في سابقة تسجّلها القمـة العالمية للحكومات

الحـوار العالمـي للسعــــادة يؤسّــس لتشكيل توجهات دولية جديدة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

سجل الحوار العالمي للسعادة سابقة عالمية، باجتماع أكثر من 300 من العلماء والمختصين والخبراء وصناع القرار لبحث سبل التأسيس لحوار مستمر وبناء يهدف إلى تشكيل توجهات عالمية جديدة تركز على تحقيق السعادة لشعوب العالم، وتبنيها كإطار جديد للتنمية.

وتستضيف دولة الإمارات الحوار العالمي للسعادة ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات في دورتها الخامسة، التي تعقد تحت رعاية وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في الفترة من 12 ـ 14 فبراير.

وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للسعادة، نائب رئيس القمة العالمية للحكومات في كلمة افتتحت بها الحوار العالمي للسعادة، أن دولة الإمارات تؤمن أن الوظيفة الأولى للحكومة والهدف الأسمى لعملها هو تحقيق السعادة، مستشهدة برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن «دور الحكومات هو خلق البيئة التي يستطيع الناس من خلالها تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، وأن وظيفة الحكومات هي خلق البيئة التي يستطيع الناس أن يحققوا فيها سعادتهم».

منصة عالمية

وقالت الرومي إنه منذ أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن استحداث منصب وزير دولة للسعادة في حكومة المستقبل خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات في فبراير العام الماضي، رأت حكومة دولة الإمارات الحاجة إلى إيجاد منصة عالمية تتيح للدول أن تعمل معاً في سبيل السعادة وأن تتشارك خبراتها مع بعضها البعض.

وشددت الرومي على أن دول العالم بحاجة ماسة لمثل هذا الحوار، خاصة في ظل التوجهات المستقبلية والنمو المتسارع للعلوم والتكنولوجيا والروبوتات والذكاء الصناعي الذي من المتوقع أن تساهم في تطوير جوانب حيوية كثيرة وتحسين حياة الناس في الكثير من القطاعات ومن ضمنها إطالة حياة الإنسان، مشيرة إلى أن السؤال المطروح بقوة يتمثل في ما إذا كان ذلك سيساهم في أن يعيش الناس حياة أسعد.

تضافر الجهود

وأكدت الرومي أهمية تضافر الجهود وتوحيدها لتحويل هذا الحوار إلى حراك عالمي لتحقيق السعادة، وعلى الحاجة إلى إيجاد التوازن بين النمو الاقتصادي والتطور العلمي والتكنولوجي من جهة وسعادة ورفاه الإنسان من جهة أخرى، بوصفها أكثر إلحاحاً اليوم من أي وقت مضى.

وقالت وزيرة الدولة للسعادة «إن التحدي الأبرز الذي يترافق مع التطور التكنولوجي يتمثل في التوقعات بأن تتزايد مستويات الاكتئاب والاضطرابات النفسية نتيجة تصاعد حدة الشعور بالوحدة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة هم أكثر عرضة بمرتين للموت المبكر مقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية وثيقة».

وذكرت الرومي أن هناك نحو 350 مليون شخص من جميع الأعمار في العالم يعانون من الاكتئاب، وفي أسوأ الحالات، يمكن أن يفضي الاكتئاب إلى الانتحار، ففي كل عام يفقد العالم ما يربو على 800 ألف شخص جراء الانتحار الذي يمثل ثاني سبب رئيسي للوفيات في الفئة العمرية 15-29 عاماً. كما أن العبء الصحي والاقتصادي للاكتئاب والحالات النفسية الأخرى آخذ في الارتفاع عالمياً.

وقالت الرومي: اليوم، نشهد تحوّل 50 دولة في العالم إلى دول «هشة»، يعيش فيها 1.4 مليار شخص، ما يقارب نحو 20% من تعداد سكان الكوكب. وعالمياً، تقدّر خسائر فشل السياسات والحوكمة بعد سقوط الدول بـ640 مليار دولار، وتبلغ التكلفة الإجمالية لما تتحمله الدول التي تجاورها 4.7 مليارات دولار، وبالنظر إلى هذه التحديات، تقع على عاتق الحكومات مسؤولية العمل على الارتقاء بحياة مواطنيها وتأمين ظروف معيشية أفضل لهم، متسائلة: لماذا لا تستثمر الدول في السلام والتسامح وفي السعادة بدلاً من البؤس؟

هدف واحد

وقالت الرومي: إن اجتماعنا اليوم ضمن الحوار العالمي للسعادة ما هو إلا تأكيد على أننا نتشارك جميعا في هدف واحد، وهو العمل على تحقيق سعادة الإنسان ورفاهيته، معربة عن أملها في أن يمثل الحوار نقطة الانطلاق لرحلة تساهم في إسعاد أكثر من 7 مليارات إنسان حول العالم.

يطرح الحوار العالمي للسعادة 10 مواضيع رئيسية ضمن 4 محاور هي: «دور الحكومات في تحقيق السعادة والرفاه، وعلم السعادة، وتصميم واعتماد سياسات السعادة والرفاه، وقياس السعادة»، ما يمثل إضافة نوعية لأعمال القمة العالمية للحكومات ويضم جدول أعمالنا اليوم مسارين رئيسيين: المسار الأول وهو الجلسات، 21 جلسة، في مواضيع مختلفة. أما المسار الثاني، فهو مجتمعات السعادة العالمية وهي مجموعات عمل من الخبراء والعلماء والمختصين في 10 مواضيع بهدف تطوير الأدوات والأطر التي من شأنها دعم الحكومات في تبني السعادة بشكل عملي في العمل الحكومي.

Email