بادرة أثارت إعجاب الجميع

مواطنون يشاركون في إزالة مخلفات الاحتفالات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت الشوارع صباح أمس ظاهرة لافتة، فمع بزوغ شمس اليوم الاول الذي تلى احتفالات أبناء الوطن والمقيمين باليوم الوطني الاربعين، حتى امتلأت الشوارع من جديد بأبناء الوطن، ليعبروا عن حبهم ووفائهم للوطن، بالفعل لا بالشعارات، فلم ينزلوا لحمل الاعلام او لعمل مسيرة جديدة، بل لأجل تنظيف شوارع الوطن من مخلفات احتفالات اليوم السابق.

ما حصل موقف أدهش جميع المارة، كما ادهش اصحاب البدلة البرتقالية، "عمال بلدية دبي" ، الذين نزلوا لانجاز عملهم اليومي، وهم يحملون اوامر بأن يعملوا وردية اضافية خلال ايام الاحتفالات، فغمرتهم الدهشة وبادروا الى عملهم بروح اكثر حماسا ورضا، وهم يرون ابناء الوطن يشاركونهم هذه المهنة البسيطة، التي لم يتعودوا ان يشاركهم بها احد، لكن تلك البادرة لم يستغربها المارة بسياراتهم على تلك الشوارع، وهم يدركون مدى الوعي الذي يتميز به ابناء الوطن، ومدى حبهم الفعلي والحقيقي لترابه، واستعدادهم لبذل كل شيء من اجله..

 

رجال البلد

"كفو عليكم ياعيال البلاد" ، "والله انكم رجال" ، "شكرا لتنظيفكم الشوارع"، جمل وعبارات حملتها اجهزة البلاك بيري تحت صور المتطوعين للتنظيف، تعبيرا من الجميع عن فخرهم واعتزازهم بهذا العمل المشرف، خالد سيف مواطن كان بين الذين شحذوا همتهم ونزلوا للعمل بنشاط منذ الصباح الباكر، تحدث الينا وهو منهمك بعمله لم يترك الكيس الاسود من يده، قال: " لا عيب ابدا، وما العيب في ان نساعد في تنظيف ما خلفته فرحة الامس، هناك بعض من غلبتهم الفرحة ونثروا الزينة ، لكن هذا لا يمنع اننا نشعر بالفعل بالمسؤولية، والدليل اننا نزلنا بأنفسنا دون طلب من اهالينا او من أي مسؤول لتنظيف الشوارع، واعادتها الى ما كانت عليه"..

وتؤكد عائشة بطي، ما قاله خالد ، وتضيف: " سمعنا كلاما كثيرا العام الماضي، مفاده اننا لسنا على قدر من المسؤولية واننا لا نحب وطننا، حيث لامنا الكثيرون لاننا عبرنا عن فرحتنا وتركنا الشوارع تعج بمخلفات الزينة، لذلك ومنذ العام الماضي اخذنا على انفسنا عهدا ان نثبت للجميع عكس ما يظنون.

واننا بالفعل قادرون على التعبير عن حبنا للوطن برقي وحضارة، وها نحن من الصباح جئنا مع اطفالنا واخواننا للتنظيف، وسط تحيات المارة، وشكرهم ايضا اذ توقف الكثيرون امامنا وهم في سياراتهم وشكرونا على ما نقوم به بعبارات تشير الى سعادتهم بما نقوم به، فيما تأثر البعض الاخر واوقف سيارته وبادر الى المساعدة، وهو امر جعلنا اكثر حماسا وسعادة".

