بلغت 98 منذ بداية العام الدراسي وحتى يناير 2013

استقالات المعلمين الفجائية تربك العملية التعليمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع بداية كل عام دراسي جديد تتجدد على مسامع أولياء الأمور ما يسمى بالاستقالات الفجائية للمعلمين والمعلمات في مختلف المدارس بالدولة، ويتساءلون: ماذا عن أبنائهم الطلبة؟ وهل يجوز تقديمها في بداية العام الدراسي.

علما بأن الوزارة حددت وقتا معينا لتقديم الاستقالات الصريحة وسن التقاعد من كل عام على أن يتم تحديد احتياجات المدارس من الهيئات التدريسية والادارية حتي تتفادى وجود عجز في بداية العام الدراسي، وناقش برنامج العلم نور، الذي تُعده وتقدمه، وزارة التربية والتعليم، في إذاعة نور دبي، هذه القضية ضمن فقرات المائدة المستديرة التي ناقشها البرنامج قبل أسبوعين.

وقال الوكيل المساعد للخدمات المساندة في وزارة التربية والتعليم مروان أحمد الصوالح، في تصريحات خاصة لـ"البيان": إن الوزارة تطالب هي ومناطقها التعليمية، بضرورة التزام الهيئات التعليمية بمواعيد الاستقالات التي حددتها في فبراير من كل عام.

وذلك وفق ميثاق المعلم الذي نعتبره كوثيقة التزام من قبل المعلمين تجاه هذه المهنة السامية، موضحا بأن 98 من الهيئات التعليمية قدموا استقالاتهم من شهر سبتمبر حتى يناير 2013، بواقع 83 مواطنا و15 وافدا، معتبر أن هذه الاعداد منخفضة عن الاعوام السابقة نظرا لمبادرات الوزارة وتحفيز الحكومة للهيئات الادارية والتدريسية من خلال الكادر الوظيفي وحركة الترقيات .

وأوضح أن الاستقالات الفجائية تؤدي إلى قصور في تنفيذ المناهج المقررة ،وتؤثر سلبا على الميدان التربوي، مؤكدا أن إدارة الموارد البشرية في الوزارة تعمل على توفير الشواغر، وفق حصر الاستقالات من كل عام، مفيدا بأن المواطنين الذين يقدمون استقالاتهم معظمهم من العنصر النسائي، لأن نسبة التوطين من الأناث في الهيئات التدريسية تفوق 80%.

دراسة

من جانبها أوضحت فوزية حسن غريب الوكيل المساعد للعمليات التربوية في الوزارة، أن الوزارة بحاجة إلى عمل دراسة للوقوف على اسباب الاستقالات المفاجئة للهيئات التعليمية تحديدا، تجنبا لتكررها كل عام وخاصة في الشهرين الاوائل من الدراسة، موضحة بأن قانون الموارد البشرية يتيح الاستقالات بشرط قضاء شهر بعد تقديمها.

وهذا لا يعوقهم من تقديمها على مدار العام، مشيرة إلى أنها أثناء توليها إدارة منطقة الشارقة التعليمية كانت المعلمات على رأس عملهن بعد تقديم استقالاتهم حتى حضور المعلمة البديلة، تجنبا لحدوث إرباك في المدارس، وهذا يؤكد أن تقديم الاستقالات لم تحدث أي إشكاليات لأن أماكنهم لن تبقى فارغة.

تعميم

وأفادت نبيلة الميرزا مديرة ادارة الموارد البشرية في الوزارة، بأن الوزارة ارسلت تعميما للمناطق التعليمية بشأن تقديم الاستقالات وهناك نوعان منها استقالة صريحة وأخرى قبل سن التقاعد، ووزعت استمارة نموذج طلب الاستقالة على الراغبين، كما نظمت مقابلات شخصية مع الراغبين في تقديم استقالاتهم لمعرفة أسباب ترك العمل ووضعها بعين الاعتبار ضمن خطة الادارة.

منوهة بأن المنطقة التعليمية تتولى تبليغ الراغبين بالاستقالات من المواطنين بالقانون الاتحادي للمعاشات والتأمينات الاجتماعية لأنه لا يصرف المعاش التقاعدي للمنتهي خدماتهم بالاستقالة إلا بعد بلوغ السن ( الخمسين) على أن يبدأ التطبيق على من يبلغ سن الاربعين من تاريخ تطبيق هذا القانون وتزايد السن سنة فسنة حتى يصل إلى السن المحدد.

وأضافت إن المناطق التعليمية تقوم تلقائيا بإلغاء اتفاقات المستقيلين من غير المواطنين خلال شهر من تاريخ إنهاء الخدمة، وفي حال عدم تقديم المستندات المطلوبة في هذا الشأن فيتحمل صاحب العلاقة النتائج المترتبة على عدم استكمال إجراءات إلغاء الإقامة، مشيرة إلى أن الاستقالات تقدم اعتباراً من شهر فبراير، الحالي.

وتبدأ المهلة المحددة، سنوياً، للإداريين، والمعلمين والمعلمات في المدارس، لتقديم استقالاتهم لمن يرغب منهم، حتى تحتاط الوزارة لهذا الأمر مبكراً، وتبدأ في حصر أعداد المستقيلين، تمهيداً لتأمين البدائل، قبل وقت كاف من بداية العام الدراسي القادم.

