أقيمت في مجلس ولي عهد أبوظبي الرمضاني

هزاع بن زايد يشهد محاضرة «تنمية الحب العائلي »

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي المحاضرة التي استضافها مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بعنوان " تنمية الحب العائلي " والتي ألقاها الدكتور ميسرة طاهر رئيس هيئة الاستشاريين في بيت المشورة للتطوير الذاتي والاستشارات وتحسين التفكير والدراسات المتخصص لتأهيل الشباب والشابات للزواج في جدة.

وحضر المحاضرة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان للاعمال الخيرية والانسانية وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي وعدد من الشيوخ والوزراء ورجال السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة وكبار المسؤولين.

وتناول المحاضر الحب الحقيقي وكيفية تنميته مع ابنائنا بواسطة تقنيات الحب الاثني عشر وكيف يمكن التفريق بين ابنائنا واخطائهم وهل نستطيع ان نربي بدون أوامر ونواه كثيرة وبدون عتاب وهل الحب بين الزوجين نبته قابلة للنمو والمرض والموت أحيانا وما هى أهم التقنيات لتنمية هذا الحب وكيف يمكن توظيف الاختلافات الفطرية بين الزوجين في الجوانب النفسية لزيادة الحب بينهما.

البشر أضعف الكائنات

وقال الدكتور ميسرة طاهر إن الحديث عن تنمية الحب العائلي ينطلق من جملة من المنطلقات أبرزها أن الله تعالى خلق آدم من تراب أي أنه خلق من الجماد كائنا حيا وبعده جاء سيدنا عيسى عليه السلام من مريم من دون أب ونجد بعد ذلك الكثير من الكائنات الحية تتكاثر بالتبرعم من دون أب وأم مشيرا إلى أن البشر الذين يتربعون على هرم الكائنات هم أضعفها على الاطلاق وأن هناك حكمة من وراء هذا الضعف .

وأضاف إنه لكي نفهم هذه الحكمة لابد ان نتوقف عند المنطلق الخاص بنبضات الكون، فالجسم البشري يصدر 300 هيرتز في الثانية أي أنها تهتز بهذا المقدار ويمكن ان تزداد احيانا نتيجة المرض لتصل إلى 450 في حالة المرض هيرتز ليحصل الجسم على الطاقة التي تكفي لمقاومة المرض مشيرا إلى أن نبضات اهتزازات الارض من 1 إلى 30 هيرتز ومخ الانسان يتأقلم مع من 7 إلى 19 هيرتز في الثانية مشيرا إلى أن البشر جزء رئيسي من الكون ولاحظ علماء ناسا أن رجال الفضاء عندما يعودون الى الارض من رحلاتهم يعانون من التعب ووجدوا ان المركبات الفضائية لا توجد بها تلك النبضات التي تتوفر على الارض لذا قاموا بتزويدها بأجهزة تصدر هذه النبضات.

تنشئة الأجيال على الحب

وقال إن الله سبحانه وتعالى قد هيئ الانسان بأمرين لمقاومة الضعف الكبير الذي يعاني منه حيث بشره في مواقع من القرآن الكريم بأن جعله خليفته في الأرض وخلقنا ضعاف وجعلنا نعيش في أسر حتى يكسبنا من المبادىء والمعتقدات لكي نتمكن من حمل هذه المبادىء والامانة وهذه الحكمة من وراء خلقنا ضعافا.

وأشار إلى أنه يجب التمييز بين الحب الحقيقي والحب النرجسي فإنه ليس كل حب حقيقيا، فكثيرون هم الذين يمنحون غيرهم الحب ولكنه حب لذواتهم، حب مشروط يدوم ما دام المحبوب يلبي ما يريده المحب، حب يلازمه كشف حساب بما قدمه المحب لمحبوبه وهذا النوع من الحب لا تبدده إلا صور الحب الذي نراه من أمهاتنا في طفولتنا.

