زكي نسيبة يستعرض مسيرة زايد في «الرياض للكتاب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال معالي زكي أنور نسيبة وزير دولة، إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة «طيب الله ثراه»، يعد نموذجاً للقائد التاريخي صاحب الكاريزما ونموذجاً فريداً في القيادة نادراً ما يجود به الزمان في حياة الأمم، مؤكداً أنه قائد استثنائي حقق معجزة الاتحاد، في وقت راهن الكثيرون على فشل مساعيه، حيث جاء اتحاد الإمارات في ظروف عصيبة كانت تمر بها المنطقة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، مضيفاً أن زايد كان رجلاً سابقاً لعصره بما وهبه الله من حكمة وذكاء فطري وسمات القائد الفذ.

جاء ذلك في محاضرة بعنوان «عام زايد الخير 2018» ألقاها معاليه مساء أمس الأول في معرض الرياض الدولي للكتاب 2018 وشهدت حضوراً كثيفاً من المثقفين السعوديين وزوار معرض الرياض للكتاب.

مدرسة رائدة

واستعرض معاليه خلالها مسيرة الشيخ زايد القائد والمؤسس والإنسان، مشيرا إلى أن احتفال الإمارات بعام 2018 عام زايد الخير يأتي ليس فقط للتذكير بمناقبه، وإنما لنستلهم العبر للأجيال الصاعدة من مسيرة رجل أسس مدرسة رائدة في الحكم تعيشها الإمارات حتى وقتنا الحالي، مؤكدا أن ذكرى زايد تعيش في قلوب ملايين البشر.

وقال نسيبة إن الدولة تحتفل بمئوية زايد لأسباب عديدة سردها في قالب تسلسلي سلط الضوء خلالها على مراحل قيام الاتحاد ورؤية زايد ودأبه لسنوات طوال لتحقيق هذا الحلم، مضيفا أنه من الصعب أن نعدد مناقب زايد وإنما نحاول في هذه المحاضرة أن نستعرض بعض الدلالات والشواهد التاريخية في مسيرة هذا القائد العظيم.

وبين أن المؤرخين أجمعوا على أن زايد تمتع بفلسفة إنسانية فكان الإنسان دائماً محور اهتمامه وعنايته بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه أو عرقه، وأن هذا النهج جاء متسقاً مع تعاليم ديننا السمح فعمل زايد منذ دخوله مضمار السياسة والحكم على ضمان حرية وكرامة الإنسان وتأمين احتياجاته وتسخير الثروة لتحقيق متطلبات عيشه الكريم.

معجزة الاتحاد

وتحدث نسيبة عن معجزة الاتحاد ورهانات الفشل، موضحاً أن اتحاد الإمارات جاء في ظروف عصيبة كانت تمر بها المنطقة، وأن ظهور النفط في الدولة في بدايتها لم يكن معيارا للجزم بنجاح الدولة، فكم رأينا من نماذج كان النفط فيها نقمة أتت عليها بالويلات، مؤكدا أن سر نجاح الإمارات يكمن في قيادة حكيمة استطاعت أن تجتاز الأزمات الوجودية التي هددت هذا الكيان بحكمة وإرادة، حيث واجهت دولة الاتحاد الوليدة تحديات جمة وكانت تفتقر لأدنى حد من البنى التحتية السياسية والاقتصادية والاجتماعية آنذاك.

وتناول وزير الدولة بعضاً من سيرة زايد في الطفولة.. وقال إنه درس القرآن والسيرة النبوية الشريفة كما درس تاريخ القبائل والعرب وعشق الشعر النبطي وحفظ الكثير منه والشعر الجاهلي والكلاسيكي، وكان حافظا للكثير من أشعار المتنبي وأبو العتاهية، منوهاً بتأثر الشيخ زايد بوالدته الشيخة سلامة بنت بطي، حيث تشرب منها الكثير من الحكمة والبصيرة.. مشيرا إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر في أحد لقاءاتها مع الشيخ زايد سألته عن والدته، فرد قائلاً «إنها تضاهي أكثر الرجال حكمة وقوة».

وأكد نسيبة أن زايد مثل نموذجاً للقائد التاريخي صاحب الكاريزما وهو نموذج فريد في القيادة نادراً ما يجود به الزمان في حياة الأمم، مشيرا أن هذا النموذج من القيادات يولد من رحم الأزمات، ويستطيع بحكمته وذكائه وصدقه أن يستقطب شعبه للالتفاف حول هدف واحد وهو ما نجح فيه زايد باقتدار. ونوه إلى حسه الوطني والعروبي، وأن السلام كان مطلبا أساسيا في أعمدة سياساته، وترجم تلك المبادئ في العديد من المواقف التاريخية ومنها موقفه من حرب أكتوبر 73 بين مصر والاحتلال الإسرائيلي وحرب تحرير الكويت والحرب الإيرانية العراقية.

وعن زايد والغرب قال الدكتور زكي نسيبة إن الشيخ زايد -رحمه الله- تردد اسمه في الوثائق البريطانية منذ ثلاثينيات القرن الماضي كأحد الشخصيات القيادية الشابة في منطقة الخليج. وذكر أن زايد كان حريصا في بدايته على اكتشاف ملامح التطور في العالم فزار لندن وباريس وأميركا ومصر.

Email