أكد في «مقابلة القرن» أن موسكو وكييف ستتوصلان إلى اتفاق عاجلاً أم آجلاً

بوتين: سنرسل قواتنا إلى بولندا إذا هاجمت روسيا

الرئيس الروسي خلال المقابلة مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون في موسكو | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا لن ترسل قواتها المسلحة إلى بولندا، إلا في حال هجوم بولندا على روسيا، مشدداً على أن بلاده ستناضل من أجل مصالحها، إلا أنها ليس لديها مصلحة لتوسيع حربها في أوكرانيا إلى دول أخرى، مثل: بولندا، ولاتفيا.

جاءت تصريحات بوتين خلال «مقابلة القرن»، مع الإعلامي الأمريكي، تاكر كارلسون، بثت فجر الجمعة على مدار ساعتين، على موقع كارلسون الرسمي (أجريت المقابلة الثلاثاء في العاصمة موسكو)، وتزاحمت الملايين من مختلف دول العالم، لمشاهدتها، مثيرة سخطاً غربياً، بعدما أحدثت ضجة واسعة وغضباً في الغرب قبل عرضها.

تعتبر مقابلة بوتين الأولى منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، فبراير 2022، مع وسيلة إعلامية غربية، تحديداً أمريكية، حيث تحدث بوتين خلال المقابلة باللغة الروسية، وجرت دبلجة تصريحاته إلى الإنجليزية. وبدأ الرئيس الروسي المقابلة بحديث مطول حول علاقات روسيا مع أوكرانيا، وبولندا، ودول أخرى.

وأجاب بوتين عمّا إذا كان بإمكانه تصور سيناريو لإرسال القوات الروسية إلى بولندا: «في حال واحدة فقط: إذا كان هناك هجوم على روسيا من قبل بولندا». وتابع: «لماذا؟ لأنه لا توجد لدينا أي مصالح في بولندا ولا في لاتفيا أو في أي مكان آخر. ماذا نعمل بها؟ لا توجد لدينا أي مصالح. وهناك تهديدات فقط».

وأكد أن موسكو تريد التوصل إلى تسوية مع كييف، عبر المفاوضات، معرباً عن ثقته في أن الجانبين سيتمكنان من ذلك. وقال: «سيكون الأمر مضحكاً لو لم يكن حزيناً للغاية.. التعبئة التي لا نهاية لها في أوكرانيا، والهستيريا، والمشكلات الداخلية، كل هذا.. عاجلاً أم آجلاً، سوف نتوصل إلى اتفاق على أي حال.. هل تعلم؟، قد يبدو الأمر غريباً في الوضع الحالي: ستتم استعادة العلاقات بين الشعوب، وسيستغرق الأمر الكثير من الوقت، لكن سيتم استعادتها».

نوّه بوتين بأن «كييف هي التي تخلت عن عملية التفاوض مع روسيا، خريف 2022، كما قررت رفض المفاوضات، بناء على تعليمات من واشنطن، والآن على الولايات المتحدة تصحيح هذا الخطأ»، مؤكداً أن «روسيا عرضت، مراراً وتكراراً، البحث عن حل سلمي للمشكلات في أوكرانيا بعد 2014، لكن لم يستمع إلينا أحد».

وأردف: «لقد بدأ الغرب يدرك استحالة هزيمة روسيا الاستراتيجية، لذلك عليه أن يفكر فيما يجب فعله بعد ذلك، ونحن مستعدون للحوار»، لافتاً إلى أن «الناتو قادر على الاعتراف بشكل كافٍ بسيطرة روسيا على مناطق جديدة، وهناك خيارات إذا كانت هناك رغبة». وزاد: «أبلغت بايدن في محادثتي الأخيرة معه أنه يرتكب خطأ فادحاً بدعم أوكرانيا وإبعاد روسيا».

وتابع بوتين: «الغرب يخشى من الصين قوية أكثر مما يخشى من روسيا قوية، والأمريكيون تعهدوا بعدم توسع «الناتو» شرقاً لكن التوسع حدث 5 مرات».

وأوضح: «اقترحنا انضمام روسيا إلى «الناتو» بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لكنهم رفضوا، وعندما رفض «الناتو» انضمامنا إليه كانوا يخشون روسيا كدولة كبيرة وقوية».

وأكمل بوتين: «لم نحقق أهدافنا بعد، لأن أحد الأهداف هو إزالة النازية. والمقصود هنا، حظر كافة الحركات النازية الجديدة. وكانت هذه من بين المشكلات التي ناقشناها خلال عملية التفاوض التي انتهت في إسطنبول بداية العام الماضي، ولم نكن نحن الطرف المبادر في إنهاء تلك المفاوضات».

جدير بالذكر أن الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، أعلن أن تنزيل تطبيق «إكس» شهد ارتفاعاً غير مسبوق منذ الإعلان بشأن المقابلة.

يشار إلى أنه منذ نشر كارلسون مقطع فيديو، يعلن فيه وصوله موسكو، لإجراء حوار مع الرئيس الروسي، غدا كارلسون، بلا مبالغة، أشهر الإعلاميين في المشهد السياسي الروسي والأمريكي على حد سواء، حيث حقق مقطع الفيديو له وفي الخلفية أبراج «الكرملين»، وكاتدرائية «المسيح المخلص»، وسط العاصمة الروسية موسكو، مئات ملايين المشاهدات.

Email