جامعية وصاحبة رسالة تشارك بغرافيكس في «سكة»

«البارجيل».. آمنة الدباغ تسمي الرياح

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 طالبة بدرجة فنانة، تبحث من خلال أعمالها الفنية التي تشارك بها في كثير من المعارض عن مكانة مميزة لها، تستطيع من خلالها أن تعكس شغفها وموهبتها في آن.. آمنة الدباغ التي درست تصميم الغرافيكس، حاولت من خلال عملها الفني (البراجيل) الذي شاركت به في معرض (سكة) الفني أن تجسد شكلاً فنياً للمعلومة التي بحثت عنها..

وهي أسماء الرياح التي عكست مدلولاتها في هذا العمل الفني، هي أيضا شابة شغوفة بالبحث والإبحار في مجالات التاريخ والأدب، ومن خلال دراستها في الجامعة الأميركية بدبي تحاول جاهدة أن تتميز أكثر في تخصصي الجرافيكس والفنون الجميلة، والمشاركة بقوة في المعارض والأحداث الفنية.

الاتصالات البصرية

في البداية أوضحت أنها درست تصميم الغرافيكس، الذي يعرف بفن الاتصالات البصرية، وفيه يعد الفنان تصميما مرئيا من أجل إيصال رسالة هادفة للمجتمع، من خلال طرق متنوعة لتمثيل وتجسيد الأفكار بشكل مرئي ويمكن الجمع فيها بين الصور والكلمات والرموز.

وأشارت أن ميولها لدراسة هذا التخصص بدأت عندما كانت في المرحلة الإعدادية، حيث كانت تصمم ملصقات للصف الذي تدرس فيه، لافتة أن تصميم الغرافيكس أصبح الآن من أساسيات الاتصال البصري لتعمقه في عناصر التصميم.

بارجيل

ولفتت إلى أن مشروع تخرجها الذي هو عبارة عن فن مفاهيمي، استوحت من خلاله فكرة مستقبلية لعمل فني آخر عن الرياح وهو الذي عرضته في معرض (سكة) وأطلقت عليه (بارجيل)..

وهو عبارة عن مجسم كبير مثلث الشكل، ارتفاعه ٣.٤ أمتار، معلق عليه قطع رمادية من القماش، ومدون على كل قطعة منها، اسم من أسماء الرياح، موضحة أنها جمعت أكثر من ١٦٠ اسماً ونوعاً للرياح في اللغة العربية والعامية الإماراتية والخليجية وباقي الدول العربية والقرآن الكريم.

معرض بالهواء

وذكرت أنه بما أن هذا العمل يعرض في الهواء الطلق، بالتالي سيلاحظ الزائرون أن القطع الفنية المعروضة دائمة التفاعل مع الرياح، فعندما تشتد الرياح تزيد حركة القطع والعكس، ويمكن أيضاً التعرف على جهة الرياح من خلال اتجاه حركة القطع، لافتة إلى أنه من المتعارف أن الرياح ارتبطت بحياة العربي قديماً لوجوده الدائم في الصحراء ..

وبالتالي كانت هناك أسماء كثيرة لها لما لذلك من تأثير في نفوسهم. وقد رصد العرب قديماً حركات الرياح واتجاهاتها واستبشروا بها بالغيث والرزق، فضلاً عما مثلته من أهمية شديدة في أسفارهم البحرية، حيث كانوا قديماً يحددون مواعيد أسفارهم ورحلاتهم، تزامناً مع حركة الرياح واتجاهاتها على مدار السنة.

معاني الرياح

وأشارت إلى أنه يوجد أسفل هذا العمل الفني أكياس، كتبت عليها المعاني التي يربطها العرب بالرياح مثل (الترحال، الرزق، الشوق، الغيث، الحنين والأمل)، مؤكدة أنها عندما أطلقت على عملها الفني (البراجيل) فقد قصدت ذلك، لما له في الماضي من أهمية معمارية داخل البيوت ..

حيث كانت تسمح بإدخال أكبر قدر من الهواء من الخارج إلى داخل البيوت، ولذلك فإنها استوحت شكل العمل من البارجيل نفسه والذي هو عبارة عن مثلثين من الداخل، لافتة إلى أن عملها هو بارجيل من نوع آخر تتفاعل فيه الأسماء مع الرياح بشكل مباشر.

وأوضحت أنها عندما كانت تجري البحث، أذهلها كثرة وجمال الأسماء التي تحدثت عن الرياح فأرادت أن يحمل عملها التأثير نفسه لدى الناس، وكيف أن عنصراً يومياً من عناصر هذا الكون الكبير يمكن أن يحمل هذا المعنى الحسي والشاعري لدينا نحن العرب.

معرض سكة

وأشارت إلى تجربة مشاركتها في معرض سكة الفني هذا العام، والذي أضاف إليها الكثير من العمق الفني حيث ساعدها في الاطلاع على تجارب كثيرة مما هو معروض من الأعمال الفنية، فضلا عن احتكاكها بفنانين لهم من الثراء الفني الذي أفادها كثيراً، وانعكس على تجاربها الفنية الحالية والمقبلة.

مشاركات عديدة

أبانت آمنة الدباغ أنها شاركت في معارض متعددة مثل جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب في عام 2012، من خلال لوحة بورتريه بألوان الباستيل، وكانت ضمن الفنانين الـ٥٠ المتأهلين..

كما شاركت بمشروع تخرجها في معرض أقيم في دكتاك غاليري. وألمحت إلى أن هناك دعماً كبيراً من الجامعة، حصلت عليه من خلال أستاذيها دينا فاعور وفلاوندر لي، الذي كانت له أعمال خاصة به مشاركة في معرض (سكة)، لافتة الى أهمية هذا المعرض الذي تعتبره تجربة رائعة تعرفت من خلاله على الكثير من الفنانين الذين منحوها الدافع والتشجيع للمواصلة، ولفتت أنها تعمل حالياً على تصميم كتابين سوف تنتهي منهما خلال هذا العام فضلاً عن عمل مفاهيمي آخر قيد التخطيط.

Email