تأثر الامارات بزلازل ايران وخليج عمان محتمل
وجه صاحب السمو الشيخ صقر بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم رأس الخيمة بتوفير كافة مستلزمات الاهالي في مسافي والمناطق المتضررة من الهزات خلال اليومين الماضيين، وطالب سموه اللجنة التي شكلت لمتابعة آثار الهزات باعداد تقرير شامل حول الاوضاع في المنطقة ليطلع عليه لاحقا وتحديد الاجراءات التي سيتم اتخاذها لهذا الغرض. كما أصدر معالي مطر حميد الطاير وزير العمل والشئون الاجتماعية قرارا وزاريا رقم (138) لسنة 2002 بشأن تشكيل لجنة عليا للاغاثة وذلك بعد الاطلاع على القانون الاتحادي رقم (1) لسنة 1972 في شأن اختصاصات الوزارات وصلاحيات الوزراء وعلى قرار مجلس الوزراء رقم (9) لسنة 1982 بشأن مساعدات الاغاثة في حالات النكبات العامة والخاصة فقد تقرر تشكيل لجان ممثلة من وزارة العمل والشئون الاجتماعية ووزارة الداخلية (الدفاع المدني) وكذلك وزارة الاشغال العامة والاسكان بالاضافة الى وزارة الزراعة والثروة السمكية وذلك لحصر وتقييم الاضرار الناجمة عن الهزة الارضية الاخيرة التي تعرض لها الساحل الشرقي من الدولة وأدت الى حدوث بعض الاضرار المادية. كما تقوم هذه اللجان بوضع التقديرات المبدئية عن هذه الاضرار على ان ترفع تقاريرها الى وزارة العمل توضح فيها عدد المتضررين ومقدار الاضرار والتعويض المقترح وذلك لعرضها على اللجنة العليا للاغاثة للاعتماد بالصرف. ومن الجدير بالذكر ان وزارة العمل في انتظار اقرار مجلس الوزراء لمشروع القرار المقدم اليه بشأن مساعدات الاغاثة في حالات النكبات العامة والخاصة الذي يخول الوزارة بصرف مئتي ألف درهم للمتضرر دون الرجوع الى مجلس الوزراء. واعلن مركز رصد الزلازل التابع لجامعة السلطان قابوس أن تأثر مناطق دولة الامارات العربية المتحدة بالهزات الزلزالية التي تقع بجنوب ايران ومنطقة خليج عمان محتمل حدوثه بأي وقت. وقال المهندس سلام الهاشمي مهندس الاتصالات بالمركز حتى الان لا توجد وسائل للتنبؤ المستقبلي الدقيق بالنشاط الزلزالي المحتمل تأثر المنطقة به. واضاف في تصريحات صحافية لـ «البيان» عبر اتصال هاتفي مع المركز امس أن الوسائل الحالية لمحاولة استقراء النشاط الزلزالي تعد معلوماتية توثيقية استدلالية حيث يتم من خلال تحليل بيانات 20 سنة من النشاط الزلزالي للمنطقة الوصول الى بعض الاحتمالات عن امكانية حدوث نشاط او هزات خفيفة في فترات زمنية محددة مؤكدا أن هذه الوسائل ايضا ليست يقينية في التنبؤ بمواعيد النشاط او الهزات الزلزالية وذكر الهاشمي أن الفجيرة تأثرت بزلزال وقع في منطقة خليج عمان وسجلته محطات المركز في الساعة التاسعة وخمس دقائق صباح امس الاول الثلاثاء الموافق الثاني عشر من مارس الجاري وكانت قوته 3.2 ريختر وشعر به مواطنو ولاية مدحة العمانية ووصل الى امارة الفجيرة على هيئة هزات بسيطة متتابعة لقرب الفجيرة من مدحة. واوضح أنه لا صحة بأن منبع الهزات بالامارات محلي بل هذه الهزات الزلزالية نتيجة تأثر الامارات بالنشاط الزلزالي بمنطقتي جنوب ايران وخليج عمان مشيرا الى أن الفترة الزمنية لزلزال خليج عمان استمر 1.40 ثانية. وذكر أنه قام بامداد ادارة مطار