طالب الثانوية.. كيف يختار تخصصه الجامعي ؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

بيان المدارس: طلبة الثانوية العامة يستعدون حاليا لخوض غمار الامتحان الذي يحدد مصير مستقبلهم، والهدف الذي يرسمه كل طالب هو الحصول على اعلى المعدلات للتأهل لدخول الجامعة. والطلبة في هذا الوقت ينشغلون في الدراسة والحفظ والفهم، والمراجعة للتأكد من ان المعلومات قد خزنت في العقل، وهم على أتم الاستعداد للاجابة عن كل سؤال متوقع أو غير متوقع. في هذه الاثناء تعيش الاسر حالة من القلق على مستقبل الابناء، واذا كانت الاسرة واثقة من مستوى الابناء العلمي، فإن الراحة النفسية تكون سائدة بين أفرادها. ويبقى القلق يدور حول ما بعد الثانوية العامة! والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يختار طالب الثانوية تخصصه الجامعي؟ وللاجابة عن هذا السؤال كانت اللقاءات التالية مع عدد من التربويين لتوضيح معايير الاختيار، ودور كل من الطالب، والمعلم، والاسرة في هذا الامر. مستوى الطالب أولا محمد عبدالله معلم الرياضيات في ثانوية العروبة بالشارقة قال: مستوى الطالب الدراسي والفكري يحدد الصورة المتوقعة لمستقلبه، ويبدأ الاختيار بعد انتهاء المرحلة الاعدادية، اما بالتوجه الى القسم الادبي او العلمي في المرحلة الثانوية، ثم يبدأ التفكير في اي نوع من الدراسة الجامعية يرغب بها الطالب، يلي ذلك التخصص الدقيق داخل الكلية، وقد يكون ذلك بإيعاز من الاهل، او بحكم تخصص معظم اسرة الطالب. كذلك للاصدقاء دور في توجه الطالب نحو تخصصه، كما ان بعض الاختصاصيين الاجتماعيين، وبعض المدرسين يقومون بتوجيه جمعي مباشر او غير مباشر، وتأتي بعد ذلك الحالة الاجتماعية للطالب فلها ايضا دور وهي تحدد مدة الدراسة ونوعيتها. اضافة الى ان سوق العمل لها دور في عملية الاختيار، كما ان اسلوب الامتحان، وطرق القبول في الجامعات عاملان مؤثران في عملية الاختيار، لان معدل النجاح او درجات الطالب ما زالت هي الفيصل في اختيار بعض الطلاب لدراسات محددة. واحيانا يدخل الطالب فرعا لا يرغب فيه، لأن مجموع الثانوية لا يؤهله دخول الفرع الذي كان يطمح الى دراسته. واكد محمد عبدالله على ان معلم الثانوية له دور اساسي في اكتشاف توجه الطالب نحو التخصص الجامعي، فمثلا: الطالب المتفوق في الرياضيات والفيزياء يحقق نجاحا في دراسات الهندسة بتخصصاتها والتي تتلاءم مع مادتي التفوق، كهندسة اتصالات، الميكانيكا، الحاسوب. واضاف اقترح على الجامعات اعداد استبيان للطلبة المتفوقين وكتابة توصيات من المعلمين حول مستوى الطالب، وتبين فيها المواد التي يمكن ان يتفوق فيها خلال دراسته الجامعية وكذلك متابعة الطالب بعد تخرجه من الجامعة. ويمكن حصر الطلبة الاوائل ومعرفة المعوقات التي واجهتهم خلال الدراسة الجامعية، ثم ان امكن متابعتهم في الحياة العملية بعد التخرج للحكم على مدى تفوقهم وابداعاتهم. والخلاصة ان المعلم هو المعني بالدرجة الاولى باكتشاف توجه الطالب الدراسي بعد الثانوية. المعلم والأسرة والمجتمع سيد عبدالمنعم السيد مدرس لغة عربية في ثانوية المنارة بدبي قال: توجد ثلاث جهات تؤثر في اختيار الطالب لدراسته الجامعية