ملتقى طلبة «فجر الاتحاد» تستضيفه ندوة الثقافة والعلوم في دبي

خريجو جامعات مصر يستدعون ذكريات الدراسة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد نحو 40 عاماً من التخرج من جامعات جمهورية مصر العربية، عاد الزملاء إلى مائدة اللقاء على أرض دبي، مستذكرين «حلو الأيام» في اللقاء الأول لملتقى طلبة الإمارات في الجامعات المصرية، الدارسين خلال الفترة من 1970 حتى 1979م، سنوات فجر الاتحاد، في بادرة اجتماعية مرهفة بشوق الذكريات الجميلة، اختلطت فيه الابتسامات والأحاديث الودية المصحوبة بأقوى الذكريات وأبلغ مشاعر الود بين جيل الاتحاد من الزملاء والأصدقاء حين كانوا على مقاعد الدراسة.

كان ذلك في ليلة لا تنسى استضافتها ندوة الثقافة والعلوم في دبي، مساء أول من أمس، بحضور ورعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع.

لحظات اللقاء

سريعاً تمضي سنوات الدراسة ويبقى أثرها في النفس عميقاً، فلم تكن لحظات اللقاء عادية وقد ارتسمت ملامح المتعة والشعور الإيجابي على وجوه الحاضرين الذين مضت على اجتماعهم منذ أيام الدراسة، أعوام طويلة، وصلت إلى بضعة عقود.

جاء الملتقى ليجدد الذكريات ويبث في أصحابها روح الزمالة من جديد، إذ استمر الحديث شيقاً ومعبراً ومسلياً في قصص لا تنسى، التصقت بحياتهم في الجامعات المصرية التي اعتبروها مصنعاً للقادة، وقد تخرج منها وزراء وسفراء ورجال أعمال وقادة ومسؤولون في الدولة.

نخبة الحضور

حضر الملتقى معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ فاهم القاسمي، وإيهاب حمودة سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة، وأحمد الطاير، والمستشار إبراهيم بو ملحه مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية، وماجد الخزرجي رئيس ديوان المحاسبة سابقاً، وجمعة البوادي أمين عام المجلس الوطني الاتحادي سابقاً، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، وبلال البدور نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، والدكتور صلاح القاسم المستشار الثقافي في هيئة دبي للثقافة والفنون، والكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي رئيس مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، وعدد من سفراء الدولة وكبار المسؤولين.

ترحيب

بدأ الحفل بالترحيب بمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والحضور الذي تخطى أكثر من 150 من الطلبة الدراسين في مصر في عقد الاتحاد الأول.

وفي مستهل اللقاء قالت مقدمة الحفل: إن أرض الكنانة جمعت هذه الثلة من أبناء الإمارات، الذين ذهبوا لينهلوا من نهر العلم، فاجتمعوا على ضفاف نهر النيل العظيم. وبعد أن عادوا إلى أرض الوطن، كانت الإمارات تضع أقدامها على أول درجات سلم الوحدة والنهضة والتقدم، فتكاثفت إسهاماتهم الجليلة التي نراها اليوم، وجاء هذا الملتقى لكي يلتئم الجمع مرة أخرى، وليعيد تذكر مرحلة من أجمل مراحل العمر، فشكراً للمؤسسين الأوائل الذين فرشوا دروب الأجيال منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم بالحلم والأمل، ومهّدوا لهم الطريق للإنجاز والعمل والنجاح، وشكراً لمصر التي احتضنت هؤلاء الذين نراهم أمامنا اليوم، وأتاحت لهم النهل من علوم أساتذتها وجامعاتها العريقة، وشكراً لكل من عمل من أجل الوطن، ووضعه في المكانة التي يستحقها، وشكراً لكل من حضر اليوم هذا اللقاء ليسجل لمسة وفاء لتلك الأيام الخالدة في ذاكرة هذا الجيل من أبناء الوطن.

