قف

ضرب الطلبة.. الحاضر الغائب برغم كل المحاذير

ت + ت - الحجم الطبيعي

برغم كل الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم لتغييب قضية ضرب الطلبة عن المدارس واجتثاثها من جذورها، عبر المبادرات التوعوية واللوائح التنظيمية والقوانين الرادعة، فإن القضية لا تلبث أن تطفو على السطح بين الفينة والأخرى، بمبادرات شخصية استثنائية قد لا تعبّر عن واقع الميدان التربوي، لكنها بالتأكيد تشير إلى صعوبة مهمة القضاء عليها. وبالعودة إلى أسباب العنف واستخدام الضرب وسيلةً من قبل بعض المعلمين، بل حتى المعلمات، نجد سيطرة المفهوم القديم لدى المعلم القائلة إن الضرب يربي و..

يهذب السلوك بصورة سريعة ومباشرة، خاصة أن أغلب الحالات تعود إلى معلمين يمكن وصفهم بكبار السن، ممن يصعب التأثير فيهم بمبادرات الوزارة المطروحة لعلاج هذه الفكرة، عبر المحاضرات وورش العمل، وحتى وضع القوانين واللوائح السلوكية.

ولا يمكن إغفال آثار التقدم وانتشار التكنولوجيا وتأثير وسائل الإعلام في الطالب الذي اكتسب عادات سلوكية سيئة من ألفاظ وتصرفات مستفزة للمعلم البسيط الذي لم يتعود في بيئته أو يشاهد في طفولته التي قامت على السمع والطاعة، مثل هذه السلوكيات التي لا يستطيع حتى ولي الأمر تداركها إن علم بها في الأصل. كل هذه السلوكيات لا تبرر للمعلم فقدان اتزانه وانتهاجه سلوك العقاب البدني الذي يؤثر بشكل كارثي في التربية وتنشئة الطالب وفق كل الدراسات العالمية والنظريات الحديثة بل حتى القديمة..

حيث وجه ديننا الحنيف بالحلم في التعامل مع الأطفال والرفق معهم، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة عبر العديد من القصص والعبر. وقد وضعت وزارة التربية والتعليم آليات واضحة للتعامل مع العنف والضرب عبر لائحة السلوك، تبدأ بدراسة الموقف الذي استدعى ضرب الطالب..

ومن ثم إحالة الحادثة إلى اللجان التربوية للتحقيق في مختلف الحيثيات، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب، إما بمعاقبة المدرس أو تنبيهه، إلا أن المطلوب توسيع النظر في القضية، وتعامل جديد يراعي روح العصر وتطور نفسية الطالب، ومعرفة أصول تغيير بعض سلوكيات المعلمين، وإيجاد رادع أقوى يمنع العودة إلى ظهور مثل هذه الممارسات.

 

Email