افتتحت معرض ومؤتمر «ديهاد» برعاية محمد بن راشد

الأميرة هيا: 225 مليار درهم مساعدات الإمارات الخارجية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي؛ سمو الأميرة هيا بنت الحسين سفيرة الأمم المتحدة للسلام، رئيس المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، أن دولة الإمارات قدمت منذ نشأتها 225 مليار درهم مساعدات خارجية استفادت منها 95 دولة حول العالم، وأن العطاء سلوك طبيعي وثابت في فكر ومنهج قيادة دولة الإمارات. وذكرت سموها أن قطاع المساعدات الخارجية في دولة الإمارات يضم 30 مؤسسة وجهة منها صندوق ابوظبي للتنمية الذي قدم 13 مليار درهم مساعدات لـ 53 بلدا في العالم، مشيرة إلى جهود مؤسسة خليفة الإنسانية وخاصة في قطاعي التعليم والصحة في 35 دولة حول العالم. وقالت: "إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ساعد آلاف الناس من مختلف أنحاء العالم وبنى مدناً في فلسطين وباكستان والمغرب وبنجلاديش واليمن".

جاء ذلك في كلمة سموها خلال افتتاح الدورة العاشرة لمعرض ومؤتمر دبي للإغاثة "ديهاد" 2013 أمس، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بحضور معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي وأحمد حميد المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والمستشار إبراهيم محمد بوملحة مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشؤون الثقافية والإنسانية، رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، وانطونيو غويتريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وشارك في المؤتمر الذي نظم بقاعة الشيخ مكتوم في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض 275 شركة ومؤسسة و50 محاضرا ومتخصصا من 66 دولة.

دعم ثقافي

وقالت سمو الأميرة هيا إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أسس مؤتمر ومعرض "ديهاد" لدعم المجتمعات العالمية ثقافيا وسياسيا، بتشجيع الحوار بين المجتمعات. وأشارت إلى أهمية المؤتمر في تبادل أفضل الممارسات المتبعة في مجال الإغاثة، منوهة إلى أن تعدد الجنسيات والجهات المانحة المشاركة المتواجدة في الحدث دليل على أهمية وروح التعاون وتعزيز الشراكة بين المجتمعات. وتطرقت إلى دور مؤسسة دبي العطاء في محاربة الفقر من خلال دعم التعليم الأساسي والقيام ببرامج في 28 بلدا.

وأكدت سفيرة الأمم المتحدة للسلام، رئيس المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، أن مكتب تنسيق المساعدات الخارجية بدولة الإمارات أوجد نماذج مهمة من الشفافية عن طريق تنظيم المساعدات المقدمة من الدولة. ولفتت سموها، إلى أن العالم بحاجة إلى إيجاد فهم عالمي لمتابعة التبرعات المحلية والحكومية بالعالم والتأكد أين تذهب هذه المساعدات ومراقبة دورها في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة. وتجولت سمو الأميرة هيا بنت الحسين في أجنحة المعرض، يرافقها المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، ومعالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي، وعدد من كبار الشخصيات المحلية والدولية، وفي جناح «نور أوقاف»، قدم طيب الريّس الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القُصّر لسموها لمحة مختصرة عن المشروع الإنساني الجديد الذي أطلقته «نور أوقاف»، والذي سيتم بموجبه تزويد وكالات الإغاثة في جميع أنحاء العالم باللحوم الحلال، للمساعدة في إغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية والمجاعات.

شراكات مستدامة

وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس هيئة الهلال الأحمر، إن دولة الإمارات آلت على نفسها المضي قدما في توجهاتها الخيرة والعمل بالتنسيق مع المجتمع الدولي لتعزيز مجالات التنمية في الدول الأقل نموا والمناطق الملتهبة، "لذلك فهي واحدة من الدول القليلة عالميا التي أوفت بما وعدت، حيث بلغت قيمة مساعداتها التنموية الخارجية خلال العام قبل الماضي 0.22 % من نسبة دخلها القومي وفقا للمعيار الذي حددته الأمم المتحدة، حيث بلغت قيمة تلك المساعدات 2,11 مليار دولار، استفادت منها 128 دولة حول العالم .

وأضاف أن مؤتمر دبي للإغاثة أصبح منبرا حيويا لإطلاق المبادرات الخلاقة لصون الكرامة الإنسانية، وعلامة فارقة في تعزيز مسيرة العمل الإنساني والإغاثي عالمياً، وامتداداً لهذا النهج تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جهودا مكثفة لتعزيز رسالتها الإنسانية والإيفاء بمسؤولياتها الاجتماعية والأخلاقية على الوجه الأفضل تجاه شعوب العالم التي ترزح تحت وطأة المعاناة.