مناقشة

وحول هذه القضية ناقش "العلم نور" استقالات المعلمين الفجائية وارباكها للميدان، وتأثيرها سلباً على العملية التعليمية ، وانعكاساتها السلبية على الميدان التربوي، وقال سعيد راشد الخطيبي نائب مدير منطقة الفجيرة التعليمية، إن هناك مواعيد محددة سلفاً ومعروفة لدى جميع العاملين في الميدان التربوي، وهي تُحدد من قبل وزارة التربية والتعليم.

ويتم من خلالها، تلقي الاستقالات المختلفة في كافة الأسباب من المعلمين والإداريين في المدارس، ودائما يكون تقديم هذه الاستقالات خلال شهر فبراير من كل عام، ومن ثم ترفع الأسماء لوزارة التربية والتعليم لتبدأ في العمل على سد الحاجة قبل بداية العام الدراسي، لضمان استقرار الأمور، وحتى لا يحدث إرباك في الميدان التربوي.

وأوضح الخطيبي، أنه من المفارقات التي تحدث في بعض الأحيان، أن تُفاجئ إدارات المناطق التعليمية في نهاية العام الدراسي، أو قبله بقليل، وفي غير الأوقات المحددة، بتراجع بعض المعلمين عن الاستقالات التي قدموها، وذلك، ربما لزوال بعض الظروف التي أجبرتهم على تقديم الاستقالة في ذلك الوقت. كما يحدث أيضاً، أن يتقدم بعض المعلمين، في بداية العام الدراسي باستقالاتهم، لأسباب مختلفة، منها الحالة الاجتماعية، أو المرضية، ويظهر هذا بشكل واضح بين المعلمات .

همّ

وتحدث إبراهيم البغام نائب مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية، عن هذه الاستقالات الفجائية، قائلاً: بالفعل هذا هّم دائم نعاني منه كل عام دراسي، ألا وهو قضية نقص المعلمين جراء الاستقالات العشوائية، علما بأن الوزارة حددت مواعيد لتقديم الاستقالات تنتهي خلال فترة محددة.

وسأضرب مثلا واقعيا على هذه الحالة، فمنذ شهر سبتمبر الماضي 2012، أي مع بداية العام الدراسي الحالي، وحتى الآن، تلقينا 22 حالة استقالة معلمات بالنسبة لمنطقة رأس الخيمة فقط. وطبعا لكي يتم سد هذه الشواغر، تحتاج إدارة المنطقة إلى وقت للبحث عن البديل ومخاطبة الوزارة ومن ثم إجراءات التعيين وغيرها، وكل هذا يأخذ وقتاً كبيراً.

ويقترح البغام، على المعلم المواطن، أنه إذا تقدم باستقالته لأن لديه إشكالية في الراتب، أن يبقى على رأس عمله، أو براتب مقطوع، مثل ما يحدث خارج الملاك حتى يتم توفير البديل كنوع من التعاون المأمول من أبناء الدولة، ومسؤوليتهم تجاه الوطن، وذلك لصعوبة توفير البديل .

أسباب

وعن أسباب الاستقالات خاصة بعد زيادة الرواتب الأخيرة، يقول البغام: الرواتب في كل الوزارات متقاربة، وهي لم تعد المشكلة الحقيقية، بل أن رواتب المعلمين، أصبحت حالياً، أعلى بقليل عن مثيلاتها في الوزارات الأخرى، ولكن المعلم ينظر إلى ما يتحمله من أعباء وظيفية كبيرة، فمهام المعلم تعتبر الأكثر قياساً ببقية الموظفين في الوزارات الأخرى.

وفي السياق نفسه، يوافق الخطيبي على اقتراح البغام مطالب المعلم المستقيل، أن يستمر في عمله حتى يتم تأمين البديل، مشيرا إلى أنه في أغلب الأحيان، يتم رفض هذا الطلب إذ إن الاستقالة تكون بعد حصول المعلم على وظيفة راتبها أفضل، في مكان آخر، وهنا يكون هذا الشخص غير مستعد للانتظار حتى لا تضيع عليه الوظيفة، وغيرها الكثير من الأسباب.

وذكر الخطيبي أن منطقة الفجيرة تحرص دائما على التواصل مع المستقيلين في حال الحاجة إلى معلمات بسبب خروج معلمة في إجازة وضع أو إجازة مرضية وغيرها، وكثير منهن يلبن طلبنا ويعدن لمزاولة مهمة التعليم، مشيرا إلى أن كل منطقة تعليمية لديها قوائم بالمعلمات الحوامل.

و يتم فيها تحديد أعدادهن والمواعيد المتوقع ولادتهن فيها، ويتم رفعها إلى إدارة الموارد البشرية في الوزارة لتأمين البدائل في الوقت المناسب، وهناك معلمات الاحتياط، على قائمة الانتظار للتعيين نأخذ منهن حسب الأنظمة واللوائح. ولكن القضية التي تصادفنا مثلا أن هناك نقصا في مدارس بإحدى المناطق النائية فترفض المعلمة الذهاب لها.

Email