معلمون: بعض زملائنا أضاعوا مكانتنا

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أبدى الكثير من المعلمين أسفهم على مكانتهم الضائعة في نفوس الطلبة والمجتمع، مشيرين إلى أن الجزء الأكبر من المسؤولية إنما يتحمله المعلم نفسه، الذي آثر تقديم رغباته الخاصة وتجاوز محنته المادية بالطرق التي أفقدته مكانته لدى الطلبة، وفتحت الأبواب للتجاوزات غير المقبولة من قبل الطلبة، فضلاً عن إظهار المعلم بالصورة التي لا تليق بالمربي.

وشددوا على ضرورة أن يتم سنّ تشريعات قانونية تضمن عدم إهانة الهيئات التدريسية أو التعدي عليها، وتضمن لهم حقوقهم القانونية ومكانتهم الاعتبارية في المجتمع.

وقالوا إن إعادة المكانة الحقيقة للمعلم تحتاج إلى جهود مشتركة بين جميع أطراف العملية التعليمية، وأن الأساس في هذا هو المعلم نفسه وتقديره لذاته.

قصص إيجابية

وترى المعلمة وداد عبد الله الريسي أن على الإدارات المدرسية غرس القيم التي تعزز احترام المعلم، عن طريق عمل المحاضرات والندوات والاحتفالات البسيطة، وإظهار المعلم شخصاً محبوباً لدى الطلاب، وتبادل الزيارات بين المعلمين وأولياء الأمور، كما أن على إدارات المدارس عمل زيارات ورحلات وترفيهية لكسر الحاجز الذي أدى إلى قلة احترام المعلم، ولا بد من بث أولياء الأمور الروح التي ترفع مكانة المعلم، من خلال جلوسهم مع أبنائهم، وسرد قصص المعلمين الأوائل لهم، وعدم الحديث بسوء عن المعلمين، وعدم ذكر الأخطاء، والحرص على رفعة شأن المعلم واحترامه.

سيد الموقف

أما المعلم إبراهيم إسماعيل فله وجهة نظر مختلفة، فالدور - كما يقول - ليس دور إدارات مدرسية ولا أولياء أمور، بل المعلم هو سيد الموقف، وهو الذي يصنع هيبته بنفسه، وإن كان هناك خطأ، فالخطأ الفادح في لجنة اختيار المعلمين التي يجب أن يكون فيها للسمات القيادية في المعلم الأهمية الكبرى عند انتقاء المعلمين، وذلك لأنها أهم أركان العملية التعليمية داخل الصف، ويؤكد أن على المعلم الذي يعطي دروساً ويسيء للمهنة ترك مكانه لمعلم يعشق مهنته ويؤديها على أكمل وجه داخل الصف.

أسباب وحلول

من جهته، يرى محمد مخلوف، معلم تربية خاصة، أن الاحترام يعد من أجمل وأرقى الصفات والأخلاق الحميدة التي يتحلّى بها الإنسان، ويعدّ المعلّم من أهمّ الأشخاص الذين يؤثّرون في المجتمع، لما لدوره من أهمية عظيمة في بناء الإنسان، إذ يقوم بتربية وتهذيب النفوس، قبل أن يعلمها المواد التعليمية والدراسية المختلفة.

وأضاف: «لا بد أن نعي أنه لو فقد المعلم احترامه لفقد المجتمع الكثير من القيم والآداب»، عازياً أسباب اهتزاز هيبة المعلم إلى نقاط عدة، أبرزها يتعلق بالمعلم نفسه، نتيجة ضعف المادة العلمية لدى بعض المعلمين، وضعف شخصياتهم، والتعصب وعدم مرونة بعضهم في التعامل مع بعض الطلاب، واستخدام بعض المعلمين أساليب غير تربوية في التعامل مع الطلاب، ومحاولة التكسب من خلال الدروس الخصوصية، أما الأسباب المتعلقة بالطلبة فأوجزها في عدم وعي الطالب بالدور التربوي ومكانة المعلم في المجتمع، مع تدني المستوى الأخلاقي لبعض الطلاب، وتقليد بعض الطلاب ومحاكاتهم بعض النماذج السيئة في التعامل مع المعلمين من الأقران أو وسائل الإعلام.

Email