ندوة «اللغة العربية والعولمة»:

مواكبة لغة الضاد لمسارات حديثة تجابه بها تحديات المستقبل

خلال الندوة ــ تصوير- ناصر بابو

ت + ت - الحجم الطبيعي

ركزت ندوة «اللغة العربية والعولمة»، التي ضمت عدداً من الخبراء وأساتذة الجامعات، على سبل مواكبة لغة الضاد مع المسارات الحديثة في ظل العولمة ومجابهة التحديات المستقبلية التي قد تعوق مسيرة تطويرها.

وقالت سعاد شابي أستاذة في قسم اللغة العربية وآدابها جامعة أدرار في الجزائر: إن اللغة شأن من شؤون المجتمع يستخدمها أفراده قصد التواصل، فهي أم التفكير وما كان للمعرفة أن تأتي إلى حيز الوجود بدون هذه اللغة، ولغتنا العربية الفصيحة لغة نامية تحتفل بالحياة وتعج بالتطور وقد مكنها وحماها القرآن الكريم الذي حافظ على هويتنا بحفاظه على لغته، وتتبوأ اللغة العربية مكانة متميزة في الوقت الحاضر في مؤسسات البحث العلمي، فالدراسات اللغوية هي دعامة أساسية في توثيق الصلات وتوطيد دعائم التفاهم بين الأفراد والجماعات في مجال تكوين الأمة، فهي تشغل مركزا جغرافيا مهما في العالم والخطابات، وتلقى بها الأحاديث في أجهزة الإعلام، يتحدث بها المسؤولون في لقاءاتهم العامة والخطباء في خطبهم.

ولفتت الى أن التعليم الجامعي يعد من الأدوات التي تسهم في تكوين الفرد والمجتمع وضمان طرق التطور السليم للأمة في مسيرتها نحو أهدافها في التقدم والرقي في مختلف ميادين الحياة، ويحظى التعليم الجامعي في الوقت الحاضر باهتمام بالغ في جميع أنحاء العالم، نظرا لما يسهم به في تكوين الفرد وإبراز مواهبه ودوره في تنمية المجتمع، وللتعليم الجامعي علاقة وثيقة باللغة العربية، إذ إن معظم أقسام لغة التدريس بها هي اللغة العربية، لذا كان وجوب الاهتمام باللغة شرطا لتحقيق الإبداع العلمي ورفعا للمستوى العلمي والثقافي للأمة، وهذا إنما ليس معناه إهمال اللغة الأجنبية أو عدم دراستها، بل الدعوة إلى إتقان اللغة الأم والحفاظ عليها كلغة دين وعلم وحضارة.

طريقة عفوية

واعتبرت أن اللغة العربية تتطلب من دارسيها ومدرسيها أن يستخدموها بطريقة عفوية باعتبارها اللغة الأم، وبالرغم من ذلك يلاحظ وجود ضعفها حديثاً، وهذا ينتج عنه تدهور مستوى الطلاب المختصين، ولعل أهم سبب في هذا الضعف هو العولمة ومضامينها في الجامعات، فالتعليم الجامعي في ظل العولمة ينظر إليه كسلعة تجارية تحكمها قوى السوق.

تحديات

وفي السياق ذاته تطرق الدكتور طاهر خان آيدين مدرس في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة ماردين آرتوكلو بتركيا إلى التحديات التي تواجهها اللغة العربية في عصر العولمة، كما هو معلوم أن العصر الذي نعيش فيه، عصر العولمة الذي يتحكم فيه القوي على الضعيف، وتسيطر فيه المعلومات والتكنولوجيا، مشيرا الى أن اللغة أمر يتطور ويتغير وفق التطورات والتغيرات، فمن الموضوعات التي تناقش اليوم هو قابلية اللغة العربية لهذه التطورات السريعة أو عدمها، وقدرتها على التجدد أو عدمها، وكفايتها أو عدمها، وغيرها من الموضوعات الكثيرة وتقوم العامية مقام الفصحى بدعوى أن الفصحى غير كافية لقضاء حوائج الناس، ومن ثمة لا يمكن استخدامها في التكلم.

روح العصر

ولفت إلى أنه أعلنت الحرب على هذه اللغة بدعوى أنها تأخرت ولم تدرك روح العصر، وأنها لغة البداوة وليست لغة العلم والتكنولوجيا، مشيرا الى أن سيطرة اللغة الإنجليزية القويةُ في عالم الإنترنت تؤدي إلى إهمال الناس العربيةَ واشتغالهم بالإنجليزية تقتضي تطور العلم والتكنولوجيا السريع وإيجاد اللغة العربية المصطلحات اللازمةَ لهذه المجالات.

Email