 

نظافة

عبد المجيد سيفائي مدير ادارة النفايات في بلدية دبي، أكد ان البلدية عملت بطاقتها الكاملة خلال ايام الاحتفال، مشيرا الى ان الادارة وضعت خطة متكاملة للعمل خلال الاحتفالات ، نظرا لما تتطلبه هذه المناسبة من تسخير العاملين في نظافة الشوارع بشكل استثنائي نظرا لكثرة مخلفات الاحتفال والمسيرات، ومن اجل اعادة المدينة الى نظافتها المعهودة بالسرعة المطلوبة والمتوافقة مع طبيعة عمل الامارة السريع الذي لا يتطلب تأخيرا، كذلك رؤيتنا المتمثلة في المحافظة على نظافة المدينة وتألقها في كافة الظروف والاوقات.

واوضح ان البلدية وزعت ما يقارب 2300 عامل نظافة في كل ارجاء الامارة، بدوام كامل، اضافة الى تخصيص عدد مشابه للعمل بوردية اضافية ودون اجازات من اجل الحرص على تنظيف المدينة اولاً بأول، وازالة مخلفات الاحتفال، مشيرا الى ان الحجم الاجمالي لمجموع النفايات لم يتم احتسابه بعد، وانه ليس بالوزن الكبير نظرا لان غالبيتها مخلفات ورقية ناتجة عن الزينة والرغوة التي يقوم برشها المحتفلون وهي لا تشكل وزنا انما تشوه المنظر العام للمدينة وتعتبر مخلفات لابد من العمل على ازالتها.

مواطنون في رأس الخيمة ينظفون شوارعها

 

 

اجتمع عشرات المواطنين من مختلف الأعمار، لتنظيف شوارع رأس الخيمة من آثار المسيرات التي عمت ارجاء الإمارة، خلال الاحتفالات باليوم الوطني، حاملين ادوات التنظيف المختلفة التي قاموا بشرائها كي تعم النظافة الدولة التي تعودوا دائما على بقائها نظيفة، مستجيبين لنداء رسالة نصية انتشرت عبر وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي بين الشباب" الهاتف النقال، والفيس بوك، والتويتر" للتوجه إلى الشوارع ومساعدة عمال النظافة في تنظيفها في مختلف الإمارات.

وقال عبدالله يوسف الجروان طالب جامعي من إمارة رأس الخيمة، انه عقد النية على التوجه بعد صلاة الفجر لمساعدة عمال النظافة في تنظيف الشوارع، وقام بإرسال رسالة إلى اصدقائه يعلمهم فيها بنيته، فارتدى ملابسه وحمل المكنسة واكياس القمامة وتوجه إلى كورنيش القواسم حيث شارك العمال في تنظيف الشوارع، ومن ثم غادر المكان للتوجه لجامعته في الشارقة بعد ان اشترى المياه والمشروبات الباردة واهداها لعمال النظافة، ويبين عبدالله سعادته بانتشار فكرة تنظيف الشوارع ما بين المواطنين، مؤكدا ان تجاوب المواطنين مع الحدث دليل على الفهم الحقيقي لمعنى الوطنية.

 

مشاركة

والتقت "البيان" أمس مجموعة من المواطنين الذين توجهوا مع عائلاتهم من نساء واطفال وشباب لتنظيف الشوارع لساعة متأخرة، وقال كل من عمر ومحمد وطاهر وحسن وعبدالله وجمال البلوشي انهم كانوا متوجهين لاحد المراكز التجارية، حين مروا على شارع الكورنيش ووجدوا مجموعة من الشباب يقومون بتنظيف الشوراع، فغيروا وجهتهم وقاموا بشراء ادوات التنظيف وشاركوا الشباب في تنظيف الشوارع.

اما ام خالد الهاجري وعائلة حليمة الرئيسي وزوجها ابراهيم سرور الشحي، فبينوا انهم لم يشاركوا في المسيرة، إلا انهم رغبوا في المساهمة بأي عمل يساهم ولو بصورة بسيطة ورمزية في رفعة البلاد واعلاء شأنها في اي جانب من جوانب الحياة، وهذا ليس سوى شيء بسيط لرد الجميل الذي يتوالى من دولة الإمارات وقيادتها على شعبها في مختلف المجالات.

Email