وقال في كلمته التي ألقاها نيابة عنه أحمد حميد المزروعي إن اجتماع اليوم تحت مظلة "ديهاد" يعتبر محطة مهمة في تعزيز مسيرة العون الإنساني والإغاثي إقليميا وعالميا، ومن شأنه إحداث نقلة نوعية في مستوى الجهود المشتركة لتطوير آليات العمل والحركة وتنسيق البرامج والمواقف الإنسانية تجاه العديد من القضايا التي تؤرق المجتمعات البشرية وتضعف قدرتها في الحصول على احتياجاتها الأساسية.

تحقيق الأمن والسلام

وقال: "إن أهمية الدورة العاشرة للمؤتمر تنبع من كونها تناقش قضية جوهرية تتعلق ببناء شراكات مستدامة بين منظماتنا، تراعي متطلبات الساحة الإنسانية الدولية، وأولياتها في تحقيق التنمية البشرية المنشودة في ظل التحديات الكثيرة التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية، نتيجة لحدة الكوارث والأزمات وانتشار رقعة الفقر والجوع والمرض عالميا، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية والمالية المتتالية"، مشيرا إلى أن هذه الأوضاع تأثرت بها شرائح كبيرة من المجتمعات البشرية، مما يتطلب توحيد جهود الشركاء وتضافرها والعمل سويا من أجل مستقبل أفضل للعمل الإنساني وحياة كريمة لضحايا النزاعات والكوارث حول العالم.

وأضاف: "إننا في هيئة الهلال الأحمر الإماراتية أدركنا مبكرا أهمية هذا التوجه الاستراتيجي في تنمية المجتمعات الهشة، واستطعنا نسج العديد من الشراكات الهادفة والبناءة مع منظمات الأمم المتحدة الإنسانية ووكالاتها المتخصصة ووقعنا معها اتفاقيات ومذكرات تفاهم ساهمت كثيرا في تأطير العلاقات بيننا، وانجاز مشاريع تنموية كثيرة مولتها هيئتنا الوطنية في عدد من الدول والمناطق المهمشة".

لافتا إلى أن من تلك المنظمات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (يونبس)، إلى جانب الشراكة الدائمة مع مكونات الحركة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

ودعا سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان جميع المانحين من الدول والحكومات والمؤسسات والأفراد إلى الإيفاء بالتزاماتهم المالية التي قطعوها على أنفسهم تجاه القضايا الإنسانية التي تؤرق الكثير من شعوب العالم، وألا يركنوا إلى تداعيات الأزمة المالية، "لأن أي نكوص عن هذه التعهدات يقابله خسائر في الأرواح وتدهور في البنيات، ونقص في الخدمات التي لا غنى عنها من أجل إنقاذ الحياة ورفع المعاناة".

وقال المستشار إبراهيم بوملحة إننا نحتفل بمرور عشرة أعوام على انطلاقة مؤتمر ومعرض "ديهاد" الذي نجح خلال عشرة أعوام مضت بجمع أبرز المنظمات والهيئات العالمية المتخصصة في مجال العمل الانساني تحت سقف واحد للعمل معاً من أجل دعم المجتمعات وتقديم كافة أنواع المساعدات اللوجستية والتقنية اللازمة، ونأمل في المزيد من الشراكات الاستراتيجية لتحقيق الأهداف المنشودة.

يد العون دائمة

 

قال المستشار إبراهيم بوملحة إن دولة الامارات العربية المتحدة وبناء على توجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله، وإخوانهما حكام الإمارات، حرصت على مد يد العون بشكل دائم من أجل تخفيف المعاناة عن كاهل الدول المنكوبة.

وأضاف إن الامارات تعد إحدى أكبر الجهات المانحة للخدمات الانسانية، وتمثل واقعاً ملموساً لرؤية وتطلعات الجهات الراعية للقضايا الانسانية، حيث أصبحت دولة الامارات مركزاً رئيسياً للنشاطات الانسانية ومساهماً فاعلاً للحد من الجوع والفقر في العالم، وتعتبر إمارة دبي حالياً عاصمة النشاطات الخاصة بالإغاثة والتطوير. وأعرب بوملحة عن أمله في تحقيق المزيد من الشراكات الاستراتيجية التي تلبي الطموحات في تحقيق الأهداف المنشودة، وتعزيز الصلات بين جميع المؤسسات والمنظمات.

Email