دونالد ترامب يهدد أوروبا بـ "بوتين".. ومخاوف على ضفتي الأطلسي من "القادم"

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مخاوف على ضفتي الأطلسي من أساليبه في العمل الرئاسي حال فوزه في الانتخابات نوفمبر المقبل، وكان آخرها تهديده أوروبا بكل صراحة بـ"عصا بوتين" وتشجيعه على غزو أوروبا لو تطلب الأمر في سبيل أن تدفع بقية دول حلف الناتو مخصصاتها الدفاعية كاملة.

ويخاطر ترامب - في حال أقدم على ذلك - باضطراب التحالف الأطلسي وربما انهياره، وبالتالي انهيار أوكرانيا في الحرب أمام روسيا.

وفي كلمة ألقاها في تجمّع انتخابي السبت في ولاية كارولاينا الجنوبية، أشار ترامب إلى حديث أجراه مع رئيس دولة أخرى (أوروبية) في أحد اجتماعات الناتو.

وقال "وقف أحد رؤساء دولة كبيرة وقال: حسنًا يا سيدي، إذا لم ندفع وتعرضنا لغزو من روسيا، هل ستحموننا؟. فقلتُ: لم تدفع إذًا أنت متأخر في السداد. لا، لن أحميك، بل سأشجعهم (الروس) على القيام بما يريدون. عليك أن تدفع. عليك أن تسدد فواتيرك".

ووصف البيت الأبيض تصريحات ترامب بأنها "مروعة وفاقدة للصواب".

وعندما طُلب من المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس التعليق على تصريحات ترامب قال إن "تشجيع الأنظمة القاتلة لغزو أقرب حلفائنا أمر مروع وفاقد للصواب ويعرض الأمن القومي الأمريكي والاستقرار العالمي واقتصادنا في الداخل للخطر".

ويدرس مجلس الشيوخ حاليًا حزمة مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار دولار تفصل المساعدات عن قضية الحدود بالكامل. وتضمّ هذه الحزمة التي ستتم مناقشتها الأسبوع المقبل تمويل حرب إسرائيل في غزة ومساعدات لتايوان حليفة واشنطن، فيما ستساعد الحصة الكبرى أوكرانيا على تعويض إمدادات الذخيرة المستنفدة والأسلحة وغيرها من الحاجات الحيوية مع دخول الحرب بين روسيا وأوكرانيا عامها الثالث.

ويثير احتمال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية، مخاوف الأوروبيين من مواجهة ضغط مزدوج لا يحتمل من موسكو وواشنطن.

والأسبوع الماضي، قام المستشار الألماني أولاف شولتس خلال زيارته لواشنطن بمساعدة الرئيس بايدن المحاصر داخلياً. فقبل أيام فقط قررت دول الاتحاد الأوروبي دعم أوكرانيا حتى عام 2027 بمبلغ إجمالي قدره 50 مليار يورو. وكان شولتس قد دافع عن هذا الدعم، وحتى فيما يتعلق بالوضع السياسي الداخلي في واشنطن، قال: "إنها أيضا رسالة جيدة للولايات المتحدة".

وأراد شولتس استخدام "هديته" البالغة 50 مليار يورو لأوكرانيا  للمساعدة في كسر الحصار عن بايدن في واشنطن، وفق تحليل لشبكة "دي دبليو" الألمانية.

وكان الإنفاق العسكري الأمريكي يفوق دائما ميزانيات الحلفاء الآخرين منذ تأسيس حلف شمال الأطلسي في عام 1949. ولكن الفجوة اتسعت كثيرا عندما عززت الولايات المتحدة إنفاقها بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وبموجب المبادئ التوجيهية للحلف، يتعين على كل دولة أن تنفق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، ولكن أغلب البلدان لم تحقق هذا الهدف.

ووفقًا لتقرير صادر عن الموقع الرسمي لحلف الناتو في يناير الماضي، لتقديرات النفقات العسكرية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2023، جاءت بولندا في المقدمة بنسبة 3.90 % لتليها الولايات المتحدة بمقدار 3.49 % ثم اليونان بنسبة 3.01 %.

وتبلغ ميزانية حلف الناتو مقداراً ضئيلاً في حال مقارنتها بميزانية الدفاع في دولها بشكل مستقل. والعام الحالي، شهدت الميزانية المقررة للحلف زيادة جديدة من أجل السماح للحلفاء بـ "مواجهة التحديات المشتركة". وبحسب ما أعلن عنه الحلف في بيان بتاريخ 13 ديسمبر فإنه رفع الميزانية بنسبة 12% (وصولاً إلى 2.03 مليار يورو). بينما تبلغ الميزانية العسكرية لوزارة الدفاع الأمريكية  886 مليار دولار للعام 2024.

Email