انطلق أمس قطار الانتخابات لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي، حيث يتوجه نحو 360 مليون ناخب أوروبي إلى مراكز الاقتراع في الدول الـ 27 لـ الاتحاد الأوروبي من أجل انتخاب النواب، وسط مخاوف من صعود اليمين المتطرف.

موعد الانتخابات يختلف بين دول الاتحاد، حيث بدأ أمس في هولندا ثم يقام اليوم الجمعة في إيرلندا والسبت في كل من لاتفيا ومالطا وسلوفاكيا، في حين يصوت الناخبون في إيطاليا والتشيك على مدى يومي السابع والثامن من يونيو.

وتكتسب الانتخابات العاشرة في تاريخ البرلمان الأوروبي حالة خاصة هذا العام، وصفها مراقبون بأنها الأهم على مدار 45 عاماً، حيث تتميز بمنافسة شرسة بين الأحزاب الأوروبية بجميع أطيافها، اليمين واليسار والوسط، والتي قد تكون مصيرية للعديد منهم سواء كان على المستوى الوطني أو الأوروبي، في ظل صعود تيار اليمين المتطرف في معظم دول الاتحاد والرافض للهجرة. ويحاول ممثلو هذا التيار حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد البالغ عددها 720 مقعداً في البرلمان، لتكون لهم الكلمة العليا في تحديد أطر سياسات الاتحاد للسنوات الخمس القادمة.

وانطلقت في هولندا، أمس، حيث بدأ الناخبون الإدلاء بأصواتهم عند الساعة السابعة والنصف صباحاً، هذه الانتخابات الماراثونية التي تنتهي الأحد، وهو اليوم الذي سيكون أبرز المصوّتين فيه مواطني ألمانيا وفرنسا؛ أكبر قوتين اقتصاديتين في الكتلة. ويتقدم حزب «من أجل الحرية (PVV)» بزعامة اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، الفائز في انتخابات نوفمبر في استطلاعات الرأي في هولندا لو أنه تخلى عن تعهّده بتنظيم استفتاء ملزم بشأن خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي، فإن برنامجه يبقى مشككاً بشدة في جدوى المؤسسات الأوروبية.

في فرنسا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا والنمسا وهنغاريا، يحتل اليمينيون المركز الأول لدى الناخبين. وفي ألمانيا وبولندا والسويد يمكن أن يحتل اليمين المركز الثاني أو الثالث على الأقل.

إلى ذلك، شاركت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، التي تنتمي إلى كتلة المسيحيين الديمقراطيين، بنشاط في الحملات الانتخابية في جميع الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الأخيرة تحت شعار «استخدم صوتك». وحاولت خلال حواراتها في القاعات العامة والمدارس والجامعات، أن تشجع بالدرجة الأولى الناخبين الشباب على الإدلاء بأصواتهم في انتخابات البرلمان الأوروبي التي تجرى في الفترة ما بين 6 و9 يونيو الجاري.

وقالت ميتسولا أمام تجمع للشباب في الدنمارك: «الصورة التي ترونها في مخيلتكم للبرلمان الأوروبي، هي هذه المقاعد الزرقاء التي يتجاوز عددها 700 معقد. هذه المقاعد سيتم ملؤها سواء شاركتم في الانتخابات أو لا. لكن الآن لديكم الخيار، تستطيعون التأثير، يمكنكم أن تسهموا في تحديد من سيشغل هذه المقاعد أو لا يشغلها».

وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أن نسبة المشاركة هذا العام ستكون حوالي 60 بالمئة حسب استطلاع أجري في الربيع الفائت. إذن يمكن أن تكون نسبة المشاركة في هذه الانتخابات أعلى من السابقة. وتشير مختلف التيارات السياسية إلى أن هذه الانتخابات مهمة وبأنها «مصيرية» و«اختيار للاتجاه».

ففي فرنسا، يخوض سباق الانتخابات عدة أحزاب رئيسية منها «التجمع الوطني» يمين متطرف والذي يتصدر استطلاعات الرأي المتعلقة بنوايا التصويت، وحزب «النهضة» الحاكم وسط، وأحزاب التحالف الرئاسي، وحزب «الجمهوريون» يمين، والحزب الاشتراكي (يسار)، وحزب «الخضر»، و«فرنسا الأبية» يساري راديكالي.

في الكثير من دول الاتحاد الأوروبي ومنها ألمانيا، سيطرت قضية الأمن والدفاع على الحملات الانتخابية في ضوء حرب روسيا ضد أوكرانيا. وحسب استطلاعات الرأي فإن السياسة الاقتصادية والاجتماعية هي الأكثر تأثيراً وحسماً لقرار تصويت الناخبين، في جميع دول الاتحاد. في حين أن قضية الهجرة لم تلعب دوراً حاسماً في أي من دول التكتل السبع والعشرين.