مرحلة السبعينات

وألقى بلال البدور كلمة اللجنة المنظمة مرحباً بمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان والحضور، مبيناً أهمية هذا اللقاء الذي أطّر العلاقات بين أفراد البعثات الدراسية في تلك الفترة. وقدم البدور الشكر لحكومة الإمارات التي سهلت دروب الابتعاث لأبنائها، ولجمهورية مصر العربية التي احتضنت أبناء الإمارات للدراسة ونهل المعرفة وبناء الشخصية المتكاملة، وأثنى البدور على حرص طلبة الإمارات القدامى في مصر، في مرحلة السبعينات، على حضور هذه الأمسية، والتي أحيت أياماً وذكريات لا تنسى، وقدم الشكر لندوة الثقافة والعلوم على احتضانها الملتقى.

صداقة الزمن الجميل

كما ألقى إبراهيم بو ملحه مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية، ورئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، قصيدة بهذه المناسبة، حملت عنوان «صداقة الزمن الجميل»، تمحورت حول سنوات الماضي والصداقة والأيام الجميلة.

وقد صاحب الملتقى معرض تضمن عدداً كبيراً من الصور القديمة للطلبة الإماراتيين أثناء دراستهم في مصر في عقد السبعينات، وسلط الضوء على رحلاتهم وأمسياتهم وتجمعاتهم في نادي طلبة الإمارات العربية المتحدة في القاهرة.

أعماق التاريخ

أشاد إيهاب حمودة سفير جمهورية مصر العربية لدى الإمارات، بفكرة اللقاء الأول لتجمع الطلبة الإماراتيين بمصر، مؤكداً على حتمية تعزيز التواصل بين الإماراتيين وأشقائهم في مصر، من منطلق متانة العلاقات التاريخية التي تربط البلدين والتي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ. وثمّن دور القائمين على هذا الملتقى الذي جمع عدداً كبيراً من الدارسين بمصر، بعد مرور عقود على تخرجهم.

تكريم الشخصيات التي ساندت الطلبة في السبعينات

كرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بعض الشخصيات التي أثّرت وساهمت في حياة الطلبة الإماراتيين في مصر في فترة السبعينات تحديداً، وهم كالتالي حسب مسمياتهم الوظيفية في تلك المرحلة: المرحوم عبدالله عمران تريم وزير التربية والتعليم، والمرحوم تريم عمران تريم أول سفير للدولة لدى مصر عام 1976، وسيف الجروان سفير الدولة لدى مصر عام 1979، وخلفان الرومي وكيل وزارة التربية والتعليم، وعلي بن خلفان الظاهري مدير مكتب حكومة أبوظبي بالقاهرة، وعبدالله بن علي الزعابي مساعد مدير مكتب أبوظبي الوزير المفوض بسفارة الإمارات، وسيف سعيد ساعد أول ملحق ثقافي، والدكتور خليفة محمد أحمد ملحق ثقافي، وبلال البدور ملحق ثقافي، ومحمد عبدالله فارس ملحق ثقافي.

كما تم تكريم سفارة جمهورية مصر العربية على جهودها الكبيرة في احتضان الطلبة، إضافة إلى تكريم عدد من الأشخاص الذين تولوا إدارة نادي طلبة الإمارات، وندوة الثقافة والعلوم على استضافتها للملتقى، كما تم تقديم هدية تذكارية لمعالي الشيخ نهيان.

نادي طلبة الإمارات يستعيد الأيام الخوالي

 

التقت «البيان» عدداً من الطلبة الذين درسوا في الجامعات المصرية في فترة السبعينات، وأصبحوا اليوم يشغلون أرفع المناصب في الدولة، حيث أكد الكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي رئيس مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، أن دراسته في مصر كانت في الفترة بين عامي 1975 حتى 1979 في كلية الإعلام بجامعة الأزهر، قسم إذاعة وتلفزيون، وتلك كانت مرحلة صعبة عاصفة بأحداث سياسية سبقت معاهدة «كامب ديفيد» وتجميد عضوية مصر في الجامعة العربية.

