منصور بن زايد في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الدولي الأول لجائزة خليفة:

الإمارات تضع التعليم على رأس الأولويات الوطنية

نهيان وحمدان بن مبارك وحسين الحمادي وسلطان الجابر وأمل القبيسي وجمال السويدي في افتتاح المؤتمر البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية، أن دولة الإمارات تنظر إلى التعليم بتقدير عالٍ، وتضعه على رأس قائمة الأولويات الوطنية، وتوفّر له أوجه الدعم اللازمة لتحديث محتواه، وتطوير مناهجه، والعناية بالقائمين على أمره، وذلك إدراكاً لما للتعليم من دور مركزي في بناء الإنسان، الذي هو أصل الحضارة والتقدّم، وأساس ثروة الأمم وسيادتها.

وأضاف سموه أننا نشهد اليوم تقدّما متسارعا في الحياة الإنسانية والحضارة الحديثة، وخيارنا الوحيد هو أن نجعل من التعليم منهجنا الأول لمواكبة هذه الحضارة، وسبيلنا إلى تطوير مكوّنات مجتمعنا، فبالعلم ترتقي الأمم، وتتحقّق الغايات.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عن سموه، معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، مع انطلاق المؤتمر الدولي الأول لجائزة خليفة التربوية صباح أمس، والذي افتتح فعالياته معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في فندق دوست ثاني بأبوظبي، بحضور معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الدكتور سلطان الجابر وزير دولة، والدكتورة أمل القبيسي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، وعدد من القيادات التربوية والتعليمية في الدولة والوطن العربي، وأمل العفيفي الأمين العام لجائزة خليفة التربوية، وجمع من العاملين في الميدان التربوي.

ورحب سمو الشيخ منصور بن زايد في كلمته بالحضور من النخبة التربوية للمؤتمر، متمنياً تفاعلاً واسعا مع مفرداته وأعضائه ونشاطاته التي تهدف دوما إلى خلق بيئة تربوية متميزة وجيل مبدع مفكّر، مشيداً بالرعاية الكريمة لهذا المؤتمر من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والدعم غير المحدود من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة.

تكريم المشاركين

من جانبه كرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان المتحدثين في المؤتمر من المسؤولين وخبراء التعليم، مثمنا مشاركتهم في فعاليات المؤتمر الدولي الأول للجائزة وإثراء جلساته العلمية بفكرهم ودراساتهم العلمية المتخصصة.

وافتتح معاليه المعرض المصاحب لفعاليات المؤتمر بمشاركة عدد من الجهات المجتمعية ذات العلاقة ومن بينها جائزة زايد لطاقة المستقبل ومؤسسة التنمية الأسرية وجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز وجائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي ومؤسسة فاطمة بنت هزاع الثقافية وهيئة البيئة أبوظبي وجائزة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات وجائزة خليفة التربوية وكلية الإمارات التطوير التربوي.

وأكد معاليه أن الدعم الذي يوليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للتعليم ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي.. هو دليل اهتمام القيادة الرشيدة بالانسان قبل البنيان وأن أبناء الوطن هم رصيدنا لأن الأمم ترقى بتعليم أبنائها.

وأضاف أنه من هذا المنطلق يأتي انعقاد المؤتمر تماشيا مع الرؤية الثاقبة والاهتمام الكبير الذي بدأه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورعايته الدائمة للتعليم، حيث نشر التعليم في أنحاء الدولة، مشيرا إلى أن المؤتمر يهتم بالتطورات الحديثة والمستجدات في مجال التعليم.

وقال إن دولة الإمارات سباقة في هذا المجال وأثبتت جدارتها وقدرة أبنائها على مواكبة التطورات، حيث أصبحت الدولة في آخر تقرير للتنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة في مصاف الدول المتقدمة في مجال التعليم.

وأوضح معاليه أن المؤتمر حظي بمشاركة العديد من الدول التي سيستفيد المشاركون من تجاربها خاصة العاملين في مجال التعليم العام والخاص بجانب الاطلاع على المستجدات في التعليم، حيث تحرص الدولة على إيجاد "مجتمع المعرفة" وهو من نتائج تطوير وسائل التعليم.

