رئيس لجنة شؤون التعليم في «الوطني»: إيجابيات القرار تتطلب صبراً

ثمار توحيد التعليم طالب مبدع بخبرات متراكمة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أكاديميون وخبراء تربويون أن المرحلة المقبلة التي سيشهدها قطاع التعليم من خلال قرار توحيد النظام التعليمي على مستوى الدولة ستقطف الثمار عبر تنسيق الجهود المختلفة ورصد التجارب الناجحة من أجل تعميمها على مختلف الإمارات، وأن الطالب الإماراتي في أية بقعة من أرض الوطن سينال نفس مستوى التعليم الذي تشرف عليه وزارة التربية والتعليم، فيما شددت ناعمة عبدالله الشرهان عضو المجلس الوطني الاتحادي رئيس لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام، على أن النظام الجديد يحتاج إلى التحلي بالصبر والاهتمام ومن ثم التعديل على القرار إن وجدت بعض الثغرات، مؤكدة ثقتها بالكوادر التربوية القائمة على الدراسات التي أدت إلى القرار.

وقالت الشرهان إن التحديات التي قد يوجهها توحيد النظام التعليمي على مستوى الدولة، ليست بالكبيرة إذ أن القرار اعتمد على دراسات مستفيضة للميدان التربوي وفق قراءة مؤشرات رؤية بعيدة المدى (مستقبلية).

وأشارت إلى أن الميدان التربوي سيلمس نجاح توحيد النظام مع نهاية الدراسي الحالي 2017 /‏ 2018، إذ أنه سيعطي قوة هائلة في التعليم نحو التميز والتي ستدفع بتحسين المخرجات، مشيرة إلى أن توحيد التعليم يخدم التوجهات المستقبلية للدولة لتحقيق مؤشرات الأجندة الوطنية وأهدافها.

وأوضحت أن أي نظام جديد لأي أمر يحتاج التحلي بالصبر والاهتمام ومن ثم التعديل عليه إن وجدت بعض الثغرات، مؤكدة ثقتها بالكوادر التربوية القائمة على الدراسات التي أدت إلى القرار، مشيرة إلى أن القرار يعد من أفضل الرسائل السامية بأن يكون الطلبة في دولة الإمارات متساوون، وهو الأمر الذي يتماشى مع رؤية سياسة وتوجهات قيادة الرشيدة للدولة.

وقال الدكتور جمال النعيمي، وكيل كلية التربية بجامعة الإمارات جاءت خطوة توحيد نظام التعليم على مستوى دولة الإمارات لتؤكد أن وجود نظام تعليمي اتحادي موحد هو السبيل لتحقيق الخطط الاستراتيجية المستقبلية للدولة، والارتقاء بالعمليات المدرسية لتواكب أحدث النظم العالمية الرائدة. وأوضح الدكتور نورالدين عطاطرة المدير المفوض لجامعة الفلاح أن توحيد نظام التعليم يعكس مدى الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، لاسيما أنه ينعكس إيجابياً على مستوى المخرجات التعليمية.

وقال الدكتور سمير البرغوثي نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية في جامعة الفلاح: التعليم أمانة، وبناء الأجيال وفق أسس متينة مسؤولية عظيمة، والميدان التربوي أمام تحدٍ كبير لتحقيق قفزة حقيقية في المجال التعليمي. وأضاف الدكتور سامي سليمان القطاونة رئيس قسم العلوم التربوية بجامعة عجمان إن توحيد النظام التعليمي في الإمارات يتناغم مع الفكر الوحدوي الذي قامت عليه الدولة من خلال إيمان قيادتها الرشيدة بالعمل الجماعي الذي يضمن تجاوز التحديات وبناء الوطن.

وأضاف القطاونة: يعزز توحيد التعليم من التنمية المستدامة وبالتالي سيسهم في تحقيق قفزة نوعية في قطاع التعليم بالدولة، كما أن إقرار توحيد المنظومة التعليمية هي مرحلة جديدة في تاريخ الإمارات، ونقلة نوعية تؤكد عزم وإصرار القيادة الرشيدة للدولة، على النهوض بالتعليم، والارتقاء به مجتمعياً ومهنياً، إقليميا وعالمياً.

2071

يشكل التعليم أحد أهم المحاور الرئيسية للمئوية، والتي تشكل خطة وطنية تنموية وتطويرية شاملة تهدف لجعل دولة الإمارات أفضل دولة في العالم في الذكرى المئوية لإعلان قيام الاتحاد وذلك في العام 2071.

