طالبة قانون مغرمة بالإنجازات العلمية والبيئة

بثينة البياهي تبتكر جهازاً ينظف أعماق البحار

بثينة البياهي تشرح فكرتها الذكية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ولعُهَا بإيجاد بيئة نظيفة جعلها تفكر وتجتهد من أجل اختراع جهاز يحد من التلوث. والخوف على أعماق البحار من التلوث بفعل مرتادي البحر العابثين بالبيئة، دفعها للعمل على مشروعها الذي أنجزته مؤمنة بأن اختراعها سيحدُّ بشكل كبير من ظاهرة تلوث أعماق البحار، لأن آلية عمله بسيطة، وتكلفة انتاجه في حدود المعقول.

بثينة محمد البياهي طالبة قانون في جامعة الشارقة، سعت من وراء اختراعها هذا إلى المساهمة في الحد من الانتهاكات التي تتعرض لها الشواطئ البحرية، بما تحويه من كائنات فريدة كثيرة، على أمل أن يضع الجميع نصب أعينهم مسؤولية حماية البيئة بكل مكوناتها.

كاميرا وأنبوب

وأوضحت بثينة أن الجهاز عبارة عن كاميرا فيديو مثبتة على محور نسبة دورانه 360 درجة، ومثبت إلى جانب الكاميرا أنبوب مهمته إطلاق موجات لتبتعد الأسماك، ويبدأ الأنبوب وبحسب تواجد الأوساخ بشفطها إلى داخله حتى يمتلئ، فيما تكون عملية تنظيفه سهلة للغاية.

وقالت إنها فكرت في موضوع الاختراع هذا منذ ثلاثة أعوام، وعليه بدأت دراسة كاميرات الفيديو لاختيار الأكثر تحملاً وقدرة على التقاط الصور تحت الماء، وبالفعل اهتدت إلى كاميرا تتوافر فيها المواصفات، ويمكنها تقديم صورة واضحة من الأعماق.

بحاجة إلى تبنٍ

وذكرت أن كلفة الفكرة مقبولة مادياً، وهي تأمل في أن تتبناها مؤسسات تعنى بالحفاظ على البيئة. وقالت إن التقدم والتطور في مختلف المجالات، لا يتنافى مع حماية البيئة، فنحن لا نطالب بإيقاف عجلة التقدم أو توقف الناس عن السعي في رزقها وحياتها، إنما نريد خلق وعي سلوكي واجتماعي وأخلاقي لدى شرائح المجتمعات.

وأوضحت أنها نفذت مشاريع أخرى، منها مشروع استغلال مياه مكيفات الشباك، حيث تتم الاستفادة منها بعد تنقيتها من الأملاح، وتوظيفها في ري المزروعات. أما المشروع الثاني الذي نفذته، فهو مشروع توليد الكهرباء الشمسية عبر خزان ملف بصفائح كهرو شمسية فترة الظهر.

أيام المدرسة

وقالت بثينة البياهي إن شغفها بالاختراعات والمواد العلمية لازمها منذ كانت طالبة في المدرسة، وحققت العديد من الإنجازات في أولمبياد الإبداع العلمي الذي نظم على مستوى المدارس في وطنها السعودية، وحازت من خلاله على المركز الرابع، مشيرة إلى أن اختراع جهاز تنظيف أعماق البحار، جاء بعد أن شاهدت وقرأت كثيراً عن الممارسات البشرية التي تضر بالثروة البحرية، ووجدت أنها في ازدياد، ما يهدد محيطنا البحري.

وأوضحت أن تجدد الدورة المائية بسبب التلوث يأخذ ضعف الوقت، كما أن الثروة السمكية تكون مهددة، وآلاف الأنواع منها تموت، والسبب الرئيس هو جعل البحار والمحيطات مكباً للنفايات، وكأنها أصبحت مستودعات تتسع لكل الملوثات.

واجب أخلاقي

واعتبرت أن مثل هذه المشاركات الجادة هي مجرد تأكيد لما يقوم به الشباب من واجب نحو المحافظة على البيئة، وذلك جزءٌ لا يتجزّأ من مسؤوليتهم ووعيهم المجتمعي، بأهمية المحافظة على الموارد المستدامة.

وعن دراستها للقانون بعيداً عن شغفها العلمي، أضافت أنها التحقت بهذا التخصص لرغبتها في مساعدة الناس في التخلص من المشاكل، وإعادة حقوق المظلومين، متمنية أن تصبح من أبرز المحاميات، متسلحة بالعلم والإيمان، ومحبة أسرتها ودعمها الكبير والدائم لها، وذلك كما تقول سبب يدفعها باستمرار لتكون متميزة ولا ترضى بالشيء العادي.

خطر التلوث

يظل تلوث البحار والمحيطات من أبرز المشكلات التي تهدد منظومة الحياة البيئية، إذ ينظر إليها المختصون كتحدٍ يضاف إلى سلسة التحديات البيئة الأخرى، وينعكس أثر هذا التلوث كما توضح البياهي على الحيوانات التي تتغذى على الكائنات المائية الملوثة، بالإضافة إلى إمكانية تعرض الإنسان الذي يتغذى على الأسماك الملوثة للإصابة بأمراض عدة.

ومن أسباب تلوث البحار ارتفاع نسبة المواد الزيتية الصادرة من محركات السفن، والتي تعرقل نمو النباتات البحرية التي تعتبر من أهم المصادر الغذائية للأحياء المائية، ثم رمي المخلفات والصيد الجائر.

Email