وثمن جهود سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ومبادراته بتنظيم المؤتمر الذي يترجم اهتمام سموه بتطوير التعليم.. متمنيا أن يخرج المؤتمر بالتوصيات التي تخدم المنظومة التعليمية في الدولة.

منصة حوار

وأشارت أمل العفيفي إلى أن المؤتمر يمثل منصة بارزة تجمع مختلف عناصر العملية التعليمية وتهيئ أمامهم بيئة للحوار والنقاش العلمي الذي يعزز من قدرة المشاركين على تبادل التجارب والمبادرات التعليمية والتربوية في قطاع التعليم بشقيه العام والعالي.

عقب ذلك عقدت فعاليات الجلسة الاولى للمؤتمر والتي أدارها الدكتور علي سعيد الكعبي وكيل كلية التربية بجامعة الامارات، وناقشت موضوع "التجارب المحلية والعالمية في تطوير نظم تعليم تحقق التنمية وتحافظ على الهوية" وخلال الجلسة استعرض مروان الصوالحة وكيل وزارة التربية والتعليم، ورقة بعنوان "التعليم والتنمية المستدامة"، موضحا ملامح النظم التعليمية التي تحذو نحو تحقيق الاستدامة وتشمل توفير فرص تعليم نوعية وتعزيز الهوية والنشر والتوعية بمفاهيم الاستدامة والتدريب والتمكين.

بينما تحدث المهندس حمد الظاهري المدير التنفيذي لقطاع التعليم الخاص بمجلس أبوظبي للتعليم، حول تجربة مجلس التعليم في مجال التعليم والاستدامة.

وتحدث الظاهري حول مؤشرات تحسن مختلفة على مستوى الامارة نتيجة تطوير التعليم، منها نتائج الاختبارات الدولية، وانخفاض عدد مدارس الفلل الى 18 بدلا من 72، وارتفاع نسبة المباني المدرسية المناسبة الى 84% العام الماضي وارتفاع أعداد طلبة رياض الأطفال والتي وصلت الى أكثر من 15 ألف طالب وتعزيز بناء رياض الأطفال وتوفير أكثر من 20 روضة زادت القدرة الاستيعابية الى 40%، أيضا تحسن نسبة المدرسين الحاصلين على تطوير مهني الى 93%، ووصول عدد المعلمين الحاصلين على درجات الماجستير والدكتوراه الى 1653، كما وصلت عدد براءات الاختراع على مستوى الامارة الى 24 براءة.

التكنولوجيا والتعليم

وناقشت الجلسة الثانية للمؤتمر محور "التعليم والتكنولوجيا" وأدارها الدكتور سليمان الهتلان الرئيس التنفيذي للهتلان ميديا، وتحدث خلالها الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية حول التحول التكنولوجي في التعليم، مؤكدا أن الاقتصاد المعرفي هو منظومة متكاملة يشكل بناء رأس المال البشري أهم عناصرها.

فيما تناولت الدكتورة كندا خلف من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا ورقة عمل حول الشركات الدولية لتعزيز التعليم الهندسي في الدولة، مشيرة الى التحديات التي تواجه التعليم الهندسي ويتصدرها الاعداد غير الكافي لخريجي هذا التخصص، وضرورة الاستغناء عن النماذج التقليدية في التدريس وتجديد المناهج.

تجارب عالمية

قدم الدكتور ديفيد مارش من مجموعة فنلندا للتعليم عرضا عن التجربة الفنلندية، موضحا أن نظامهم التعليمي يقوم على الرعاية والمشاركة من خلال الحكومة وسوق العمل إلى الاسر والطلبة، ويتمتع بمرونة عالية، مشيرا لأن هناك 97٪ من الذين تصل أعمارهم الى 6 سنوات في التعليم قبل المدرسي الطوعي، والاهتمام الكبير بالتعليم المبكر، كما اكد على أهمية التعلم باللعب وتأثيره على الطالب في كل مراحله.

بينما قدم الدكتور سن غوين بايك رئيس معهد تطوير التعليم في كوريا الجنوبية ورقة حول النظام التعليمي الكوري مستعرضا تطوره التدريجي، مؤكدا توجههم لبناء مجتمع قائم على الكفاءة من خلال تقوية التعليم المهني لزيادة المحترفين ذوي الخبرة العالية.

Email