وقال الهاملي: نحن كطلبة إماراتيين، كنا ندرس في القاهرة في خضم توتر الأجواء السياسية في تلك الفترة، وأثناء قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر، لكن في الحقيقة لم نشعر بأي تغير في المعاملة أو أي صعوبة في مواصلة الدراسة، وإن دل ذلك على شيء، فهو يدل على أن العلاقة بين الشعوب تبقى أهم وأعمق من العلاقات السياسية والدبلوماسية. وأتصور أنها كانت تجربة مهمة، وقد تزامنت مع العديد من التغيرات في العالم العربي، ورغم ذلك لم تؤثر هذه الأحداث على تحصيلنا الدراسي، وقد واصلنا دراستنا بكل جد واجتهاد، وسط عدد كبير من الطلبة المصريين، وكانت علاقتنا بهم طيبة ويسودها الحب والتعاون.

مبادرة رائعة

وأشار محمد جمعة بن هندي عضو المجلس الاستشاري في إمارة الشارقة، إلى أن لمصر مكانة في القلب، وقد تعلم خلال دراسته فيها، الكثير عن الحياة والعلم والثقافة والمعرفة، وكانت له ذكريات جميلة، ولم يشعر بالغربة طوال سنوات الدراسة التي قضاها في جامعة القاهرة، وقد درس في كلية التجارة في الفترة من 1976 إلى 1980. وأكد بن هندي أنه يتمنى أن يتجدد هذا اللقاء سنوياً، فهي مبادرة رائعة جعلته يلتقي وجوهاً غابت عنه لأكثر من 30 عاماً.

رحلات سياحية

أما الدكتورة ليلى مطر المهيري، طبيبة أطفال، والتي درست في كلية الطب بجامعة عين شمس، فقالت: لم أجد أي صعوبة في الدراسة في مصر، فكل شيء كان متوفراً ومؤمّناً عن طريق نادي طلبة الإمارات، خصوصاً السكن والمواصلات، وقد ذهبت إلى العديد من الأماكن السياحية في مصر، منها القناطر الخيرية وحلوان والأهرامات. ومن أجمل الأوقات وأمتع الرحلات والأماكن التي زارتها الدكتورة ليلى، الأقصر وأسوان.

وأوضحت أنها حتى الآن على اتصال مع عدد من الزملاء المصريين الذين درسوا معها في تلك الفترة، وقد كان الفنان الإماراتي عبدالله بالخير أحد الطلبة الدارسين في تلك الفترة في معهد الموسيقى العربية، وقد أكد أنه من حسن حظه أن درس في مصر، فقد استمتع كثيراً بأيام الدراسة، وقد تعلم الفن والموسيقى، إضافة إلى تعلمه على حد تعبيره، خفة الدم من المصريين.

نهر النيل

أما محمد علي العصيمي سفير في وزارة الخارجية، وأحد الدارسين في مصر في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، فقال عن ذكرياته مع مصر أم الدنيا: بدأت العمل في الدولة منذ قيام الاتحاد، وعملت لأكثر من 42 عاماً، وتقاعدت منذ حوالي عام ونصف العام. أما دراستي في مصر فقد كانت في الفترة بين عامي 1969 و1973، وفي الواقع كان هناك اهتمام خاص بطلبة منطقة الخليج عموماً، وكان يقدم لهم الكثير من التسهيلات، ولا شك أن القاهرة عاصمة كبيرة للثقافة والفن والعلم، وعلمتنا الكثير.

وأضاف: تعرفنا على معالم سياحية كثيرة في مصر، من خلال الرحلات التي كانت تنظمها الجامعة، وزرت الأقصر وأسوان والإسكندرية، ومن خلال نادي طلبة الإمارات، كنا نقيم الحفلات السنوية ونحتفل بالمناسبات الوطنية، وعندما عدت إلى الإمارات افتقدت الكثير من الذكريات الجميلة في مصر، واشتقت إلى القلوب الطيبة، وإلى شعب مصر المضياف، ونهر النيل والأهرامات.

Email