من جامعة الشارقة إلى باريس لتصبح علماً في الطب

أمل حنتوش تشق طريقها بالجراحة

الدكتورة أمل حنتوش.. إصرار على التفرد والتميز

ت + ت - الحجم الطبيعي

من يتقرب من الدكتورة أمل حنتوش إحدى خريجات كلية الطب في جامعة الشارقة، والتي تواصل درب الدراسات العليا إلى جانب العمل، سيدرك سريعاً أنها ودون مبالغة؛ حالة استثنائية ضمن منظومة العمل في القطاع الطبي في هيئة الصحة بدبي، إذ استطاعت شق طريقها بكل جدارة، متسلحة بالعلم والمعرفة.

وبطاقة استيعابية عالية جمعت كثيراً من المعطيات والخبرات من حولها، لتحاور بها الصعوبات بتحدٍّ وثبات، وتسعى إلى تطويعها بما يخدم الذات. الفتاة الإماراتية الطموحة، تستعد لتحقيق حلمها في تخصص الجراحة، لتصبح طبيبة ماهرة ومتمكنة في القضاء على المرض والألم، وهي تستكمل دراستها لنيل درجة الماجستير في العاصمة الفرنسية باريس.

طبيبة مقيمة

كطبيبة مقيمة في هيئة صحة بدبي، وتواصل مشوارها الدراسي خارج الدولة، تقول الدكتورة أمل حنتوش: إن أجواء العمل مختلفة عن الدراسة كلياً، ففي وقت الدراسة كانت المسؤولية الأساسية والهم الأول اجتياز الامتحانات النظرية والعملية، أما أجواء العمل في المستشفى فتتصل بمسؤولية أكبر وأدق، لاسيما وهي تعنى بمعالجة المريض والاهتمام بصحته، وتلك مسؤولية ليست بسيطة، لأن الطبيب يجب أن يعمل كل ما في وسعه لمصلحة المريض.

كما أن الطب مهنة تتطلب التعامل مع فئات مختلفة من مرضى وممرضات، وزملاء العمل من الأطباء في الأقسام المختلفة، وكل فئة من هذه الفئات تتطلب تعاملاً خاصاً وبمهنية عالية.

الطبيب الناجح

ومن خلال تجربتي الدراسية والعملية، تضيف أمل؛ تعلمت أن الطبيب الناجح يمتلك ثلاث صفات هي: المعرفة والخبرة والضمير، لذا تبقى نصيحتي للأطباء الذين هم على مقاعد الدراسة، ألا يستهينوا بما تقدمه الجامعة من بحوث عملية وميدانية، وفحوصات إكلينيكية، واختبارات وامتحانات مصاحبة لفترة الدراسة، فكل هذه الأمور تعلّم الطالب كيفية التواصل الصحيح مع المرضى، للوصول إلى التشخيص الدقيق، وذلك هو الأساس في مهنة الطب. وللنجاح في الحياة بشكل عام، تتبع حنتوش وصية ديننا الحنيف: «استفتِ قلبك»، التي تساعد الشخص على تحقيق ذاته بطمأنينة ويقين.

وقت أطول

وترى الدكتورة حنتوش أن التدريب العملي مسألة حيوية ومهمة بالنسبة للطبيب المبتدئ، فهو الخطوة الأولى في التعامل المباشر مع المرضى، وقد استفادت منه كثيراً، إذ أتاح لها التدريب الميداني فرصة العمل في الأقسام المختلفة وفي مختلف التخصصات، كما ساعدها على اختيار التخصص المناسب في مجال الطب.

ورغم ذلك تتمنى أمل أن تتاح فرصة التدريب في التخصصات الأساسية والفرعية بلا استثناء، وبالذات تخصصات: العيون، وأنف وأذن وحنجرة، والأمراض الجلدية، وأن يعطى المتدرب فيها وقتاً أطول، حيث إن المدة التي يقضيها المتدرب أسبوع وحيد، وهي غير كافية ليتمكن من استيعاب التخصص بأعراضه وعلاجاته المختلفة.

توتر وفرح

وتقول في سياق الدراسة، إن سنوات الجامعة كانت مزيجاً بين التوتر والضغط الشديد، والفرح الغامر بعد اجتياز الاختبارات النظرية والعملية، وهذه اللحظات يمر بها معظم طلبة الطب، إن لم يكن جميعهم، لكنها تظل جزءاً مفصلياً من تجربة لا تنسى.

وتضيف: إن الدراسة الجامعية تتيح فرصاً مثالية للتعرف على زملاء جمعت بينهم الأيام والسنوات بحلوها ومرها، وتظل لحظات التواصل الجامعي هي الأجمل والتي يحملها الجميع في ذاكرتهم، ويعودون إليها بين وقت وآخر ويتذكرونها كلما عايشوا موقفاً محفزاً.

وتحدثت أمل عن الضغوط التي يرزح تحتها طالب كلية الطب بشكل خاص، نظراً لكم المواد العلمية وصعوبة التخصصات وحاجتها إلى تركيز شديد، لكن ذلك لم يمنع من الاستفادة والمشاركة في الكثير من الأنشطة التي تزخر بها جامعة الشارقة.

شخصية الطالب

وحسب تجربتها الشخصية، فإن الأنشطة والفعاليات الجامعية تساهم في تنمية شخصية الطالب، وتتيح له مجالاً للتعرف على زملاء كثر، من مختلف الكليات والتخصصات، مشيرة إلى أنها لمست ذلك من خلال مشاركتها في احتفالات العيد الوطني، ودروس اللغة اليابانية الخاصة، ومثل هذه الفعاليات تظل ممتعة ومثمرة في الوقت نفسه.

وتختتم الطبيبة الطالبة أمل حنتوش أنها وخلال مراحل الدراسة المبكرة اكتشفت في نفسها ميولاً إلى العلوم؛ وتحديداً الأحياء والكيمياء، وبعد تخرجها من الثانوية أتيحت لها فرص كثيرة لاختيار التخصص، وقد اختارت الطب لأسباب عدة، من أهمها إشباع فضولها القديم تجاه العلوم التي أحبتها، كتحدٍّ شخصي لما يمكنها أن تنجزه، ولرغبتها الخاصة في دخول كلية الطب، إلى جانب تشجيع الأهل لها لتحقيق طموحها المستقبلي في أن تصبح جراحة متميزة، وليس مجرد طبيبة.

وأضافت: أريد أن أكون علماً في الوسط الطبي، وبإذن الله سأصل إلى ما أصبو إليه.

تجربة الدراسة

أوضحت الطبيبة الطالبة أمل حنتوش أن تجربتها في جامعة الشارقة، منحتها أفقاً دراسياً ومعرفياً شاسعاً، مؤكدة أن الجماعة ورغم عمرها القصير إلا أنها متميزة في طرح العديد من التخصصات الحيوية، علاوة على برامج الماجستير والدكتوراه النوعية، كما أنها توفر وسائل تعليم متطورة كالمختبرات العلمية، ومرافق الأنشطة الطلابية المختلفة.

وفي كلية الطب وجدت أساليب متطورة في التدريس، تواكب كل ما هو جديد عالمياً، فمعهد الشارقة للأبحاث الطبية مثلاً؛ يشترك مع معاهد ومراكز بحثية متميزة في فرنسا وأستراليا واليابان وغيرها، ما يوفر للطلبة فرص تعلم مثالية.

Email