وهي المدرسة والاسرة والمجتمع ففي المدرسة فإن المعلمين من خلال تشجيعهم وثنائهم على الطالب خلال الدراسة وكذلك اكتشاف الموهبة خلال النشاط المدرسي، وصقلها لهما 70% من توجه الطالب للدراسة والتخصص الجامعي. اما الاسرة فنلاحظ انه من الشائع وجود المهنة بالوراثة اي ان المحامي يريد ان يدرس ابنه الحقوق، الطبيب يريد ان يدرس ابنه الطب وهكذا. ومن الملاحظ وجود استشارة او الاخذ برأي المعلم من قبل ولي الامر حول مستقبل الطالب وتوجهه. اما المجتمع او التوجه السائد يمثل مشكلة للطالب مما يسبب له زعزعة الرأي والتردد في اتخاذ القرار من حيث التيار السائد مثلا التوجه الى ادارة الاعمال، فقد انتشر هذا التخصص فجأة ونال رغبة الدارسين بكثرة لدرجة الاشباع. لكن وبعد اكتشاف الطالب الاقبال الكبير على هذا التخصص، يبدأ رحلة البحث عن مخرج يمثل التيار السائد ايضا، مثل علوم الكمبيوتر، او تكنولوجيا المعلومات. بينما اسرع وسيلة لاقناع الطالب في اختيار دراساته الجامعية هي البحث عن تخصص تحتاجه الدولة خلال السنوات الاربع المقبلة، والتوفيق بين تناسب الرغبة والمهنة او التخصص الذي تحتاجه سوق العمل. والخلاصة ان الموضوع يتعلق بالوعي اولا، ثم تحديد الهدف وأخيرا الثقة بالنفس. وسائل الاعلام وتوعية الدارسين محمود نور الدين مدرس مادة الجيولوجيا في ثانوية رأس الخيمة قال: لابد من ان تأخذ وسائل الاعلام دورها في شرح وتوعية الشباب بالتخصصات التي تحتاجها الدولة خلال السنوات المقبلة، كما لابد من معرفة ميول الطالب الحقيقية من خلال الاسرة، والانشطة المدرسية وتوطيد العلاقة بين الاسرة والمدرسة. وللمدرسة دور مهم، خاصة اذا رأت المدرسة ان الطالب له ميول في اتجاه معين، عليها بتوجيه معلمي هذه التخصصات لتنمية ذلك عند الطالب. كما يجب تفعيل هذا التوجيه خلال العطلات من خلال التدريب في الشركات او المصانع مما يزيد تفاعل الطالب مع هذا التخصص. وخلاصة الرأي انه يجب وضع خطة متكاملة تجمع بين توجه الدولة والشواغر المتوفرة للجيل الجديد. لقاءات وزيارات ميدانية محمود حسونة مدرس الجيولوجيا في ثانوية معاذ بن جبل في الشارقة قال: لابد من تآزر جهود عدة جهات لانجاح توجه الطالب الصحيح نحو الجامعة، هذه الجهات اساسا تعتمد على المدرسة اولا لانها البيئة الاولى للطالب، وذلك لتحسين نوعية المناهج وطرحها للقضايا التي تهم الطالب وربطها ببيئته الحياتية مباشرة. كذلك لابد من الاكثار من الزيارات المباشرة للأماكن والمراكز التي تمس حياة الطالب من اجل تنمية احساسه وتوجهاته نحو اختيار التخصص ومهنة المستقبل. واضاف انني اثني على أراء الزملاء حول اهمية التوعية العامة خصوصا لدى العائلة او الاسرة ولابد من عقد لقاءات تجمع المدرسين وأولياء الامور وادارات اماكن العمل من اجل توضيح اهمية وماهية مهنة المستقبل. خاصة وان كل التخصصات المتوفرة في مؤسسات التعليم العالي هي تخصصات يحتاجها المجتمع بشكل كامل لكن الاهمية تكمن في كيفية ادارة هذه التخصصات. وبالنسبة لمادة الجيولوجيا تحديدا، أرى انه من الضروري الاكثار من الرحلات العلمية والترفيهية على حد سواء الى المناطق والاماكن الكثيرة والغنية بتنوعها والتي ربما توجه