تهيئة البيئات التعليمية وتدريب معلمي لغة الإشارة

استكمال دمج ذوي الإعاقة السمعية في المدارس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبذل وزارة تنمية المجتمع جهوداً كبيرة للاعتناء بالأشخاص ذوي الإعاقة بكافة أطيافهم، من خلال توفير كافة الخطط العلاجية والتأهيلية التي تقدمها مراكز تأهيل ورعاية ذوي الإعاقة، وتنال الإعاقة السمعية نصيباً وافراً من الرعاية، وخطط الدمج.

وكشفت وفاء حمد بن سليمان مديرة إدارة رعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة لـ «البيان» أنه تم استكمال مشروع «الدمج ثم الدمج» الذي يهدف إلى دمج ذوي الإعاقة سمعياً في مدارس التعليم العام تبعاً للدورة الثالثة من استراتيجية وزارة تنمية المجتمع، وذلك عبر تهيئة البيئات التعليمية وتدريب معلمي المدارس على آليات التعامل مع ذوي الإعاقة وأساسيات لغة الإشارة للصم.

وتابعت: «مركز دبي لتأهيل ذوي الإعاقة تمكَّن من إدماج «7» حالات من الإعاقة السمعية في مدرسة حمدان بن راشد للتعليم الثانوي، ومدرسة الشافعي النموذجية، ومدرسة سلمى الأنصارية». لافتة أن مركز رأس الخيمة قام بإدماج «4» حالات بعضهم في رياض الأطفال مثل روضة الورود وروضة الرحمة.

وتعتبر أعداد الدمج خلال العام 2016 أكثر منها في العام 2015 حيث بلغ عدد الطلبة الذين تم دمجهم في العام الماضي «14» طالباً وطالبة، بالمقارنة مع «4» طلبة فقط العام 2015.

تدخل مبكر

وقالت: إن مراكز التدخل المبكر تعمل على إجراء الفحوص السمعية، التي تهدف إلى إجراء الفحوص للأطفال وحديثي الولادة عن طريق الاختبارات السمعية المناسبة، ليتم الكشف المبكر عن المشاكل، وتوفير المعينات السمعية التي تساعد الأطفال على تنمية مهارات السمع والتعبير اللغوي.

وذكرت أنه التحق 12 طالباً من ذوي الإعاقة السمعية بمراكز تأهيل ذوي الإعاقة للعام 2016 بما نسبته 2% فقط من الملتحقين، وهذه النسبة أقل من العام الماضي التي كانت 3%، وهو نتاج ما تقوم به الوزارة من مبادرات تهيئة البيئات التعليمية لدمج الطلبة ذوي الإعاقة السمعية في مدارس التعليم العام، الذين تم إدماجهم بنسبة 100%.

ومن جهتها أوضحت عائشة الدربي مديرة مركز دبي لتأهيل المعاقين، إن لدى المركز خطة استراتيجية تشرف عليها الوزارة وتعنى بتقديم الخدمات للطلبة من ذوي الإعاقة سمعياً تستهدف التدريب السمعي واللغوي والتهيئة الأكاديمية من أجل إدماجهم في التعليم العام كلياً.

مؤكدة أنه يتم العمل على تهيئة الإمكانيات المادية والبشرية المساعدة على إدماجهم في مدارس التربية والتعليم، من خلال تدريب المعلمين، وتوفير مترجمي لغة إشارة للصم، فضلاً عن تهيئة أولياء الأمور، إضافة إلى التدريب النطقي واللغوي لهم.

وأفادت أن هناك دورات تدريبية تقدم للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام، ومنهم ذوو الإعاقة السمعية، الباحثين عن العمل بما يتناسب مع قدراتهم، وبما يساعدهم على النجاح فيه، وتوفير الدعم والمساندة الميدانية لذوي الإعاقة العاملين للمحافظة على تكيفهم المهني.

وتقديم البرامج التوعوية لأولياء الأمور للوقاية من الإعاقة السمعية، وكيفية الكشف والتدخل المبكر وأسس التعامل مع ذوي الإعاقة سمعياً، وإجراء المزيد من الدراسات حول واقع هذه الإعاقة.

تطبيقات ذكية

ولفتت إلى أن مركز التدخل المبكر يضم خدمات كشفية وعلاجية لأطفال الإعاقات السمعية في المراحل العمرية المبكرة، إضافة إلى توسيع خدمات التدخل المبكر لفئة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات في مراكز تأهيل المعاقين، وإصدار المزيد من التطبيقات الذكية التي تسهل الخدمات على الشخص المعاق وولي أمره.

وأوضحت أن مراكز تأهيل ذوي الإعاقة تقدم مجموعة كبيرة من الخدمات للأشخاص الصم وضعاف السمع، تبدأ من مراحل عمرية مبكرة جداً تتمثل في إجراء الفحوص السمعية للأطفال في مراحل الحضانات ورياض الأطفال، ومن ثم تقديم الخدمات العلاجية اللغوية والتدريب السمعي.

إضافة إلى تنمية المعارف الأكاديمية والمفاهيم الاجتماعية العامة بما يساعد على انخراطهم في التعليم العام، ثم متابعتهم في المدارس بعد مرحلة الدمج للتأكد من نجاحها وتدريب معلميهم وزملائهم الطلبة وأولياء أمورهم، إضافة إلى البحث عن فرص عمل مناسبة للباحثين عن عمل منهم.

تواصل أسري

وقالت: إن المركز يتواصل مع أمهات ذوي الإعاقة من خلال تخصيص جداول لهن لحضور حصص النطق، بغرض تهيئتهن للتواصل مع أبنائهن، وإن المركز يقوم بإعداد خطط متابعة فردية لكل حالة.

وإرسال تقارير دورية عنهم لذويهم للمتابعة فضلاً عن الزيارات الدورية التي يقومون بها للمدارس لتوجيه المدرسين داخل الصفوف لأفضل الطرق للتعامل مع حالات الدمج لديهم، وعمل دورات مستمرة لهم لتعريفهم بمدى التطور الذي يطرأ على حالتهم.

كما يهتم المركز كثيراً بتطوير القدرات المهارية للصم من خلال الأجهزة الإلكترونية واللوحية الحديثة، مستخدمين في ذلك برامج تعلم مفيدة لحالاتهم، كما أنها تجعلهم متواصلين كغيرهم من أقرانهم مع هذه الوسائل، حتى أصبحوا من خلال الأجهزة السمعية الحديثة قادرين على التعامل معها بيسر وسهولة.

كن صديقي

بينت عائشة الدربي أن الجهود المجتمعية المقدمة لذوي الإعاقة السمعية تعتمد على مدى الوعي المجتمعي باحتياجات هذه الفئة وأهمية انخراطها بالمجتمع، لذلك تكثف الإدارة من برامجها ومبادراتها التوعوية المجتمعية الهادفة إلى رفع مستوى الوعي بفئة الأشخاص ذوي الإعاقة.

ومن بين هذه المبادرة هي حملة «كن صديقي» الرامية إلى بناء اتجاهات مجتمعية إيجابية عن ذوي الإعاقة في مدارس التعليم العام، والمجلات التوعوية الموجهة لأفراد المجتمع والمختصين.

Email