الفجيرة وادارة الارصاد العسكرية بدولة الامارات بالمعلومات عن النشاط الزلزالي الاخير للهزة التي حدثت في بندر عباس وخليج عمان وتأثرت بها مناطق دولة الامارات القربية من مناطق النشاط الزلزالي. وطالب الهاشمي بضرورة دراسة استخدام الخرسانة المسلحة المقاومة للهزات الارضية والزلزال لحماية الابنية من التصدع والتحوط من اثار الزلزال وطمأن المواطنين بدولة الامارات أن الفجيرة تبعد مسافة 250 كم عن مركز النشاط الزلزالي بجنوب ايران. واوضح الهاشمي حقيقة علمية هامة وهي أن قوة الهزة أن تجاوزت 5 درجات بمقياس ريختر تعتبر في المجال المدمر وما دون 5 درجات تعد غير مدمرة. الى ذلك اكدت ادارة الارصاد الجوية بوزارة المواصلات انه حتى ظهر امس لم تسجل حدوث ظواهر جوية تعد علميا من توابع الزلزال مثل ارتفاع موج البحر حيث كانت حالة البحر هادئة بمنطقة الساحل الشرقي حتى كتابة هذا التقرير. وشهدت منطقة مسافي امس اربع هزات ارضية خفيفة جديدة خلال ساعات الصباح ومع استمرار موجة الهزات الارضية فإن حالة الرعب لا تزال تسيطر على الاهالي في تلك المناطق. ويقول الاهالي ان استمرار ظاهرة الزلازل تهدد بيوتنا المتصدعة لا محالة للسقوط على الارض ولذلك فنحن نسعى للابتعاد عنها خوفا من الموت دفنا. وفي غياب مرصد للزلازل يوفر المعلومات المطلوبة المساعدة للناس على اخذ الحيطة والحذر قبل لحظة الهزة الارضية فإن الاهالي في مسافي وغيرها من المناطق المتأثرة لجأوا للحيوانات بمختلف انواعها وجعلوا منها مرصدا متحركا تنذرهم بما يصدر عنها من اصوات وحركات بقرب وقوع الهزة الارضية. وقد ارسلت الى منطقة مسافي لجنة فنية لحصر اضرار المباني والمرافق. وقال مبارك علي الشامسي مدير عام بلدية رأس الخيمة ان التقارير التي تنجزها اللجنة الفنية سيتم رفعها الى وزارة الاشغال العامة والاسكان للبت في امرها. وكانت اللجنة التي تضم مهندسين من البلدية قد زارت امس العديد من البيوت في مسافي ورصدت الاضرار الناجمة عن الهزة الارضية. ووصف علي خميس المحرزي المشرف على الجنة احوال المواطنين بأنها تدعو للأسف وموضحا ان الغالبية العظمى من السكان يفترشون الارض وينامون في العراء تحسبا لانهيار مساكنهم فيما لو داهمتهم هزة قوية كانت ضربت المنطقة قبل يومين. ودعا المحرزي المسئولين والجمعيات الانسانية لتقديم الخيام للأسر التي تضررت مساكنهم. كما نبه الى ضرورة توفير سيارات اسعاف. وقال في هذا الصدد لا يمكن مواجهة الاحوال الطارئة والمنطقة بأسرها لا يوجد فيها اسعاف واحد. وحول جهود اللجنة لحصر الاضرار اوضح المحرزي ان المهمة ستكون شاقة في وجود الكم الهائل من البيوت المتأثرة. وقال خلال يوم امس جرى حصر 50 مسكنا متضررا جراء الهزة الارضية كما تأثرت سبعة مساجد. وأضاف ان اللجنة ستستمر في مساعيها خلال الايام المقبلة لرصد مباني المواطنين المتضررة. ومن جانبها تقول دائرة الاشغال والخدمات العامة انها ارسلت كتناكر لتقوم بتزويد السكان بمياه الشرب وتشتكي المنطقة التعليمية برأس الخيمة من بعض المدارس بمسافي التي شهدت حالات غياب كثيرة في اوساط الطلاب خلال يوم امس. ويقول المسئولون ان الدراسة ربما تعود الى حالتها الطبيعية الاسبوع المقبل.
