يقوم بأكثر من 5000 وظيفة حيوية

الكبد.. حارس الجسد يتصدى للسموم

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكبد من الأعضاء ذات الفاعلية في جسم الإنسان، إذ تقوم بمهام عديدة وأدوار ضرورية لتحسين صحته ودرء العديد من المخاطر التي تهاجمه، وذلك من خلال تنقية الطعام والشراب الذي يتناوله والهواء الذي يستنشقه من السموم والكيماويات، ويعد العضو الوحيد في الجسم ذا القدرة على التجديد والإصلاح بنفسه حتى بعد استئصال 75 % منه، وهي أكبر عضو جهازي فعال في الجسم يأتي بعد الجلد، ويزن ما يقارب الكيلو ونصف الكيلو من جسم الإنسان ويقل وزنه عند الصغار، ويقوم بأكثر من 5000 وظيفة حيوية وضرورية للمحافظة على الجسم بشكل لائق.

وإذا كانت الكبد تحمي الجسم من الكثير من الأضرار فكيف يحافظ الإنسان على سلامتها؟ وماهي أسباب الأمراض التي تصيبها وأنواعها؟ وما أبرز السبل للوقاية منها.. حول ذلك يقول الدكتور محمد عزام قياسه أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والكبد: أن الكبد مخزن الطاقة والقوة، وتمد الجسم بالحديد والمعادن والفيتامينات، وتعمل على صنع المادة الصفراء التي تساعد على الهضم وامتصاص المغذيات الضرورية، كذلك تقوم بتنقية السموم والكيماويات من الغذاء والشراب الذي نتناوله، وتصنع الدم الذي يسري فالعروق من قبل الولادة، وتعمل على تنظيف الهواء من السموم والمواد الضارة بالإضافة إلى العديد من الوظائف التي تقوم بها الكبد بشكل مستمر وبدون توقف، وتتكون من الناحية التشريحية من فصين أيمن وأيسر، ويكون الفص الأيمن أكبر بكثير من الفص الأيسر، إذ يحتوى على ثمانية أقسام تشريحية وظيفية جراحية تساعد في إجراء جراحة الكبد عند الحاجة إلى ذلك ويتكون الكبد من ملايين الخلايا الوظيفية الفعالة ويتغذى شريانياً ووريدياً.

أمراض الكبد

وأوضح قياسة أن هناك مجموعة من الأمراض تصاب بها الكبد وتختلف مسبباتها، وتبدأ من الالتهاب الفيروسي الكبدي الحاد بجميع أنواعه A,B,C,D,E,F,G، وفيروس ابشتاين بار، والتهاب الكبد الحاد الدوائي، والتهاب الكبد المزمن" مرض التهابي يصيب الكبد لمدة تتجاوز 6 أشهر"، ومن أسبابه فيروس BوC واضطراب المناعة الذاتية والكحول والأدوية والأمراض الاستقلابية، وبالإضافة إلى التهاب الكبدي الكحولي وغير الكحولي، وسرطان الخلية الكبدية.

ويشير الدكتور إلى أن التهاب الفيروس الحاد A " الوبائي" هو بخلاف المتعارف به عند العديد من الناس الذين يعتقدون أن الفيروس B هو الوبائي، وتنجم الإصابة به عن طريق الطعام والشراب الملوث، لذلك يفضل غسل الخضروات بشكل دقيق قبيل الأكل، والإصابة بهذا النوع من الفيروس تعطي مناعة دائمة بعد الشفاء منه، ومعظم سكان الشرق الأوسط مصابون بهذا الفيروس عند الطفولة، لذا نجد أن لديهم مناعة ضد التهاب الكبد الوبائي، وهناك لقاح خاص ضد الفيروس A يعطى للناس غير المصابين بهذا المرض سابقاً والذين ليس لديهم مناعة ضده، والإصابة به تأتي بطريقة حادة وليس له شكل مزمن.

الحماية الشخصية

أما الالتهاب الفيروسي B فينجم عن طريق الإصابة بالفيروس B وينتقل بواسطة انتقال دم المصاب إلى السليم أو عن طريق سوائل البدن كاللعاب والعرق، ويأتي بشكل حاد وتتحول حالة ما يقارب 20 % من المصابين به إلى الالتهاب الكبدي البائي المزمن، وإذ لم يعالج بشكل مبكر فسوف يؤدي ذلك إلى تشمع الكبد وتليفها والإصابة بسرطان الكبد، ويترافق بقوة مع سرطان الخلية الكبدية، وتكون الوقاية من هذا المرض من خلال اللقاح، وتطبيق وسائل الحماية الشخصية، وكذلك المتابعة الدورية للمصابين بهذا المرض والكشف المبكر عنهم حتى يبدأوا بالعلاج الفعال للحد من أي مضاعفات قد تنتج عن ذلك.

ويعتبر فيروس C من أكثر الأمراض شيوعاً الشرق الاوسط وخصوصاً في مصر، إذ تشكل الإصابة به ما يعادل 15 % من السكان، ويعتبر هذا المرض قنبلة موقوتة يجب الكشف المبكر عنها، ونزع فتيل اشتعالها التي يمكن أن تؤثر على المجتمع ككل.

وينجم عن الفيروس C وينتقل عن طريق الدم خصوصاً مواليد عام 1945 إلى 1965، وهذا ما يشكل عبئاً على الخدمات الصحية في الولايات المتحدة الأميركية حالياً في إخضاع هؤلاء المواليد إلى فحوصات للكشف عن الإصابة بهذا الفيروس، لأنه لم يكشف البحث او استقصاء الدم المستعمل إلا في نهاية الثمانيات، ومن هذه الفترة يعتبر الدم المنقول في بنوك الدم نظيفاً وخالياً من الفيروسات، وحوالي 80 % من المصابين بالالتهاب الكبد الفيروسي C تتحول إصابتهم إلى الالتهاب الفيروسي C المزمن الفعال، والذي يعتبر السبب الرئيسي لتليف الكبد وتشمعها وإصابتها بالسرطان في منطقة الشرق الأقصى والدول العربية "مصر والسعودية" وشمال أفريقيا. ويتابع: أما الالتهاب الفيروسي الكبدي D فيتطلب وجود الفيروس B لكي يصبح ممرضاً ويؤدي إلى الإصابة في الكبد، وينتقل عن طريق الدم وسوائل البدن، وتكون الإصابة شديدة وتوفر المناعة ضد التهاب الفيروسي B مناعة ضد فيروس التهاب الكبد D.

خطورة عالية

وأشار الدكتور أن الالتهاب الكبدي E لا يختلف في طريقة انتقاله عن الالتهاب الكبدي الوبائي إذ ينتقل عن طريق الأكل والشراب، وينتشر في الشرق الأوسط واميركا وأفريقيا، وذلك بسبب تلوث مصادر المياه بعد الفيضانات الموسمية ولكن هذا النوع يشكل خطورة عالية جداً خصوصاً على المرأة الحامل في الأشهر الأخيرة من الحمل، حيث يؤدي إلى التهاب كبدي خاطف مع وفيات بنسبة 20 % إذا لم يكشف مبكراً، بينما ينتقل فيروس الالتهاب الكبدي G عن طريق الدم، ونمط انتقاله غير محدد ولكنه مماثل للفيروس C، ويشكل أقل من 0.5 % من التهاب الكبد المكتسب عن طريق نقل الدم ولا يؤدي إلى مرض كبدي مزمن.

Email