تستهدف الفئات والقطاعات كافة لتسريع عجلة الإنجازات في الترخيص والتنظيم

هيئة تنمية المجتمع بدبي تطرح مشاريع تطوعية متكاملة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف أحمد عبد الكريم جلفار، مدير عام هيئة تنمية المجتمع بدبي، لـ«البيان»، أن الهيئة بصدد طرح مشاريع متكاملة، لتسريع عجلة الإنجازات في مجال ترخيص وتنظيم العمل التطوعي في إمارة دبي، وفق مسارات متوازية، تستقطب أفضل الممارسات، وتعزز العمل مع الشركاء، وتفعل دور المنصة الذكية لهيئة تنمية المجتمع في التعريف بفرص التطوع، وترخيص المتطوعين، ومتابعة الفعاليات التطوعية وفرق العمل.

وأوضح جلفار أن توجه القيادة لجعل التطوع أحد محاور عام الخير، أوجد دعماً مهماً للتوعية بثقافة التطوع، وهو ما يجب استثماره بالشكل الأمثل، والعمل على غرس ثقافة التطوع في الأفراد بشكل مبكر.

تطور

وقال جلفار: «من أهم مفاتيح تطور العمل التطوعي بشكل ناجح وفعّال في المجتمعات، هو إيجاد تكامل وتنظيم بين العمل التطوعي من جهة، وممارسات المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية من جهة أخرى، إضافة إلى ضرورة ضبط القيمة المضافة من العمل التطوعي ومدى مساهمتها في التنمية الوطنية. ويتطلب ذلك وجود إطار عمل واضح وآليات مناسبة لتحفيز التطوع وتنظيمه وتطويره بشكل صحيح يؤسس لزيادة حجم مساهمته في المجتمع بشكل مستدام».

واستناداً إلى الأولوية القصوى التي توليها هيئة تنمية المجتمع في استراتيجياتها 2017-2021 للعمل التطوعي، وهو ما ينسجم بشكل كامل مع محاور عام الخير، أشار جلفار إلى أن مبادرة «خير التطوع»- إحدى مبادرات الهيئة لعام الخير- ستشمل سبعة مشاريع رئيسة خلال العام الجاري تغطي كل جوانب دعم وتنظيم العمل التطوعي.

وستشرف هناء بكار الحارثي، مديرة إدارة التلاحم الاجتماعي بهيئة تنمية المجتمع على إعداد وتنفيذ مشاريع مبادرة «خير التطوع»، بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات التعليمية والأهلية.

جهود

وأوضحت بكار أن تنظيم وتصريح العمل التطوعي هو أحد الأسس، التي قامت عليها هيئة تنمية المجتمع، وحجر الزاوية لأي جهود تسعى لرفع نسبة المتطوعين في المجتمع لافتة إلى أن الهيئة ستأخذ منحنى أوسع، خلال العام الجاري في هذا المجال كونها المرجعية الموثوقة والملهمة للعمل التطوعي.

وبينت بكار أن المنصة الذكية (تطبيق دبي للتطوع) التي أسستها الهيئة في العام 2015، وتم الإعلان عنها عام 2016 أسهمت بشكل كبير، خلال فترة قصيرة منذ إطلاقها بتحقيق نتائج ملموسة من حيث استقطاب المتطوعين وتسجيل الشركات وعرض الفرص التطوعية وتنظيم وتسجيل المتطوعين وتوفير تقارير للأفراد والشركات حول تفاصيل مشاركاتهم، من حيث عدد الساعات التطوعية والوفر المالي والخبرات والتدريبات.

وقالت بكار: «ارتفع العدد الإجمالي للشركات المسجلة لدينا في هيئة تنمية المجتمع من 57 في عام 2015 إلى 156 في 2016، وهو ما يشكل ثلاثة أضعاف ويؤكد فعالية وضرورة إيجاد منصة ذكية موحدة للعمل التطوعي. وتضم قائمة الشركات المسجلة في تطبيق دبي للتطوع، عدداً من أهم وأبرز الجهات في الدولة مثل«إكسبو»، ووزارة تنمية المجتمع، ووزارة شؤون مجلس الوزراء، ومجلس دبي الرياضي وغيرهم الكثير».

