تبنتها دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة لإعادة فاقدي حق التعلّم إلى الدراسة

«قافلة نون» فصل متنقل على مقاعد الحافلة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مبادرة ولدت كفكرة إنسانية من قبل دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة مطلع سبتمبر الماضي وهي عبارة عن وحدة متنقلة لتعليم الأطفال فاقدي حق التعليم أطلق عليها اسم «قافلة نون».

ويؤكد القائمون على مبادرة القافلة أن أهم أهدافهم الاستراتيجية من هذا المشروع «التنويري» تتمثل في الإسهام في حل مشكلة تعليم الأطفال خارج المدرسة للأعمار (6-12) سنة، من خلال إعادة الطلبة المحرومين من حقهم في التعليم إلى مقاعد الدراسة، باستخدام منهج دراسي مبسط في مواد اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات والتربية الأخلاقية.

إدماج

وأوضحت خلود أحمد النعيمي مدير قطاع خدمة المجتمع بدائرة الخدمات الاجتماعية أن «قافلة نون» هي وحدة متنقلة لتعليم الأطفال فاقدي حق التعليم تم تشغيلها بهدف إكساب الأطفال أساسيات اللغة العربية، والإنجليزية، والرياضيات، والتربية الإسلامية، التي أعدها نخبة من المدرسين المتقاعدين في الإمارات وذلك خلال 3 أشهر دراسية، بواقع 12 حصة شهرياً أي 3 حصص في الأسبوع وكل حصة 35 دقيقة، مستهدفة منذ بداية العام الدراسي 40 طالباً وطالبة وأن لديهم أكثر من 530 طلباً من مختلف مناطق الإمارة مدرج للمشاركة، لافتة إلى أن مشكلة عدم التحاق الطلبة في المدارس من القضايا المقلقة بسبب ما يمكن أن تسببه من مشكلات اجتماعية لا حصر لها، ويتطلع الكثيرون لوضع برامج شاملة للحد من الظاهرة واستيعاب عدد كبير من الناس في مشروعات مماثلة لتلك التي أطلقناها.

بيئة محفزة

وذكرت النعيمي أن المشروع بدء بعمل مسح ميداني لعدد من المناطق والتعرف على احتياجاتها عن كثب، ومنها منطقة أم خنور السكنية حيث تبين وجود عدد كبير من الطلبة غير الملتحقين بالمدارس لأسباب مادية على الأغلب وعدم وجود إقامة سارية في الدولة، لافتة إلى أن العاملين معهم في المشروع حالياً هم 6 معلمين من فئة التربويين المتقاعدين ذكوراً وإناثاً، وأن القافلة هي على شكل فصل دراسي في بيئة غير تقليدية، حيث تتم أعمال المدرسة داخل هذه القافلة المجهزة بـ 20 مقعداً وشاشات عرض وسبورة ذكية وشاشات تلفزيون ومكيف، والفصل عبارة عن بيئة تعليمية جاذبة للطلبة، بينما يستمر الفصل الدراسي لمدة أربعة أشهر كفترة تجريبية، وعليه سيتم تمديدها أن استدعى الأمر، وأوضحت النعيمي أنها تعمل على استيعاب الأطفال خارج المدرسة وإدراجهم في التعليم بجانب التوعية الصحية والمجتمعية بمخاطر ومهددات العصر وتعزيز قيم الولاء والانتماء والوفاء والصدق، والتطوع من خلال مادة التربية الأخلاقية، ويتم توفير وجبات غذائية تقدم في فترة الفسحة فيما يبدأ اليوم الدراسي الساعة الثامنة والنصف صباحاً بالنشيد الوطني وينتهي 12 والنصف ظهراً.

جهود

وقالت إن هذا المشروع إنساني بحت يحتاج إلى دعم مجتمعي وإنهم يعملون حالياً على شِق التوعية المجتمعية بأهمية تعليم الأطفال خارج المدرسة وتحريك المجتمع المحلي للإسهام الفاعل، مشيرة إلى أن القافلة التي انبثقت من رحم الدائرة جاءت إيماناً منها ومن استراتيجيتها في محاربة الفقر ومسبباته وحماية المجتمع بالعلم واحتواءهم ونشر ثقافة العمل التطوعي وذكرت أن باب التطوع مفتوح للمعلمين لتعليم هذه الفئات بهدف تذليل الصعوبات التي كانت سبباً في حرمان هذه الفئة من مواصلة تعليمهم أو منعتهم من ارتياد المدرسة، ومحو أمية أطفال الشوارع والأطفال العاملين وإعادة الأطفال المتسربين من المدارس إلى أماكنهم وإنقاذ من أوشكوا على التسرب عبر ترغيبهم بالدراسة.

تشجيع

وذكرت «إن جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسعيه الدؤوب لتطوير «منظومة التعليم» في إمارة الشارقة، شجع الكثير من المؤسسات على إطلاق مبادرات متعددة لخدمة التعليم والاهتمام به وخاصة ممن لم ينالوا حقهم في التعليم، لمحو أميتهم، وبالتالي برزت القافلة كإحدى المبادرات التي تنسجم مع أهداف وتطلعات إمارة الشارقة لتكوين جيل معافى محققاً لأهداف التنمية.

Email