طالبات جامعة زايد يؤكدن أهمية تنظيمها والبعض يعتبرها تأشيرة إلى سوق العمل

معارض التوظيف.. تطرح سؤالاً ملحاً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

معارض التوظيف كانت ولا تزال محور نقاش لدى المسؤولين والعامة، ودائماً ما يتساءل المجتمع من يستخدم من؟ وما مدى جدية الشركات والجهات المشاركة في معارض التوظيف؟ ويتنهمها البعض بالسعي للدعاية والإعلان لا التوطين، وادعائها توفر الشواغر للخريجين المواطنين بأعداد كبيرة. في المقابل، وصف البعض معارض التوظيف بأنها «تأشيرة» نحو سوق العمل، يُعول عليها الخريجون الكثير من الآمال كونها تختصر طريق البحث عن مكان العمل المناسب، في حين أكدت مجموعة من الطالبات على هامش معرض التوظيف الذي نظمته جامعة زايد في دبي مؤخراً، أن معارض التوظيف الجامعي تساعد طلبة السنة الدراسية الأولى والثانية أكثر من الخريجات، نظراً لتعريف الطالبات على احتياجات سوق العمل وتوجيههن بطريقة غير مباشرة نحو اختيار التخصصات الموائمة لمتطلبات السوق.

اختيار التخصصات

الطالبة عائشة عبدالله قالت: إن تنظيم معارض التوظيف في مؤسسات التعليم العالي، يساعد الطلبة على اختيار التخصصات التي تلبي احتياجات سوق العمل، ولعل المستفيد الأكبر في هذا الحدث هم طلبة السنة الدراسية الأولى، مشيرة إلى أن قناعات الطلبة نحو القطاع الحكومي لا تزال راسخة في العقول رغم المبادرات والدعم الحكومي للعاملين في القطاع الخاص، وثمة مشكلة أخرى تسيطر على الطلبة والخريجين الباحثين عن عمل، تتمثل في رغبتهم بالعمل في شركة أو جهة معينة مشهورة، وعدم الرغبة في خوض تجارب في جهات ومؤسسات صغيرة.

شاطرتها الرأي الطالبة فاطمة الرستماني، التي أكدت أن المعرض حقق الفائدة لطلبة السنة الدراسية الأولى والثانية، ويتحتم على الجامعات تفعيل دورها في عملية البحث عن وظائف لطلبتها، وعلى سبيل المثال استطاعت جامعة زايد توفير مجموعة من الوظائف للطالبات الدارسات بنظام العمل الجزئي، وعلى غرار ذلك حرصت الجامعة على متابعة الخريجات للبحث عن شواغر بعد التخرج.

مضيفة إن معارض التوظيف قد لا تخدم بعض التخصصات النادرة مثل تخصص الشؤون الدولية، وتركز بحكم المشاركة العظمى للشركات على استقطاب أصحاب التخصصات في الإدارة والتجارة والمحاسبة، وبعض التخصصات الأخرى المتوافقة مع احتياجات المصارف والشركات في القطاع الخاص.

تباين وميول

في السياق ذاته، ذكرت الطالبة فاطمة غانم، أن هناك تباينا واضحا في نوعية الوظائف المطروحة ضمن معارض التوظيف، إلا أن ميول الطالبات يبدو واضحاً نحو التخصصات الإعلامية وتحديداً الإعلام المرئي، وبدا واضحاً اليوم أن الشركات والجهات المختلفة تحتاج إلى الابتكار والإبداع في العمل علاوة على الشروط الأخرى، لاسيما شركات القطاع الخاص، وحرصت الجامعة في هذا الجانب على إعداد الطالبات من خلال تنظيم الدورات وورش العمل المساهمة في تعزيز قدرات الطالبة للولوج إلى سوق العمل قبل التخرج.

ونوهت غانم بأن عدد الحاصلين على وظائف عبر معارض التوظيف يمثل نسبة قليلة، ودائماً ما تضع الجهات بعض الشروط الصعبة لعل أهمها الخبرة، إضافة إلى تقديم رواتب منخفضة لا تتجاوز 9 آلاف درهم في بعض الأحيان، وهذا يعد إجحافاً في حق الخريجين المواطنين، وقد تعمد بعض الطلبة الالتحاق بالعمل بموجب الشهادة العامة عوضاً عن الشهادة الجامعية، نتيجة حاجة العمل بالشهادة الجامعية إلى الخبرة التي يفتقدها الخريجون الجدد، كما تعرض بعض الجهات عند اتصالها وظائف بدرجات أقل، مما يجعل الباحث عن العمل يمتنع حتماً عن الالتحاق بهذه الوظيفة.