ورش عمل

وأضافت: «استناداً إلى خبرة الهيئة باحتياجات تطوير العمل التطوعي، سنخصص أحد مشاريع مبادرة «خير التطوع»، لنقل الخبرات، حيث سيتم استضافة سلسلة من ورش عمل المقارنات المعيارية مع جهات اتحادية وحكومية للتعريف بمنهجية عمل الهيئة في مجال التعامل مع المتطوعين، والمؤشرات الاستراتيجية للعمل التطوعي، ومتطلبات سياسة العمل التطوعي. وقد بدأنا بالفعل باستضافة وفد من إدارة خدمات المجتمع ببلدية مدينة أبوظبي، بهدف توحيد الأساليب على جميع المستويات، ما يجعل العمل التطوعي أكثر سلاسة وأكبر فائدة للفرد والمجتمع».

وتابعت بكار: «وضعنا لأنفسنا أهدافاً كبيرة في مجال رفع معدلات التطوع خلال السنوات الخمس المقبلة، ونطمح إلى تحقيق معدلات تطوع تنافس أفضل دول العالم في هذا المجال مثل بريطانيا وكندا، وفي سبيل ذلك سنعمل من خلال «خير التطوع»، على استقطاب الخبرات الإقليمية والعالمية والاستفادة من أفضل الممارسات في هذا المجال عبر تنظيم مؤتمر يبحث المعوقات وبطرح التوصيات الفعّالة في مجال تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التطوع وتوسيع استفادة الجهات من العمل التطوعي». وأوضحت بكار أن المؤتمر سيكون خلال العام الجاري، وبمشاركة واسعة على المستوى المحلي والإقليمي.

تحفيز

وبينت بكار أن الاحتفاء بالمتطوعين يشكل إحدى أهم أدوات تحفيز العمل التطوعي على مستوى العالم، مشيرة إلى أن العمل على جائزة تقديرية لخدمة المجتمع ستسهم بشكل كبير في تشجيع العمل التطوعي وخلق تنافسية أكبر بين كل المتطوعين لا سيما فئة الشباب.

وأضافت: «ستشكل جوائز التطوع خطوة فارقة بالنسبة للمتطوعين والجهات الداعمة للتطوع، حيث ستحتفي بعطائهم وتلفت أنظار كل فئات المجتمع إلى أهمية ما يقدمونه للمجتمع. وسنعلن قريباً عن تفاصيل الجائزة والتي هي أحد مشاريع «خير التطوع»، وسيتواكب حفل توزيع الجوائز مع اليوم العالمي للتطوع».

أسس علمية وقانونية

من جهة أخرى، أوضحت بكار أن هيئة تنمية المجتمع تعتبر ترسيخ أسس علمية وقانونية واضحة للعمل التطوعي ضرورة حتمية لتنمية معدلات التطوع، وهو ما يتطلب وجود سياسات تنظيمية، ومعايير واضحة تأخذ بعين الاعتبار مجالات التطوع استناداً لاحتياجات المجتمع، ومساهمة الشركات والفرق في التطوع التخصصي واعتبار الخدمة المجتمعية جزءاً من المنظومة التعليمية، ولا تغفل بطبيعة الحال أهمية الوفر المالي للعمل التطوعي على ميزانية الحكومة والشركات. وبينت أن الهيئة ستعمل بشكل حثيث، بالتعاون مع كل الشركاء، على تطوير معايير العمل التطوعي خلال عام الخير، وهو ما سيشكل دعماً مهماً لكل مبادرات العمل التطوعي سواء على مستوى الجهات أو الأفراد.

رافد مهم

وقالت بكار: «تشكل الفرق التطوعية رافداً مهماً للتنمية المجتمعية المستدامة، وسنعمل من خلال «خير التطوع»، على تطوير آلية متكاملة لتسجيل الفرق التطوعية وتسهيل حصولها على كل الموافقات والتصاريح الإدارية للتعريف بنفسها، من خلال منصة هيئة تنمية المجتمع وبالتالي المساهمة في تقديم الخدمات التطوعية. كما سنتعاون مع الشركات الخاصة والجهات الحكومية، لتشجيع تأسيس فرق تطوع تخصصي من ذوي الخبرة والكفاءة في مجلات مهنية تخدم المجتمع. وستشكل هذه الفرق منطلقاً لاستقطاب المتطوعين المتخصصين، وهو ما يمهد لإيجاد موارد بشرية مستدامة للخدمات المجتمعية ويضمن مشاركة كل فئات المجتمع في خدمته وتنميته».