الطالب الى اختيار التخصص المناسب. غياب التشجيع المادي الاختصاصي الاجتماعي زهير عبدالكريم في ثانوية مسافي قال: عملية الارشاد والتوجيه التي تتبعها الجامعات هي عبارة عن دعاية لكلياتها حيث يتم تعبئة الاستمارات لمؤسسات التعليم العالي للطلبة المواطنين في شهر نوفمبر، في حين ان نتيجة الالتحاق في الجامعة تظهر في اغسطس، حتى ان بعض الطلاب ينسون ما كتبوا في الاستمارة، واذا كان الطالب يرغب في التغيير فلا يتاح له ذلك، ووسائل الاعلام ـ خاصة التلفزيون ـ لها دور في التوعية وارشاد الطالب وولي امره، وأضاف: يجب ان يقترن التعليم العالي مع التعليم الفني في ظل عدم وجود الدافعية والتشجيع المادي في الجامعة. وأكد على انه خلال 13 سنة امضاها في مدرسة واحدة لم يجد سوى طالبين فقط اختارا التخصص الجامعي الذي يرغبان فيه! ضمان فرصة العمل كمال محمد حسن ابو حلوه مدرس مادة الاحياء ثانوية الامير في أم القيوين قال: عملية الاختيار تختلف من طالب الى آخر، والغالبية تختار على اساس سوق العمل، اي يختار الطالب الفرع الذي يضمن له فرصة عمل، واحيانا البعثات او الكليات التي تدفع رواتب شهرية تجذب الطلبة ايضا. كما توجد نوعية ثالثة من الطلبة تختار مهنة الوالد، كما ان مغريات الاعلانات لها تأثير في اختيار التخصص. وهناك فئة من الطلبة يتوقف اختيارها للدراسة على التكاليف المادية ومستوى العائلة المادي وبعض الطلاب لا يقرر اختيار التخصص الا بعد صدور نتائج الثانوية العامة لمعرفة المجموع والفرص المتاحة له وفق معدل النجاح ولابد من الوقوف على العوامل الاساسية للاختيار وهي القدرات العقلية للطالب، ومدى استيعابه لبعض التخصصات التي تختلف عن غيرها. ولابد من النظر الى رغبة الطالب في الدراسة الجامعية، ويفضل تنظيم زيارات ميدانية ليتعرف الطالب على طبيعة العمل في بعض المهن كي تجذبه للدراسة، وبالتالي العمل فيها او الابتعاد عنها. كما ان الدولة يجب ان تقوم سنويا بدراسة احتياجات سوق العمل وتوجيه الطلاب نحو الاختصاصات المطلوبة، حتى لا يلجأ البعض الى التخصصات غير المطلوبة، والدولة يجب ان تخطط لسد احتياجاتها من التخصصات المختلفة لسنوات مقبلة، وبذلك يتم توجيه الطلبة حسب رغباتهم وميولهم وقدراتهم الفعلية، وبالتالي مستوياتهم العلمية. امكانيات الطالب محسن علي الدجاني مساعد مدير ثانوية فلج المعلا قال: لقد حققت الدولة للطالب مجالات متعددة داخل وخارج الدولة لتكملة تعليمه بعد الثانوية العامة بقسميها العلمي والادبي. وقامت بالتخطيط لهذا الامر من خلال الطلبات التي يقوم الطالب بنفسه بتعبئتها واختيار المجال الذي يرغب بدراسته. اما مسئولية الاختيار فيتحكم فيها الطالب اولا ثم احتياجات الدولة، وأخيرا امكانيات الطالب. فالطالب تقع عليه مسئولية الاختيار وفق معايير معدله في الثانوية العامة، ورغبته في متابعة الدراسة، ومدى تأثره بالاسرة والاصدقاء. ولا شك ان عملية التوعية تأتي ضمن عوامل الاختيار من خلال الاعلام والتوعية في الصحف ووسائل الاعلام، او من خلال الاتصال المباشر. كما ان امكانيات الطالب تؤثر في عملية الاختيار اضافة الى ما توفره الاسرة من مصاريف تساعده على تحقيق هدفه. نادر مكانسي

Email