قصة خبرية

يعقوب الحمادي يعالج سلوكيات طلبته بميكانيكا السيارات

الحمادي مع طلبته خلال الدورة التدريبية ــ البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تؤرق يعقوب الحمادي الاختصاصي الاجتماعي في مدرسة الشهباء للتعليم الأساسي حلقة ثانية بالشارقة، السلوكيات السلبية التي يمارسها بعض الطلبة لكنه يرفض مبدأ العقاب دون أن تلازمه حلول منطقية تحول دون التكرار، فاهتدى إلى فكرة تعليم طلبته «ميكانيكا السيارات» ليشغل فراغهم ويحد من السلوكيات الخاطئة.

ولأن الشهباء ضمن باقة المدارس الحكومية التي تم تحويلها إلى نظام المدارس النموذجية فإنها تعتمد بشكل كبير على صقل شخصية الطلبة عبر مناشط نوعية يختارونها بمحض إراداتهم ومن هنا كانت البداية. يقول يعقوب الحمادي من واقع عملي واحتكاكي المباشر مع طلاب في مرحلة عمرية حساسة للغاية تتراوح من 12-15 عاماً، أجد أن التوجيه والعقاب وحده في حال ارتكاب أي سلوك خاطئ داخل الحرم المدرسي لا يكفي لأننا نكون بذلك قدمنا مبدأ العقاب دون أن نضع حلولاً جذرية تحول دون إقدام الطالب أو زميل له على الاتيان بذات الفعل، لذلك بدأت التفكير باستقطاب الطلبة للانخراط في نشاط محبب إلى قلوبهم كي أضمن نقطة جذب الانتباه بل والاستحواذ الكامل على تفكيرهم.

ويضيف الحمادي: اهتديت إلى ميكانيكا السيارات لنقطتين مهمتين، الأولى وهي الأساسية تتمثل في تفضيل الذكور للمناشط المهنية التي يستخدمون فيها أيديهم خصوصاً عالم السيارات التي يهواه الجيل الجديد بصورة كبيرة، والنقطة الأخرى أن لدي دراية جيدة بميكانيكا السيارات.

وأوضح الحمادي أن غالبية المناشط التي تنفذ بالمدرسة تنحصر في مناشط أدبية يميل لها بعض الطلبة وأخرى حركية كالسباحة والرياضات الأخرى فحاولت التفكير في نشاط مغاير ومختلف يخدم الشريحة الطلابية وتظل محل حاجة لبعض الطلاب، ورأيت أن البعض منهم يحبذ الأنشطة المهنية والحرفية التي تحتاج إلى تشغيل القدرات العقلية بالأيدي.

الخطوات العملية لتطبيق مشروعي كانت بحصص خاصة بمناشط الميكانيكية، ففي كل مرة أدرب طلابي وعددهم 25 على ما يهمهم في عالم السيارات من تصليح وصيانه دورية، ففي بداية كل حصة أشرح لهم كيفية التعامل اليومي والضروري مع السيارات والكشف عليها قبيل التحرك والطرق العامة للتعامل مع السيارات بحرفية فنية، مضيفاً كل واحد منا قادر وعنده الاستعداد للتعامل والمحافظة على السيارة المحببة إليه.

وذكر أن الجميل في المشروع أنه استقطب الطلبة الأكثر إثارة للشغب وحباً للفوضى فكانت استجابتهم عالية وتجاوبهم فاق التوقعات بل وصل حد الشغف لتعلم هذا النوع من النشاط.

وأوضح أن الطلاب الذين شاركوا في منشط الميكانيكا أظهروا تغيراً واضحاً من حيث الالتزام بالحضور اليومي للمدرسة والميل إلى الهدوء، ما يعني أننا نجحنا في علاج مشكلة سلوكية بمنشط يحبه الطلبة ويفضلونه، وتابع الاختصاصي الاجتماعي: خططنا كبيرة وآمالنا بعيدة لأنني أفكر في الخطوة التالية وهي تعليم الطلاب كيفية شراء وبيع السيارات، مؤكداً أن تعليم الطلبة يفتح لهم باباً آخر في المستقبل للانخراط فيه بالدراسة أو حتى العمل في المستقبل وهي مجالات لا يطرقها أبناؤنا وأعتقد أنها ستكون فضاءً واسعاً لهم.

Email