العمل الجزئي

أما الطالبة موزة الكندي، فتداركت مشكلة الخبرة بالتحاقها بالعمل الجزئي وهي لا تزال تدرس في الجامعة، وأكدت أن الطالب يجب أن يجتهد، ويعزز من مهاراته بالمشاركة في مختلف الدورات، والبحث عن فرص وظيفية خلال الدراسة، كي لا يقع في قضية شرط الخبرة بعد التخرج، وفي المحصلة سيظفر الطلبة بفرص عمل أفضل، لافتة إلى أنها تدرس حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، ثم تباشر عملها في قسم شؤون الطلبة في الجامعة ضمن نظام الدوام الجزئي حتى الساعة الرابعة عصراً، ما عزز لديها من مهارات التواصل الاجتماعي، وزودها بالخبرة في استخدام برامج الحاسب الآلي.

وقالت الطالبة عائشة الفقاعي رئيسة لجنة خدمة المجتمع في مجلس الطالبات، إن تنظيم معرض الوظائف لهذا العام في جامعة زايد تحت شعار «رؤية الغد من خلال اليوم» يترجم أهمية المعارض في توضيح المسار أمام الطلبة نحو المستقبل، وقد ارتفع عدد المشاركات للشركات الخاصة قياساً بالعام الماضي، لتحفيز الطالبات على هذا القطاع والكشف عن أهم السمات التي يتميز بها على المدى البعيد، مؤكدة أن بعض الطالبات الخريجات من العام الماضي مّثّلن هذا العام شركات التحقن بها العام الماضي من خلال معرض الوظائف، وحرصن على الحضور اليوم لتوسيع مدارك الطالبات نحو على العمل في القطاع الخاص وتشجيعهن على ذلك. جهة متخصصة

 

توفير جهة متخصصة تتابع معارض التوظيف وتمهد الطريق امام الخريجين، مهمة تتحمل مسؤوليتها الجامعات والكليات حسب ما أوضحت ندى الطريفي من مجلس طالبات جامعة زايد، وإعداد الطالب لسوق العمل، يحتاج إلى إدارة تتحمل مسؤولية دمج الطلبة في سوق العمل، إذ نجحت إدارة التوظيف المهني في جامعة زايد بتنظيم الكثير من الدورات بالتعاون مع المصارف وغيرها من الجهات لتأهيل الطلبة، إضافة إلى إعداد برامج وأنظمة ذكية تحتوي على مؤهلات الطالبات أو المتخرجات الراغبات للعمل، وعرضها على الشركات والمؤسسات التي تتوفر لديها شواغر.

منصة 2021 توثق أمنيات في طريقها إلى الواقع

في وسط معرض التوظيف الذي أقيم في جامعة زايد أخيراً، وقفت الطالبة أسماء الشيراوي ومن معها من الطالبات أمام منصة تجسد الرقم 2021، والذي يرمز إلى تحقيق رؤية الإمارات لتكون الدولة الأفضل عالمياً، عبر إتاحة الفرصة أمام الطالبات والزوار لتدوين أهم الأفكار والأمنيات التي يرغبون بأن تتحقق في عام 2021.

وقالت الشيراوي: إن الحضور والزوار كتبوا على مجسم الرقم 2021 الكثير من العبارات والجمل تتضمن أفكارهم وأمنياتهم لكي تكون دولة الإمارات الأفضل عالمياً، منها: أن تكون الإمارات الأكثر والأفضل استخداماً للتكنولوجيا، والأكثر أماناً في العالم، وغيرها من الأفكار المحفزة لمضاعفة الجهد وابتكار الأفكار لتتبوأ الإمارات الموقع الأفضل على خارطة العالم.

وأوضحت أن المجسم سيبقى بعد انتهاء الحدث شاهداً على أمنيات الطالبات، وحافزاً لدفع الطلبة نحو الإبداع، وفقاً لدعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، رعاه الله، لتقديس العمل، عندما قال: «إن العمل هو المعيار الحقيقي للمواطنة، هو دليل الإخلاص والولاء، وبه يتمايز الناس، فبالإرادة القويــة والقدرة العالية والإنجاز الفائــق، نتشارك جميعاً مسؤولية بناء هذا الوطن تعزيزاً لسيادته وصوناً لمكتسباتــه وبنـاءً لمستقبلـه».

