رقية حسن ربت أولادها بمساعدات الشؤون وجميعهم متعلمون

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكفيني نظرة الامتنان التي يرمقني بها أولادي الآن، فيتلاشى عناء السنين، ويتبدد التعب ويستحيل الحزن المرير الذي كابدته فرحاً.

زرعت الحب والتفاؤل والقيم الإيجابية فيهم، فحصدت الوفاء والنجاح، ولم أستسلم للظروف عندما اسودت الدنيا في وجهي بوفاة زوجي.

حرصت على أن أكون سياجاً يطوق ويحمي أولادي إلى أن وصلوا إلى بر الأمان، وأصبحوا يحملون شهادات جامعية، ومنهم لا يزال على مقاعد الدراسة.

هكذا بدأت المواطنة رقية حسن علي «أم اسامة» سرد قصة كفاحها، ومشاعر الفخر والاعتزاز تنبعث من نبرة صوتها.

بدأت رحلة عمر مع زوجها الذي فارق الحياة قبل 14 عاماً.

تقول: عندئذ شعرت بأن جميع الأبواب أوصدت أمامي، ولكنني تحاملت على جراحي وعزمت على أن أقطع المشوار مع أبنائي العشرة، وعزمت على متابعة دراستهم على الرغم من أنني أحمل الشهادة الابتدائية فقط.

شجعتهم بكل ما أوتيت من قوة على حمل الشهادة كونها السلاح الأبقى لأي انسان، في هذه الحياة، أردت أن أستمد من المحنة القوة والعزم.

كان أبنائي إذ يرون شقائي يتعاونون معي ويحرصون على ألا يخيبوا ظني، وهكذا عشش الحب والعطاء والتفاني في أروقة البيت، وكان كالنسمة التي تحمل معها عبير الحياة والمستقبل.

وتتابع أم أسامة فتقول: اليوم إحدى بناتي طبيبة أسرة والأخرى طبيبة أشعة، ولدي مهندسان وابنان لا يزالان يدرسان الهندسة، وأحد أبنائي ضابط في شرطة دبي، وآخر موظف في الاتصالات. وتضيف بفخر: جميعهم متعلمون، وأشعر بفرحة كبيرة لدى رؤيتهم، لأنني أديت رسالتي في الحياة على أكمل وجه، وهذا ما أتمناه بالفعل، خاصة وأن جميع أولادي مطيعون وشديدو الاحترام لي، ويعاملون الآخرين بكل أدب واحترام، وهذا قطاف التربية الحسنة، فكما تزرع تحصد؛ على حد تعبيرها.

تتنهد أم أسامة قليلاً، ثم تتابع: كان زوجي رحمه الله موظفاً في إحدى الشركات، وكانت أحوالنا المادية متوسطة، وبعد وفاته بدأت أتقاضى مساعدة من وزارة الشؤون الاجتماعية، وكانت هذه المساعدة بلسماً للعائلة وعاملاً أساسياً في نجاحي في تكملة رسالتي في الحياة.

وتقول: إن الامارات دولة سلام ومحبة وخير لكل من يعيش على أرضها، وقيادتها لم تبخل يوماً على أبنائها، فنجاحي كأم ضحت من أجل أبنائها ورعتهم هو امتداد للرعاية الكريمة من قبل القيادة الرشيدة في الدولة لجميع المواطنين؛ من أمهات وآباء وأبناء.

Email