ويركز هذا المحور الاستثمار في التعليم ويركز على العلوم والتكنولوجيا المتقدمة ويرسخ القيم الأخلاقية والاحترافية والمهنية في المؤسسات التعليمية ويخرّج عقولاً منفتحة على تجارب الدول المتقدمة، حيث تحدد المئوية على صعيد محور التعليم، أهم خصائص التعليم المستهدف الذي يجب توفيره لضمان تجهيز أجيال المستقبل وتأهيلها لخدمة مجتمعها، ويشمل ذلك تحقيق مستهدفات عدة، من أبرزها التركيز على العلوم والتكنولوجيا المتقدمة والفضاء والهندسة والابتكار والعلوم الطبية والصحية، والعمل على تدعيم وتثبيت القيم الأخلاقية والوطنية وتعزيز الإيجابية، وتعليم الطلاب مبادئ استشراف المستقبل والتركيز على تحويل المدارس إلى بيئة حاضنة للطلبة في مجال ريادة الأعمال والابتكار، وتحويل المؤسسات التعليمية في الدولة إلى مراكز بحثية عالمية، وتعزيز منظومة التعلّم المستمر.

2021

باعتبار أن العلم أساس تقدم الأمم، وأهم استثمار في جيل المستقبل، ركزت الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 على تطوير نظام تعليمي رفيع المستوى، وتستهدف الأجندة الوطنية أن تكون جميع المدارس والجامعات مجهزة وجميع الطلاب مزودين بالأجهزة والأنظمة الذكية وأن تكون المناهج والمشاريع والأبحاث عبر هذه الأنظمة الذكية. إضافة إلى مضاعفة الاستثمار خلال السنوات المقبلة لتعزيز الالتحاق برياض الأطفال كونها تشكل أهمية كبرى في تشكيل شخصية الطالب ومستقبله.

Ⅶأثر عميق

قال محمد حسيني المهم، مرشد أكاديمي: يحسب للقيادة الحكيمة توحيد النظام التعليمي بالدولة وهذا من شأنه تضافر الجهود للارتقاء بالعملية التعليمية التي تصب في خدمة الطلاب، وتحقق رؤية الإمارات 2021 بالتركيز على تطوير نظام تعليمي رفيع المستوى، وأكد على الأثر العميق الذي سيشكله القرار مستقبلاً.

وأضاف أن توحيد نظام التعليم سينعكس كذلك على أولياء الأمور من خلال ما يعود بالنفع على أبنائهم، وفي خلق جيلٍ جديدٍ منتمٍ لوطنه.

Ⅶمهارات

أكد تربويون أن توحيد منظومة التعليم سينعكس على تخريج متعلم متميز في تحصيله العلمي مسلح بالمهارات والقيم التي تؤهله ليكون مبدعاً موهوباً منتمياً لدولة الإمارات العربية محافظاً على الهوية الوطنية مؤمناً بروح الاتحاد، مزوداً بمهارات التفكير النقدي ومهارات العمل الجماعي والابتكار، وحل المشكلات باستخدام تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ما يساهم في بناء شخصية وطنية إماراتية متكاملة ومتسامحة ومواكبة للتطور العلمي والتقني.

Ⅶارتياح

أوضح أخصائيون في الميدان التربوي أن إعداد جيل بالمواصفات التي حددتها القيادة الرشيدة ووفق رؤية تربوية موحدة تتفق حولها كل مؤسسات التعليم ليشعر ولي الأمر بالارتياح والطمأنينة تجاه ما يتلقاه أبناؤه من معارف وقيم ومهارات كفيلة ببناء شخصيات مبدعة قادرة على البذل والعطاء لخدمة الوطن، وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة التي تسعى للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة والرائدة في مجالات العلم والمعرفة.

التعليم ركن رئيس في التنمية والأجندة الوطنية ومئوية الإمارات

تتسق توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتوحيد الأنظمة التعليمية على مستوى الدولة لتلبية متطلبات التنمية الشاملة وتحقيق الأهداف الوطنية العليا، مع اعتماد مجلس الوزراء عقد تجمع وطني سنوي تحت مسمى «الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات»، والتي تهدف إلى توحيد العمل الحكومي كمنظومة واحدة على المستوى الاتحادي والمحلي، ومناقشة المواضيع التنموية سنوياً على جميع المستويات الحكومية بحضور متخذي القرار، وإشراك جميع القطاعات الوطنية في وضع التصور التنموي للدولة وصولاً لمئوية الإمارات 2071.