وترجمةً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عيد الإمارات الذهبي بمناسبة 50 عاماً على الاتحاد، لإحداث نقلة نوعية في القطاعات التعليمية والصحية والاقتصادية والشرطية، وفي مجال الإسكان والبنية التحتية والخدمات الحكومية وكافة الجوانب الأخرى. جهات التوظيف: شعارنا التوطين ونرفض الدعاية

أعلنت بعض الجهات المشاركة في معرض الوظائف المقام في جامعة زايد بدبي، عن رغبتها الحقيقية في التوطين. وقال حمد الهاجري، ضابط توظيف في إدارة توظيف المواطنين في أدنوك ومجموعة شركاتها، إن الجهات الخاصة كثفت جهودها أخيراً في قضية التوطين، لا سيما أن الجامعات تضم الكثير من الكفاءات الوطنية المتميزة التي تستحق العمل في أفضل المواقع، لذلك حرصت أدنوك على إعداد الخريجين المواطنين من خلال إخضاعهم لدورات تدريبية قد تمتد إلى سنتين لطلبة الثانوية العامة، لتأهيلهم على العمل في وظائف مختلفة في الهندسة والإدارة والتخصصات الفنية الأخرى.

وأكد الهاجري أن إجمالي عدد الوظائف خلال العام الجاري، بلغ نحو 4 آلاف وظيفة، ويحصل الكثير من الطلبة على فرص للالتحاق بهذه الوظائف من خلال معارض التوظيف التي تُنظم داخل الجامعات أو خارجها، مشيراً إلى أن آلية استقبال طلبات الالتحاق بالعمل أصبحت عبر المواقع الإلكترونية في معظم الجهات والمؤسسات المشاركة، وبدا واضحاً أن المشاركة في معارض التوظيف وتحديداً في الجامعات من أجل توعية الطلبة باحتياجات سوق العمل.

إقبال ضعيف

وذكرت أماني الشيخ، ضابط موارد بشرية في مجموعة عيسى صالح القرق، أن إقبال الطلبة على الوظائف في القطاع الخاص يبدو ضعيفاً، ويتجلى ذلك من خلال الأسئلة والاستفسارات الموجهة من قبل الطلبة، إذ تمتنع شريحة كبيرة من الطلبة عن تسجيل طلب الالتحاق فور التعرف إلى أن الجهة خاصة وليست حكومية، عازية السبب إلى عوامل عدة، أبرزها امتداد أوقات العمل إلى ساعات طويلة، خصوصاً أن الكثير من الخريجين يبدون رغبتهم في العمل بوظائف لا تتجاوز العمل الساعة الثانية أو الثالثة ظهراً، حتى إن كانت تتطلب البدء في ساعات مبكرة.

وأضافت الشيخ أن مشاركتها السابقة في معارض التوظيف، كشفت عن ارتفاع الرغبة لدى طلبة في كليات التقنية العليا بالمقارنة مع الجامعيات والكليات الأخرى لا سيما الإناث، مشيرة إلى أن الجهة المشاركة في معارض التوظيف تتأثر سمعتها سلباً إن لم تكن جادة في التوظيف، وحتماً سيرسم ذلك صورة ذهنية سلبية حيال الشركة أو المؤسسة لدى الباحثين عن العمل أو الجهات المنظمة نفسها، فضلاً عن متابعة الجامعة لعملية التوظيف.

التوطين في المصارف

نوهت فاطمة الفلاسي، مساعدة مدير إدارة التسويق والاتصال الجماهيري، إلى أن الطلبة في الجامعات أكثر إقبالاً على العمل في نظام الساعات الجزئية، وفقاً لرغبتهم في الدراسة مع العمل، كذلك يبدو إقبال الإناث على القطاع المصرفي أعلى ارتفاعاً بالمقارنة بالذكور، بالرغم من حاجة المصارف إلى الذكور، مشيرة إلى أن نسبة التوطين بلغت نحو 45% في بنك المشرق، وثمة برامج لاستقطاب الخريجين ذوي المعدلات التراكمية المرتفعة لتدريبهم، ثم تأهيلهم ليتسلموا مناصب عليا.

وظائف للذكور

 

معظم الاستفسارات الواردة من قبل الطلبة في معارض التوظيف، تتمثل في السؤال عن موقع العمل، إلى جانب الامتيازات الأخرى التي يحصل عليها باختلاف الوظيفة، لكن بعض مواقع العمل مخصصة للذكور بحكم صعوبة العمل للمرأة فيها، إذ تحتاج إلى الصعود إلى منصات خطرة في الحقول البحرية النفطية، وغيرها من الأماكن الموائمة للذكور بصورة أعلى.

Email