طيب كمالي: الإمارات الأولى في تبني التقنيات التحويلية التعليمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا، أن عملية تعزيز وترويج مبادرة التعليم النقال على مستوى الدولة كانت الأكبر والأبرز في مجال التعليم العالي في أيّ من بلدان العالم، مما جعل دولة الإمارات تحتل مركز الصدارة في تبني التقنيات التحويلية في مجال التعليم، مشيراً إلى أن مؤسسات التعليم العالي الاتحادية الثلاث بدولة الإمارات تنفذ حالياً هذه المبادرة كأداة لتحديث وتحسين طرائق التدريس والتعلم، وستؤدي هذه المبادرة إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم العالي بالدولة، إضافةً إلى تحفيز الطلبة على التطور الفكري بما يمكّن هذه المؤسسات الثلاث من تحقيق التميز في التعليم العالي.

وقدم كمالي، تجربة الإمارات في هذا المجال في ندوة اليونسكو العالمية حول التعليم النقال التي أقيمت في باريس أخيراً، وذلك في إطار مبادرة التعلم الذكي على مستوى التعليم العالي في الدولة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في مقر كلية أبوظبي التقنية للطلاب مع بداية العام الدراسي الحالي.

وشارك كمالي في الندوة كعضو بارز في اللجنة النقاشية العالمية التي عالجت موضوع "التعليم النقال من منظور حكومي"، وتضم اللجنة مدير إدارة التعليم في وزارة التربية والتعليم والثقافة في أوروغواي، ونائب وكيل وزارة التربية الوطنية في تركيا، ومدير إدارة مركز موسكو لتقنيات وتحليل المعلومات، والأمين العام لمكتب مجلس التربية والتعليم في تايلاند، ووزير التربية والتعليم والتدريب في باكستان.

توفير أجهزة

وشرح كمالي خلال الندوة عملية تنفيذ مبادرة التعليم النقال ابتداءً من مطلع العام الدراسي الحالي عن طريق توفير أجهزة الـ آي باد لحوالي 000 14 طالب وطالبة من الطلبة الجدد وطلبة البرنامج التحضيري في مؤسسات التعليم العالي الاتحادية في الإمارات.

ولفت كمالي إلى أهمية التركيز على الإبداع في العملية التعليمية لإكساب الطلبة مهارات تكنولوجيا المعلومات والتفكير التحليلي والقدرة على التأقلم عن طريق إحداث التغيير في الفصل الدراسي التقليدي وتشجيع مشاركة الطالب في خلق بيئته التعليمية باستخدام طرائق التدريس الجديدة والمشوقة، وذلك تمكيناً للطلبة من المساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية والتطوير بالدولة وتحقيق النجاح في عالم متغير.

ونوه بأن تدشين هذه المبادرة يأتي بهدف توفير أفضل الخدمات التعليمية في مختلف التخصصات من خلال إيصال المعلومة للطالب داخل الفصول الدراسية وخارجها وتزويد كل طالب بأداة تعلم جديدة ذات مغزى وصلة بالتعليم العالي، بحيث تعمل هذه الأداة كمحفز للتعلم التفاعلي والحقيقي في كافة المجالات العلمية من خلال التعلم الإلكتروني النقال المستند إلى مفاهيم استخدام آخر منجزات التقنية خلال عملية التطوير مع المحافظة على الجودة العالية والسهولة وإمكانية الاعتماد عند الاستخدام والأساليب التربوية ذات الصلة في بيئة مفتوحة تعزز التعاون.

تصميم تجريبي

وأضاف كمالي أن الكليات تسعى لأن يكون هذا المشروع أكثر من مجرد محاولة معزولة، وتخطط لوضع تصميم تجريبي للعلوم المناسبة عن طريق جمع البيانات المتعلقة بالتقدم الذي تم إحرازه لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا التطور، لنشرها على أكثر من مستوى، حيث إن هذا النهج سيضع التعليم العالي في الريادة والقيادة ويقود إلى الابتكار والإبداع لاقترانه بخيارات تصميم المناهج المتخصصة مما سيحدث نقلة نوعية في التعليم العالي في الدولة ويجعلها رائدة في هذا المجال وبسرعة من خلال التركيز على ثلاثة مجالات خلال مرحلة التطبيق، وهي المحتوى وطرائق التدريس والتقنية المستخدمة. ومن هنا بدأت الخطط الرامية إلى استخدام التعليم النقال في الجامعات الاتحادية.

وتابـع :"لتحقيـق أكبـر قـدر مـن الفائـدة تـم تنظيـم دورات تدريبيـة علـى وسـائل التعليـم النقـال وتشمـل الدورات مواضيـع مـثل الموجهـات والعوامـل التي تؤثـر علـى حقبـة ما بعـد " اللاب تـوب" والتعليمـ والتعلـم باستخـدام iPad وعـروض تقديمـية لتطبيقـات تعليـم الرياضيات واللغة الإنجليزية للبرامج التحضيرية، واستخدام الكتاب الإلكتروني، فالأخذ بهذه المبادرة ينطلق من الحرص على أن تكون أساليب التعليم متفقة مع اهتمامات الطالب وقدراته".

 

دمج التقنيات

 

تجربة مؤسسات التعليم العالي الاتحادية في جامعة الإمارات وجامعة زايد وكليات التقنية العليا في التعليم النقال كانت الموضوع الرئيسي لندوة اليونسكو التي حضرها ما يقارب 250 شخصاً من مختلف أنحاء العالم، منهم الخبراء في التعليم النقال، والباحثين، وصانعي السياسات، وممثلي وزارة التربية والتعليم، والاختصاصيين التربويين، وغيرهم في شتى القطاعات.

وتم خلال الندوة مناقشة عدة مواضيع أبرزها دمج التقنيات النقالة في النظام المدرسي بصورة فاعلة، وكيفية تدريب المدرسين والطلبة على استخدام التقنيات النقالة لأغراض تعليمية، وطريقة قياس مدى فاعلية مبادرة التعليم النقال وكيف اتخذ قرار استخدامها، والآليات والعمليات التي ستضمن استدامة المبادرة، والشراكات المهنية التي أقيمت لإطلاق هذه المبادرة.

Email