وقال ان السؤال المهم" هل يبقى الآباء والأمهات يمنحون أبناءهم هذا الحب الحقيقي حتى نهاية الحياة، أم أنه يتحول إلى حب نرجسي، أو ما نسميه حب كشف الحساب حين يكبر الأبناء ويشيخ الآباء والأمهات؟

وأضاف إن كِلا النوعين من الحب النرجسي والحقيقي فيهما عطاء ولكن الحب الحقيقي عطاء دائم ومستمر هدفه مصلحة المحبوب تماماً كما تفعل الأم مع طفلها وفي الثاني أيضاً عطاء ولكنه عطاءٌ مشروط يتوقف المحب عن العطاء بمجرد توقف المحبوب عن الرد.

وضرب مثالا للتعرف على الحب الحقيقي والنرجسي بالحديث الشريف عندما سمع أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " كانت امرأتان معهما ابناهما ، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما ، فقالت صاحبتها إنما ذهب بابنكِ وقالت الأخرى إنما ذهب بابنكِ أنتِ فتحاكمتا إلى داوود فقضى به للكبرى ، فخرجتا على سليمان بن داوود فاخبرتاه فقال " ائتوني بالسكين اشقه بينهما . فقالت الصغرى " لاتفعل يرحمك الله هو ابنها " فقضى به للصغرى.

اي أن الأم الحقيقية وهي الصغرى رضيت أن يؤخذ ابنها منها طالما أنه سيبقى حيا سليماً وذلك من شدة حبها له وخوفها عليه ولو أدى ذلك الإبعاد إلى حزنها الشديد وضحت هذه الأم بوجود ابنها معها في سبيل مصلحته الكامنة في بقائه على قيد الحياة وهذا ما تريده كل أم.

علامات الحب

وقال إن للحب الحقيقي علامات الاولى جاءت في أية كريمة يتحدث فيها الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء النفر من الناس الذين يطعمون الآخرين دون اي طلب منهم فهل نحب اولادنا بهذه الطريقة والثانية هى أن المحب لايهمه أن يكون المحبوب ملكه أم لا فهو يسعد لسعادته والثالثة هى أن نمدح الممدوح بصدق بلا رياء مشيرا إلى أن الحب عطاء وليس أخذ والعطاء ليس باللسان ولا بالقول فقط بل بالقول والفعل.

وأكد الدكتور ميسرة طاهر انه يمكن لأبنائنا أن يشعروا بهذا الحب ببساطة لو استخدمنا معهم تقنيات الحب الاثنتي عشرة التقنية الاولى نظرة الحب والتي يكون لها تأثير على من نحب دون ان نتكلم، فالأب ينظر إلى طفله مع ابتسامة خفيفة ويعبر له عن حبه فسيكون لها نتائج غير عادية.

والتقينية الثانية كلمة الحب نقولها لابنائنا وتشير دراسة إلى أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلا بضع مئات من الكلمات الحسنة موضحا إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه.

والتقنية الثالثة قبلة الحب وهى رحمة للزوجة والزوج وللابن والابنة وهى تصنع العجب والقبلة للابن هي واحدة من تعابير الرحمة وحينما تفقد هذه الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فقد أبعدنا أبناءنا عنا.

والتقنية الرابعة لقمة الحب وهى لا تتحق إلا والأسرة مجتمعة على سفرة واحدة حيث يجب أثناء تناول الطعام ان يحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم أو في صحونهم أمامه مع نظرة حب وابتسامة وكلمة جميلة وصوت منخفض.

والتقنية الخامسة دثار الحب وهى من أروع وأجمل تقنيات الحب حيث يجب ان يقوم الاب والام بدغدغة أحاسيس أبنائهم فاذا نام الابن فيذهب إليه الاب ويقبله وسيشعر به بسبب لحيتك التي داعبت وجهه وسيكون الابن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والمنام وسيرسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه بالأمس وفعل بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء و الأبناء حيث يجب أن نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا.

والتقنية السادسة ضمة الحب فلا يجب ان تبخلوا على أولادكم بهذه الضمة، فالحاجة إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كلما أخذتَ منه فستظل محتاجاً لها.

والتقنية السابعة دعوة الحب فلا يجب ان يدعو الآباء على ابنائهم بل يجب ان تكون دعوتهم لهم .