منصة ذكية

يعتبر تطبيق دبي للتطوع، التابع للهيئة، منصة ذكية مهمة لتنظيم وتصريح العمل التطوعي في إمارة دبي، حيث يوفر سهولة في التعرف على الفرص التطوعية، التي تعرضها الجهات، بما يتيح للمتطوعين المسجلين في التطبيق التقدم، للمشاركة وتنظيم ساعاتهم التطوعية. وستطلق الهيئة المرحلة الثانية من التطبيق، خلال العام الجاري بميزات وخدمات أكبر.

«حاضنات التطوع».. تدريب وإرشاد

أكدت هناء بكار أن «خير التطوع»، ستتضمن مشروعاً لـ«حاضنات التطوع»، يتيح تدريب وإرشاد الشباب المواطنين الراغبين في تكوين فرق تطوعية، والعمل معهم يداً بيد لتشكيل فرق تطوعية هادفة تخدم فئات مجتمعية واضحة وذات طابع اجتماعي.

وأكدت بكار أن التعاون مع الشركاء من الجهات الحكومية والخاصة والأهلية، هو المفتاح الرئيس لنجاح مشاريع تطوير العمل التطوعي في الإمارة، مشيرة إلى أنه خلال العام الماضي 2016، استقطب برنامج دبي للتطوع متطوعين من حملة الشهادات العليا وممن يشغلون مواقع وظيفية مهمة مثل (الأطباء، والمهندسين المدنيين، وتقنيي المعلوماتية)، ونسعى لتوسيع مشاركة الشركات والفرق التطوعية لتقديم خدمات تخصصية كونه جزءاً من التزمها نحو المجتمع، حيث عقدت الهيئة شراكات مع ما يقارب 250 جهة حكومية وخاصة من فرق متخصصة في الحالات الاجتماعية وفرق رياضية وغيرها.

ترسيخ

وأضافت أن ترسيخ مفهوم التطوع في المجتمع يتطلب العمل مع كل فئاته وشرائحه، ومن أهم هذه الشرائح، الطلاب في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي، حيث يسهم غرس مفهوم التطوع لديهم في إنشاء جيل ملتزم بخدمة مجتمعه واعٍ بأهمية دوره في التنمية والتطور. ويتطلب ذلك وجود نظام متكامل ومستدام للتطوع وخدمة المجتمع يرتبط بمراحل التعليم الجامعي وما قبل الجامعي، وهو ما سنعمل بالتعاون مع الجهات والشركاء للوصول إليه تحت مظلة عام الخير.

وبينت أن هيئة تنمية المجتمع ستسعى بالتنسيق مع كل الجهات المعنية لإعداد مقترح قانون لتنظيم تطوع الأفراد والمجموعات، لافتة إلى أن وجود مثل هذا القانون سيسهم بتحقيق قفزة نوعية في معدلات التطوع على مستوى الإمارة.

62468

وبلغ عدد الساعات التطوعية الإجمالي، التي قدمها المشاركون في برنامج دبي للتطوع التابع لهيئة تنمية المجتمع منذ إطلاقه، نحو 62468 ساعة تطوعية.

وسجلت الهيئة ارتفاعاً كبيراً في الأنشطة التطوعية خلال العام 2016، مقارنة بالسنوات السابقة لا سيما العام 2015، الأمر الذي أسهم بتحقيق وفر مالي قدر بنحو 5 ملايين درهم.

ويبلغ عدد المتطوعين المسجلين لدى هيئة تنمية المجتمع نحو 6124 متطوعاً ومتطوعة، يشكل الإماراتيون نسبة 41% منهم، إضافة لمتطوعين من 118 جنسية مختلفة.

Email