اللاجئون السوريون في المخيمات العشوائية.. معاناة على اختلاف الفصول

ت + ت - الحجم الطبيعي

من محافظة حماة إلى محافظة المفرق التي تقع في الشمال الشرقي من الأردن، وجدت عائلة أحمد الديري نفسها بين ليلة وضحاها، ورغم مرور ما يقارب التسع سنوات على استقرارهم إلا أنهم مازالوا يتذكرون أيام حماة الجميلة وكيف كانت لمة العائلة وأعمالهم الخاصة في زراعة الزيتون والفستق الحلبي وتربية المواشي. 

عائلة الديري لم تتوجه إلى مخيمات اللاجئين السوريين الرسمية مثل الزعتري والأزرق وغيرها، وإنما فضلت الذهاب لاستئجار منزل في إحدى القرى في المفرق. وبعد فترة شهرين ازدادت أوضاعهم سوءًا فلجأوا إلى خيار المخيمات العشوائية.

يقول أحمد الديري «أبو قاسم»:«عندما وجدنا انفسنا خارج سوريا كل همنا كان كيفية العناية بأسرنا، وكيف سنحول هذه المعاناة إلى استقرار نسبي نستطيع من خلاله متابعة حياتنا وعدم الاندثار، استأجرنا أنا وأقربائي أرضاً في المفرق حتى يقطن بها 22 عائلة، وفي البداية وضعنا الخيم حتى أجمعنا على أهمية بناء بركسات خاصة بنا، مقابل مبلغ محدد لصاحب الأرض، وبقي في الأرض عدد من الأسر التي ما زالت تسكن داخل الخيم». 

وأضاف:«السكن داخل المخيمات العشوائية ليس بالأمر السهل لكن مع ذلك كنا نستطيع التحرك والبحث عن العمل بشكل أسهل، معظمنا يعمل في الزراعة والمهن الحرفية التي ترتبط بالعمارة كالدهان والتبليط وغيرها، هنالك مشكلات عديدة نواجهها وحياتنا لا يمكن مقارنتها نهائياً بما كانت عليه بالسابق». 

ظروف قاهرة 

وبين أبو قاسم الذي يسكن هذا المخيم منذ خمس سنوات هو وعائلته أن ساكني المخيمات العشوائية يواجهون ظروفاً قاهرة لا يمكن تحملها، ففي فصل الصيف نعاني من ارتفاع الحرارة والغبار الذي يؤثر على مرضى الربو، وفي الشتاء نعاني من البرودة الشديدة والرياح السريعة التي قد تقتلع الخيام، إضافة إلى مياه الأمطار، فشهدنا كثيراً انهدام الخيم على أصحابها ولجوئهم لأقاربهم إلى حين إيجاد حلول، فضلاً عن مشكلات متعلقة بعدم وجود مياه والمياه تصل لنا عبر التنكات وهذا مكلف جدا. 

وواصل ابوقاسم في شرح المشكلات قائلاً:«لا يوجد حولنا أسواق قريبة أو مراكز صحية أو مدارس، فإذا أراد الأهل تسجيل ابنهم في المدرسة فعليهم أن يدفعوا شهرياً 20 ديناراً أردنياً مقابل إيصاله للمدرسة عبر باص مستأجر، وعندما يكون لدى الأسرة 4 أطفال، فتوفير مبلغ 80 ديناراً شهرياً يشكل صعوبة، وبالتالي يتم إخراج جزء من الأطفال للعمل في المزارع والجزء الآخر يكملون التعليم وهكذا».

وختم ابوقاسم حديثه قائلاً:«نتطلع إلى العودة إلى سوريا ولكن عندما تكون الظروف مواتية ومناسبة لنا، فجميعنا خرج لأسباب محددة وعندما يتحسن الوضع سنعود فهنالك عائلات لنا ونشتاق للوطن ليل نهار، نحن كغيرنا ممن يقطنون المخيمات العشوائية استطعنا أن نعيش بأقل الإمكانيات وأن نتحدى الصعوبات بالتضامن والتآزر».

Email