تربويون: إدارة المقررات ومهارات التفكير مسؤولية المدرسين

لا مكان للمعلم التقليدي في المناهج المتطورة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شدد خبراء تربويون أن مشكلة المناهج المطوّرة تصطدم في الغالب بطرق تدريس تقليدية ينتهجها بعض المعلمين ما يجعل تجاوبهم مع مسألة التطوير بطيء الثمرات، ويكثر الشكوى لديهم من طول المناهج، مؤكدين أن الدور الأكبر هو للمعلم ولا بد أن يكون لديه مهارات من متمكن من المادة العلمية ومن إدارة الصف ومهارة التفكير العليا وتقسيم الوقت والتفاعل مع الفروق الفردية هذه كلها مهارات للمعلم يحتوى هذه الأمور ومستعد لها.

وقالت الدكتورة لطيفة الفلاسي خبيرة اللغة العربية في وزارة التربية والتعليم، إن المنهج لا يؤلف بمعزل عن الميدان بل يتم معرفة عدد الحصص والوقت الزمني المتاح لمادة اللغة العربية وهذه الأشياء موضوعة نصب أعيننا.

وأضافت أنه من المهم جداً معرفة الزمن المتاح للمادة خلال العام والفصل الدراسي وأيضاً خلال الأسبوع فنحن نؤلف في ضوء الزمن المحدد للمادة، وترى الفلاسي وجود مشكلة من واقع خبرتها التعليمية من حيث تطبيق خطط الوزارة الخاصة بتوزيع المناهج.

طرق قديمة

وقالت إنها لاحظت خلال زيارتها للمدارس بأن المعلم مازال ينتهج الطرق التقليدية القديمة حتى ان كانت المناهج مطورة، مشيرة إلى أن المنهاج الحديث التي اشرفت عليه يتطلب ان يكون الطالب شريكاً في عملية التعليم من البداية الى النهاية يعنى الا يدخل الصف وذهنه فارغاً تماماً مما سيدرسه وعليه أن يقرأه في البيت مثل قصص قصيرة لمعرفة أبعادها ومعلوماتها ومحتواها ويصبح لديه فكرة عامة عن الموضوع ويكون بذلك قد أنجز جزءاً من المعرفة فتتحول الحصة إلى مناقشة يديرها المعلم.

وزادت، أنهم طلبوا من المعلم التركيز علي معرفة الجوانب الفنية وعناصر الموضوع، موضحة أن كل فصل من الفصول الدراسية الثلاثة له وحدات تقل أو تزيد حسب طول الفصل والمعروف أن الفصل الأول هو الأطول ثم الفصل الثاني ثم الثالث وهو الأقصر وعدد الحصص في الفصل الأول 60 حصة ونخصم منه عدد أيام الاجازات والامتحانات يتبقى ما يقارب 48 حصة ننجز فيه ما نستطيع ان نحققه.

وضربت الدكتورة مثلاً بأن بعض الدروس يخصص لها حصتين ونفاجأ ان المعلم ينفذه في أربع حصص مع انه لا يتحمل اكثر، مما يشعر الطالب بالملل ولفتت الى هذا الخلل الذي يحدث في طريقة التدريس والمنهجية التي تعود عليها المعلم وأصبح غير قادر على أن يخرج منها إلى منهجية جديدة وهذا لا يستمر طويلاً لأن ثمة خطوات أخرى اتخذتها الوزارة لتضييق هذه الهوة بين واضعي المناهج وطريقة التنفيذ في الميدان، وأكدت أن هناك تدريباً للمعلمين مستمرة منذ بداية الفصل وحتى نهايته بالإضافة إلى زيارات للمدارس والقيام بمناقشات مع المعلمين والتواصل معهم مباشرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

قراءة ذاتية

ومن جانبها قالت عائشة المهيري رئيس قسم التقويم والتجريب في إدارة المناهج بوزارة التربية و التعليم، إن بعض الدروس المقررة تتحول إلى قراءة ذاتية بالنسبة للمدارس، مشيرة إلى أن اللجنة التي تقوم بوضع المادة الدراسية تقف أولاً على عدد أيام الدراسة والوقت الزمني وتوزيعها للمادة التعليمية، موضحة أنه إذا كان هناك ثماني عشرة حصة في الفصل الدراسي الأول يتم وضع ستة عشر درساً أو خمسة عشر بحيث تكون أقل بحصتين ودائماً توزيع المواد الدراسية المقررة تكون اقل بمقدار بسيط في عدد أيام التمدرس أو الوقت الزمني للمادة باحتساب أيام الاجازات أو أوقات الامتحانات.

وأوضحت أن هناك دليلاً للمعلم يوضح له امكانية تقسيم كل موضوع حسب حاجته لعدد الحصص، وأعطت مثالاً على ذلك بأن هناك درساً يحتاج الى حصتين، فضلاً عن وجود خطة درسية إلكترونية للمعلمين بتوزيع المادة التعليمية بالإضافة الى التوزيع الزمني للمقررات أيضاً ولفتت الى أن كل معلم يمكنه العمل بدقة وفق الخطة الزمنية، ومنهم من لديه القدرة على إدارة الوقت إنهاء المنهج بشكل مرتب ومحدد، كما أعطت مثالاً على مادة الدراسات الاجتماعية، وقالت إن عدد الحصص في الفصل الدراسي الأول من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر تقريباً ثلاث حصص في الأسبوع بمعدل من 18-20 حصة وفي الصف التاسع محدد فيها من خلال الفهرس كل الموضوعات التي يتناولها الطالب، وفي المقابل يوضح دليل المعلم بالمقدمة نظرية لأهم المهارات التي يتعلمها المعلم لتهيئة المعلم في الإطار التطبيقي للمادة بما انها جديدة في طرحها، فضلاً عن عمل حصة تمهيدية للتوضيح ومن خلال الدورات التدريبية والورش التطبيقية للمنهج الجديد بالإضافة لننشر على الموقع الإلكتروني وحدات لكي يتعرف المعلم على المادة قبل بداية الفصل الدراسي.

سياسة خاصة

قالت عائشة المهيري إن المدارس الخاصة التي تطبق المناهج الأجنبية لها سياسة خاصة لإنهاء الدروس وفي تدريس مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية، أما المدارس الحكومية والخاصة التي تدرس منهاج وزارة التربية والتعليم تسير وفق خطة الوزارة سواء في تدريس المواد أو في الدروس المقررة والأخرى الخاصة بالقراءة الذاتية.

وأوضحت بأنه في حال تم إلغاء جزئية محددة من المنهاج لا بد أن يصدر بها تعميم وعلى الجميع أن يلتزم بالمنهاج لأنه محدد ومقنن على وقت ومبني على معارف ومهارات لا بد يكتسبها الطالب. و

أضافت: «نحن نضع في ذهننا أن المعلم متمكن من المادة ومن المهارة وأنه مستعد لتقديم الدرس بتحضير مسبق وهو مبني على أنه يجهز المادة، وتجهيز معلومات إضافية من محتوى علمي أو إلكتروني أو صور لكي يثري المنهج».

Email