ارتباط وثيق

ويعتبر التعليم حجر الأساس في تحقيق رؤى القيادة الرشيدة واستراتيجية الدولة ومؤشرات الأجندة الوطنية وأهدافها بما يخدم استشراف المستقبل والمساهمة في صناعته، حيث يأتي إعلان وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم، عن توحيد النظام التعليمي على مستوى الدولة، ضمن خطط عملهما للارتقاء بالتعليم والنهوض، في إطار تلبية متطلبات الأجندة الوطنية وتحقيق رؤية الإمارات2021 بالتركيز على تطوير نظام تعليمي رفيع المستوى، وتعميم نموذج «المدرسة الإماراتية» على مستوى الدولة، بما يعزز كفاءة النظام التعليمي في الدولة، وتربط خطوة توحيد التعليم بالاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات بشكل وثيق، حيث ستناقش الاجتماعات السنوية على مدار يومين في شهر سبتمبر الجاري مجموعة من المواضيع التنموية الوطنية تشمل الشباب والإسكان والتوطين والإعلام والتكنولوجيا والهوية والنظام التعليمي والصحي والقضائي والبيئي بالدولة، إضافة إلى تنسيق العمل الحكومي الاتحادي والمحلي لبناء خدمات المستقبل في الدولة، وتحضير دولة الإمارات لأجيال المستقبل.

نظام تعليمي رفيع المستوى

ويعتبر التعليم أحد أهم المحاور الـــ 6 في الأجندة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في يناير 2014، وتتضمن هذه محاور 52 مؤشراً تعمل على تحقيقها وصولاً لرؤية الإمارات 2021 التي تهدف لأن تكون دولة الإمارات ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد. ولترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، تم تقسيم عناصر هذه الرؤية إلى ستة محاور وطنية تمثل القطاعات الرئيسية التي سيتم التركيز عليها خلال السنوات المقبلة في العمل الحكومي، من أبرزها محور «نظام تعليمي رفيع المستوى».

وتتطلع الأجندة الوطنية إلى وضع طلبة الإمارات ضمن أفضل طلبة العالم في اختبارات تقييم المعرفة والمهارات في القراءة والرياضيات والعلوم، إضافة إلى رفع نسبة التخرج من المرحلة الثانوية بما يتناسب مع المعدلات العالمية، علاوة على أن تكون جميع المدارس متميزة بقيادات ومعلمين مرخصين جميعهم وفقاً للمعايير الدولية وأن يتقن الطلبة فيها اللغة العربية بشكل متميز.

خبير تربوي: خطوة رائدة لتعزيز الانتماء الوطني

يقول الدكتور مازن جرادات، من كلية التربية بجامعة عجمان: «هناك آثار إيجابية عديدة لقرار توحيد نظام التعليم على مستوى الدولة، كما أنه يعد خطوة رائدة في تعزيز الانتماء الوطني لأبناء الإمارات كافة، كما أنه يحقق مبدأ تحقيق المخرجات التعليمية، ما يسهم في التنمية الشاملة للمجتمع، ويعمل كذلك على مواكبة المرحلة الحالية القائمة على التطوير الشامل وصولاً إلى التميز، إضافة إلى البناء المجتمعي الحقيقي للإنسان في الدولة، ما يعد خير استثمار للثروة الحقيقية وهي الإنسان، إضافة إلى تحقيق المساواة بين الطلبة في التلقي وصولاً إلى الإبداع والابتكار، وتحقيق المساواة بين المدرسين في المجالات كافة، كما يبني منظومة القيم ويغرسها في نفوس أبنائنا الطلبة، حتى تكون قاعدة للنظام التعليمي الشامل الذي يبرز الكفاءات ويستثمرها خير استثمار».

طلبة: توحيد نظام التعليم يحقق المساواة ويعزز التنافسية

أعرب عدد من الطلبة عن تفاؤلهم بتوحيد نظام التعليم على مستوى الدولة، والذي من شأنه تحقيق المساواة في جميع الصفوف التعليمية، الأمر الذي سيحد من التنافس بين كافة الطلاب بجمعهم في ملعب واحد، ما سيدفع بتحسن المستوى التعليمي والمخرج التعليمي بما يتناسب مع رؤى القيادة الرشيدة نحو جيل المستقبل.

ويرى الطالب خالد منصور أن «توحيد نظام التعليم سيعزز من التنافس بيننا البعض، إذ أصبح الرقم واحد يحمله شخصاً واحداً في كل مساق»، مشيراً أنه كان يتوقع توحيد التعليم، قائلاً: «البيت متوحد والتعليم أصبح موحد، ولا يظل إلا الرقم واحد على مستوى العالم بإذن الله».

وقال الطالب ناصر الزعابي إن توحيد نظام التعليم يحقق المساواة بين الطلبة، وهو أمر إيجابي حتى لا يظلم مساق تعليمي بعينه في صعوبة امتحان أو منهج أو غيره.

ورأى الطالب محمد عادل أن التوحيد نقطة تحول مهمة للنظام التعليمي، ستطفئ الحيرة في اختيار المدارس إذ أصبحت المدارس الحكومية والخاصة سواسية.

واتفقت معه في الرأي ريم عبد الرحمن، مشيرة إلى أن الحيرة التي كانت تصيبنا في اختيار المدرسة والمنهج التعليمي التي تدرسه، كان أمراً بالغ الصعوبة إضافة إلى أنه كان لا يضمن تساوي الفرص وتكافؤها.

Email