواجهها ليركز على وضع الأسس العملية لتحديث تعليم اللغة العربية؛ ما يجعل من التقرير خطّة عمل تؤدّي إلى حراك ذي خطوات واضحة المعالم وممكنة التطبيق، كما التزم التقرير بلغة علمية وواقعية مباشرة لتصبح أفكاره بمتناول الجميع من صناع القرار ومسؤولي الوزارات والمدرسين والاداريين والاعلاميين والطلاب.

لجنة تحديث تعليم اللغة العربية
وكانت لجنة تحديث تعليم اللغة العربية قد شُكّلت تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في إطار مجموعة المبادرات النوعية التي أطلقها سموه في أبريل 2012 لتعزيز مكانة اللغة العربية وتطوير مناهجها وأساليب تعليمها وتعزيز حضورها كلغة للعلم والثقافة والمعرفة.


وارتكز عمل لجنة تحديث اللغة العربية خلال إعدادها لهذا التقرير على دراسات ميدانية وإحصائيات وبيانات ومؤشرات دقيقة التي أظهرت تراجعا في مستوى إتقان اللغة العربية –بمستواها الفصيح- عند أبنائها، وأن المناهج التعليمية وخاصة فيما يتعلق بتعليم اللغة العربية في مستويات الدراسة المختلفة لا زالت أدنى من المأمول، كما اظهرت إعراضاً عن التجاوب والتكيف مع المتغيرات والتطورات خصوصًا تلك المرتبطة بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة، بالإضافة الى ضعف أداء معلم  اللغة العربية والاختلال في منظومة التعليم العربية، مؤكدة أن موضوع إعداد وتدريب معلمي العربية لا بد وأن يحظى بأولوية خاصة خلال الفترة المقبلة.
 

 

Email