خبراء وتربويون:

الموسيقى توفر خيارات محفزة في تعليم «العربية»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء وتربويون مشاركون في المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية أهمية الموسيقى وأغاني الأطفال تحديداً؛ في دعم وتعزيز اللغة العربية ابتداء من مرحلة الطفولة المبكرة، خاصة أن المدارس تركز على تعليم اللغة الإنجليزية وتعزيزها لدى الأطفال من خلال الموسيقى والغناء، وذلك بعدما أكد الباحثون النتائج التي حققتها تلك المدارس في تعزيز اللغة الإنجليزية لدى الأطفال، مطالبين بوضع خطة لدعم اللغة العربية وترغيب الأطفال بها في المراحل المبكرة من خلال استخدام الأغاني، لا سيما أن التعلم باللعب والغناء هما أساس تلك المرحلة.

ومن جهتها أكدت الباحثة ميادة نبيل الكتاتني مدرسة بكلية التربية النوعية قسم التربية الموسيقية، أن الباحثين في علم نفس الموسيقى وجدوا ان الإيقاع الموسيقي يرتبط ارتباطا وثيقا بحياة الطفل ابتداء من المرحلة الجنينية، حيث يتعرف على الإيقاع في داخل رحم الأم ويعيش وفق نظامه الدقيق من خلال نبضات قلب الأم ومع خروجه من المرحلة الجنينية يتعرف المولود على إيقاعات أخرى من خلال غناء الأم بصوت حنون الذي يساعده على الاستسلام لنوم عميق، ونلاحظ في الكثير من الأحيان أن الآباء لا يلتفتون لأهمية الغناء رغم قدرته الكبيرة على تطوير مهارات النطق لدى الأطفال.

كما انه يمنع حدوث مشكلات اللغة في وقت لاحق من الحياة، وخاصة مع ازدواجية اللغة في مجتمعاتنا في العصر الحالي نتيجة سيطرة اللغة الإنجليزية، لذلك يجب علينا كتربويين أن نعزز خصائص أغنية الطفل ووضع أهداف محددة يمكن تحقيقها من خلال الأغاني، والتركيز على المهارات اللغوية الأساسية التي يجب على الطفل المبتدئ التمكن منها من خلال الموسيقى.

تعزيز النطق

وفي السياق ذاته؛ قال فوزي العباسي رئيس قسم اللغة العربية في مدرسة ستي انترناشونال البريطانية، إن استخدام الأغاني والأناشيد التعليمية والألعاب في المدارس ستعزز صعوبة نطق الأصوات العربية لدى الناطقين بها وغير الناطقين، وينعكس ذلك على حب الطلبة للغة منذ الصغر، وخاصة أن الإمارات أصبحت وجهة استثنائية لخدمة اللغة العربية، لذلك يجب على المدارس انتهاج هذا النهج في عملية التعليم المبكر باللغة العربية، وخاصة أن الدولة أصبحت مركزا لامتياز اللغة العربيةِ بحلول عام 2021، وهناك ميثاق للغة العربية يعد من المبادرات التي تحمل في طياتها بعداً مميزاً يتضمن ارتباطاً بالهوية العربية، يعتبر خارطة طريق للعاملين في مجال تعليم اللغة العربية للنهوض بمناهجها وطرائق تدريسها وتقييمها، إضافة إلى تشجيع ثقافة القراءة باللغة العربية، لتكريس مكانة دولة الإمارات وموقعها كمركز للامتياز باللغة العربية.

تمكين الطفل

وناقشت سامية مجان مدير النطاق A1 في وزارة التربية والتعليم، كيفية تمكين لغة الطفل في مجتمع المعرفة، وخاصة أن الأطفال هم ثروة الشعوب وحاضرها وأن السبيل الوحيد للوصول لطفل مبدع هو تعزيز اللغة لديه، ووضعها على قمة الهرم المعرفي لدى الأطفال، خاصة وأن الثقافة الدارجة حاليا عندهم هي تكنولوجيا المعلومات المرتبطة والمتوفرة عن طريق التقنيات الحديثة.

وأكدت أن اللغة العربية تقدم للطفل منظومة مفتوحة للتعلم، لذلك لا بد أن يتم ربط أسلوب التعليم باللغة العربية بالحديث بها، كما أنها تسهم في تهيئته التعليمية والثقافية وإحساسه بها لأنها من المفترض ان تكون بالنسبة له أسلوب حياة، ولفتت أن اللغة العربية مرنة وبها من المميزات ما يجعلها قادرة على استيعاب كل التطورات المعرفية الأخرى التي يحتاجها الأطفال هذه الأيام، خاصة مع التطور التكنولوجي والحاجة الملحة لفهم اشياء كثيرة للطفل لذلك من الضرورة ربط المفردات والمصطلحات الحياتية الجديدة عند الأطفال بالواقع الذي يعيشه.

واعتبرت موجهة التربية الموسيقية حنان العطار أن تدريس التربية الموسيقية مهم للطلبة في جميع المراحل، لأنه يعطي للطالب فرصة للتعرف على إبداعاته وإمكانياته ومهاراته، وتجعله متماشيا مع العصر الحديث المتغير، الذي أصبحت فيه الموسيقى والجوانب الفنية من الأشياء الهامة في الحياة.

لافتة الى أن التعليم بالموسيقى والغناء له أثر كبير في تكامل النمو العقلي للطفل، لذلك تم التركيز عليها في المرحلة التأسيسية، كما أن الهدف الرئيسي لتدريس التربية الموسيقية في المرحلة الابتدائية هو إعداد الطالب وبروز مواهبه في هذا المجال، وتنمية مهاراته وقدراته الفنية.

توصية

أوصى الخبير التربوي يوسف شراب، بتطوير سبل تدريس اللغة العربية وتشجيع طلاب في المرحلة التأسيسية على التعلم باللعب والغناء بالعربية، من أجل المحافظة على الهوية واللغة، وهذا لا يعني الانغلاق بل يطالب بفتح النوافذ لاستقبال التقدم الحضاري العالمي.

مشيرا إلى أن مؤتمر اللغة العربية الذي احتضنته دبي لأربعة أعوام ساهم في خلق مساحة واسعة للباحثين لتبادل الخبرات وخلق مبادرات ومشاريع من شأنها رفع الوعي بأهمية اللغة العربية وكيفية المحافظة عليها.

Email