مكّنتهن «التربية» من إدارة 15 مدرسة في الدولة

مديرات مدارس البنين.. قيادة ناعمة في فلك التمكين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت وزارة التربية والتعليم في بلورة فكرة الاستعانة بكوادر نسائية لقيادة مدارس الذكور حلقه ثانية والمرحلة الثانوية، إيماناً منها بدور المرأة ومدى عطائها، حيث تتقلد المرأة مناصب عدة تخدم قطاع التعليم، وحرصت القيادة الرشيدة على إبراز دور المرأة ووضعها في مراكز قيادية، وجاءت خبرات العناصر المختارة لقيادة مدارس الذكور البالغ عددها 15 مدرسة مرتكزة على الخبرات والقدرات والمهارات فضلاً عن أمومة المرأة بالفطرة، كسابقة لافتة في تعيين الإماراتيات في مدارس الذكور، اعتمادًا على أسس الكفاءة في التعيين، كما عيّنت مساعدتين لمدير مدرسة للذكور في الشارقة.

مكاسب

من جانبه أفاد المهندس عبد الرحمن الحمادي وكيل وزارة التربية للرقابة والخدمات المساندة، لـ «البيان» بأن الوزارة اتجهت للاستعانة بالعنصر النسائي في إدارة مدارس الحلقة الثانية والمرحلة الثانوية للذكور، إذ حققت المرأة في الإمارات مزيداً من المكاسب والإنجازات النوعية المتميزة في شتى المجالات، التي سبقت بها العديد من النساء في العالم، في إطار المشروع النهضوي وبرامج التمكين في جميع المجالات.

ولفت إلى أن الوزارة طبقتها كتجربة في رأس الخيمة عام 2016 ولاقت استحساناً كبيراً من أولياء الأمور، حيث اكتفت الوزارة سابقاً بتأنيث مدارس الحلقة الأولى فقط، وبدأت في وضع خطة لتأنيث باقي المراحل، حيث استعانت الوزارة بأصحاب الكفاءات من الإداريين والمعلمين وهذا يتوافق مع التوجهات التي تدعم العناصر النسائية، التي أثبتت كفاءتها خاصة بعد نجاح تجربة تأنيث مدارس الحلقة الأولى بنين، وساهم ذلك في خلق بيئة مدرسة محفزة سواء للطلبة أو للكادر التعليمي والإداري.

ارتفاع لافت

يذكر أن هناك ارتفاعاً بنسبة القيادات النسائية للمدارس، حيث تشهد مرحلة رياض الأطفال تأنيث 100%، والحلقة الأولى 90% من إدارتها من الإناث ويتبقى 10% للذكور، وكانت إدارات الحلقة الثانية والمرحلة الثانوية موزعة بالتساوي بين الإناث والذكور في وقت سابق.

ومن جهتها، أكدت نجاه إسماعيل محمد شاهين مديرة مدرسة نزوي للتعليم الأساسي في إمارة الشارقة، أنها نجحت في إدارة المدرسة خلال العام الماضي، ورغم الصعوبات التي واجهتها نتيجة عدم تقبل فكرة إدارة نسائية لمدرسة بنين، إلا أنها تخطت ذلك من خلال العمل الجماعي وإشراك أسر الطلبة والمعلمين في إدارة المدرسة، ما جعل هناك تعاوناً إيجابياً.

تمكين

ومن ناحيتها، قالت حصه محمد الزريهي مديرة مدرسة القراين حلقة ثانية، إنه العام الثالث التي تشغل فيه وظيفة إدارية والعام الأول التي تشغل فيه منصب مديرة مدرسة ذكور، مشيرة إلى أن فكرة تأنيث إدارات مدارس الذكور وخاصة الحلقة الثانية يستكمل ما وجده طالب الحلقة الأولى الذي اعتاد على وجود العنصر النسائي في حياته بشكل يومي، ولفتت إلى أنها تعاملت مع الطلبة جميعهم على أنهم أبناؤها دون تمييز بين المراحل الدراسية، وبدأت بالاستماع لطلباتهم، الأمر الذي جعل الطلبة يتعاملون معها باحترام وتقدير، وذكرت أن المرأة العربية أثبتت مكانتها في المجتمع.

كفاءة

ومن جانبها قالت خديجة أحمد مديرة مدرسة البريرات للتعليم الأساسي حلقة ثانية، إن اختيارها لإدارة المدرسة جاءت مع بداية العام الدراسي الحالي، إذ كانت تدرس مادة الرياضيات في مدرسة للتعليم الأساسي حلقة ثانية بنات، وكفاءتها وطموحاتها وضعوها على طريق القيادة، فكانت خديجة من ضمن الخمسة المؤهلين لجائزة المعلم المتميز وحصلت على عده جوائز منها جائزة الإمارات فئة المعلم المتميز وجائزة رأس الخيمة، أشعلت مدرستها السابقة بأنشطة وفعاليات جعلت اسمها يتردد على الميدان التعليمي.

ولفتت إلى أنها قبلت فور إعلامها بأنها نقلت لإدارة تلك المدرسة مدركة في قرارة نفسها أن المرأة الإماراتية استطاعت أن يكون لها دور هام في المجتمع، حيث تتبوأ العديد من المناصب القيادية سواء في مجلس الوزراء أو الوطني الاتحادي أو الهيئات المختلفة في المجتمع، وأنها منحت الفرصة في كل المجالات لتحقق ما تصبو إليه.

وأوضحت خديجة، أنها فور مباشرتها العمل حرصت أن تطمئن الطلبة والكادر التدريسي وخاصة انهم كانوا متخوفين في البداية وتسعى إلى إيجاد بيئة عمل من الألفة والمحبة.

ولفتت إلى أن مجلس الآباء والأمهات في المدرسة هذا العام لاقى إقبالاً كبيراً بسبب وجود إدارة نسائية وانضم إليه اكثر من 30 ولية أمر.

ثقة

وفي السياق ذاته انضمت أمينة النيادي مديرة مدرسة ثانوية دبي إلى قائمة إدارة مدارس الذكور العام الدراسي الماضي ونجحت في توطيد علاقتها بالمعلمين والطلبة معاً، كونها كانت تدير مدرسة حلقه ثانية بنين قبل التحاقها بإدارة مدرسة ثانوية، معتبرة أنها تتعامل مع الطلبة من منطلق الأمومة وتشعر بأنهم أبناؤها وتحرص على التواجد فيما بينهم بشكل مستمر.

وأضافت أن عامها الدراسي الثاني في هذا المنصب بدأ بكل ثقة واطمئنان، كونها نجحت في بناء الشراكة والثقة العميقة بينها وبين الكادر التعليمي وأسر الطلبة، حيث عززت تلك الشراكة بالتواصل البناء مع أولياء الأمور من خلال إنشاء مجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لبث كافة أخبار المدرسة واطلاعهم على قرارات ومستجدات وزارة التربية والتعليم.

لا عوائق

وأضافت أنه لا عائق يحول دون تولّي المرأة إدارة المدارس الذكورية، لأن ذلك يعتمد على بناء الثقة بين الكادر التعليمي وأولياء الأمور والطلبة في مختلف المراحل الدراسية، مشيرة إلى أن إنجازات المرأة في كل المجالات تشهد بذلك واستثمرت الفرص التي منحت لها خير استثمار، وذلك من خلال طرح ومعالجة قضايا المجتمع والمرأة، فهناك قضايا تتميز بها أكثر من الرجل، وهي القضايا التي تتعلق بالطفولة والأمومة، لأنه جزء من واقعها فهي الأجدر على تمثيله.

Email