تنمية روح المبادرة لدى الشباب ضرورة عصرية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أكاديميون أن العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمز من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري.

كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلباً من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات. وقال الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، إن التطوع صفة يجب أن نغرسها في نفوس أبناء الدولة من خلال قنوات التعليم العام والعالي، إلا أن مؤسسات التعليم العالي تعتبر معنية بالدرجة الأولى لغرس هذه القيمة ذات النفع العام للمجتمع ككل، فضلاً عن أهميتها في تنمية حس المسؤولية المجتمعية.

ركائز

وأشار إلى أن جامعة حمدان الذكية وضعت نصب عينيها غرس روح التطوع في نفوس طلبتها ومن أجل ذلك استحدثت نظرية الألعاب في تقييم الدارسين، وهي مبادرة نوعية وسباقة في تحويل التعلم إلى رحلة ممتعة، استناداً إلى 3 ركائز أساسية تتمثل في «المتعة» و«التحدي» والتفرد، وتعتمد المبادرة، المقرر تطبيقها في الحرم الجامعي الذكي بدءاً من الفصل الدراسي الثاني في خلال العام الجاري 2017، إلى تطوير أساليب التقييم الاعتيادية وفق منهجية قائمة على مبدأ النقاط من خلال محاكاة أساليب التعليم بالألعاب الشيقة التي تحفز الدارسين على إحراز النقاط التي تضاف إلى المعدل الدراسي، فضلاً عن بعض الحوافز المادية. وأضاف الدكتور العور أن نظرية الألعاب تستهدف إشراك وتحفيز الدارس على إضافة نقاط إلى الرصيد الدراسي من خلال مختلف النشاطات، مثل زيارة المكتبة للقراءة والأعمال التطوعية وغيرها، ليتأهل بالتالي للحصول على امتيازات وشارات ومكافآت ودخول قوائم المتصدرين، وهذا الأمر يشجع على التعاون الاجتماعي بين الطلبة وينمي حس المسؤولية لديهم.

وذكر أن ابنه سعيد عندما كان في مدرسة راشد للتعليم الثانوي اصطحبتهم المدرسة إلى مدرسة راشد للمعاقين، خلال نشاط مدرسي يستهدف الخدمة المجتمعية، وبهذه الطريقة تم غرس العمل المجتمعي والتطوعي في نفوس الأبناء، مشيراً إلى أن ابنه بعد أن كبر وأصبح موظفاً وأباً لم يتخل منذ ذلك الحين عن العمل التطوعي بل نقله لأبنائه أيضاً، وبين أن التطوع لا يكون فقط في العــــمل المجتمعي وإنما أيضاً في العبادة.

مهارة

ومن ناحيته أشار الدكتور محمد أحمد عبدالرحمن مدير كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي إلى أن التطوع هو مجهود قائم على المهارة بغرض أداء الواجب الاجتماعي والوطني من دون مقابل وقد شجع عليه رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان دائماً هو المبادر للعمل التطوعي ظهر ذلك جلياً في بناء المسجد النبوي.

وأشار الدكتور يوسف العساف رئيس جامعة روشستر للتكنولوجيا في دبي، إلى أن تعزيز ثقافة التطوع لا بد من أن يبدأ في مرحلة التعليم المدرسي، من خلال تضمين المناهج الدراسية لمفاهيم العمل التطوعي، والتشجيع المدرسي على الأعمال التطوعية وخصوصاً في العطل الصيفية وتنظيم زيارات جماعية للطلاب للمؤسسات والجمعيات التطوعية وإطلاعهم على النشاطات التي تقوم بها وتشجيعهم على الانخراط فيها، وأن تقوم المدارس بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني بتنسيق برامج تطوعية تهدف إلى تنمية روح الانتماء لدى الطلاب.

Email