والتقنية الثامنة لمسة الحب وانصح الآباء والأمهات أن يكثروا من قضايا اللمس لانه أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات بين الآباء والابناء مشيرا إلى أن الانسان لديه أكثر من 3 ملايين خلية حية و5 ملايين خلية عصبية وجميعها تحتاج إلى اللمس للمحافظة عليها مشيرا إلى أن الجلد يفرز مادة تكون رائحتها سيئة إذا كان الجالسين بجواري لا أحبهم وتفرز مادة رائحتها جميلة اذا كان الجالسين بجواري أحبهم.

والتقنية التاسعة نبرة الحب حيث يجب مخاطبة الابناء بصوت منخفض حتى لا أنفرهم من الحديث.

والتقنية العاشرة شربة الحب حيث يجب ان يبادر كل من الزوج والزوجة بتقديم الماء للآخر لدى عودته من الخارج والتي يكون لها تأثير بالغ في النفس.

والتقنية الحادية عشرة حفظ الغيبة حيث يجب ان يحفظ الآباء غيبة ابنائهم ولا يتحدثون عنهم أمام الآخرين وان يذكروا محاسنهم وليس مساوئهم.

والتقنية الثانية عشرة هى ابتسامة الحب حيث ثبت ان للابتسامة عشر فوائد ومنها انها تريح العيون وتساعد على التفكير وتساعد على حل المشاكل وهضم الطعام وتقلل من تجاعيد الوجه وتسهل على الناس حياتهم. وتقلل المشاجرات وزيادة الانتاج والطمأنينة، ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام " تبسمك في وجه أخيك صدقة".

التمييز بينهم وبين أخطائهم

وقال الدكتور ميسرة طاهر إن الخلط بين أخطاء أبنائنا وبناتنا وبين شخصياتهم يجعلهم يكبرون وهم يخلطون بين سلوك الناس وبين شخصياتهم، فيكرهون الآخرين ويحبونهم في كثير من الأحيان فقط لخطأ بسيط يقعون فيه، لذا فإن هذا الخلط ينبغي تجنبه لأننا حين ننجح في التمييز بين أبنائنا وبين أخطائهم نعزز لديهم ثقتهم بأنفسهم ونزيد من قدرتهم على مواجهة ضغوط الحياة وقدرتهم على الإبداع والعطاء مشيرا إلى انه إذا عاقب الآباء ابناءهم لا يجعلوا الامر يدوم أكثر من 20 دقيقة وأن لا يكون تصرفهم تجاههم من شخصهم ولكن من خلال سلوكهم وان لا تتبروا من ابنائكم .

اختلافات نفسية

 

استعرض الدكتور ميسرة طاهر رئيس هيئة الاستشاريين في بيت المشورة للتطوير الذاتي والاستشارات وتحسين التفكير والدراسات المتخصص لتأهيل الشباب والشابات للزواج في جدة سبل تنمية الحب بين الزوجين وركز على الاختلافات النفسية بين الرجل والمرأة، مشيرا إلى أن النساء أعلى درجة من الرجال في الحدس، فقد تواجه إحداهن زوجها بخطأ ارتكبه حتى لو لم تمتلك دليلا ماديا على ذلك ويعود هذا لما تملكه من حدس.

وأوضح أن المرأة أمام المشكلات تحتاج لمن ينصت لها أكثر بكثير من احتياجها لمن يقدم لها الحلول، وبالمقابل فإن الرجل أمام المشكلات يحتاج أن تعطيه زوجته مساحة ووقتا حتى يستطيع الوصول للحل حيث يتمكن بعدها من العودة لطبيعته، وتناول ما يقارب من خمس عشرة صفة يختلف فيها الرجل عن المرأة إضافة إلى العديد من مسببات الغضب المتباينة لدى كل منهما، وبين كيف يمكن ببساطة تجنب أسباب الخلاف بينهما لو امتلك كل منهما وعيا بطبيعة الطرف الآخر.

وأشار أن أكثر الخلافات بين الزوجين والتي تحرمهما السعادة إنما ترجع إلى جهل الزوجين بهذه الاختلافات، وأوضح أن هذه الاختلافات حين تكون واضحة في ذهن كل من الزوجين يصبح كل منهما قادرا على منح الحب للطرف الآخر، إضافة إلى قدرته على تجنب المشكلات وحلها في حال حدوثها.

وأعرب عن أمله في أن تكون قواعد الحب وصلت واضحة وان ننجح في تنمية الحب مع زوجاتنا وأزواجنا وأبنائنا.

Email