هجوم روسي واسع «من كل الجهات» على أفدييفكا الأوكرانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شنت القوات الروسية هجوماً واسعاً «من كل الجهات» على مدينة أفدييفكا، شرقي أوكرانيا، الواقعة على خط الجبهة، و«بأعداد كبيرة جداً»، بحسب ما أعلن رئيس بلدية أفدييفكا، فيتالي باراباخ، أمس.

يأتي ذلك بعدما أطلقت موسكو، منذ أكتوبر الماضي، مساعيها للسيطرة على المدينة بعدما أحكمت حصارها على مدار شهور.

وقال باراباخ عبر التلفزيون، إن الجيش الروسي «يضغط علينا من كل الجهات، لا يعرف أي جزء من مدينتنا الهدوء. إنهم يهاجمون بأعداد كبيرة جداً».

ووفق خبراء، فإن من شأن السيطرة على أفدييفكا أن تهدي نصراً مهماً لروسيا مع اقتراب الذكرى الثانية لبدئها الحرب في أوكرانيا، ودنو الانتخابات الرئاسية، المقررة مارس المقبل. هذا فضلاً عن أن السيطرة على أفدييفكا ستشكل أول تغيير ملحوظ على الجبهة منذ أشهر، على الرغم من القتال العنيف والمكلف الذي استنزف موارد كلا الجانبين.

ووصف باراباخ القتال في أفدييفكا بأنه «محتدم وصعب للغاية»، منوّهاً بأن «الوضع على بعض المحاور غير معقول بكل بساطة».

وأردف باراباخ بالقول، إن القوات الروسية كانت تستخدم بشكل أساسي المدفعية، والغارات الجوية، والمشاة، في هجومها على أفدييفكا، لأن الدبابات، والمركبات المدرعة الروسية، لم تتمكن من المرور بسبب طبيعة الأرض الوعرة في المنطقة.

وأفاد رئيس بلدية أفدييفكا بأن أقل من 950 شخصاً ما زالوا في المدينة، الواقعة على خط الجبهة، من بين سكانها ما قبل الحرب، الذين كان عددهم يبلغ حوالى 33 ألف نسمة.

وذكرت كييف أن روسيا أطلقت وابلاً من المسيّرات القتالية ليلاً ضد أوكرانيا، وأن أنظمة دفاعها الجوي أسقطت 11 من أصل 17 مسيّرة.

وأكد مسؤولون في منطقة أوديسا، المطلة على البحر الأسود، أن الهجوم تسبب بأضرار وإصابات، فيما تسبب حطام مسيّرات بحريق منشأة في منطقة فينيتسيا، بحسب السلطات المحلية.

جدير بالذكر أن تقارير سابقة ألمحت إلى أن الجيش الروسي بدأ يتقدم من محورين في شمال مدينة أفدييفكا وشرقها، كما تقدمت قوات أخرى في غرب المدينة، الواقعة إلى الشمال الغربي من منطقة دونيتسك، على طول عدد من الشوارع، فيما نوّهت بأن الجيش الأوكراني يتراجع، حيث لم يتبق سوى خط إمداد واحد للمدينة، يقع تحت السيطرة المباشرة للمدفعية الروسية. وأفادت التقارير بأن الجيش الروسي واصل التقدم عبر المنطقة الحضرية للمدينة ليصل إلى خط السكة الحديد ودفع الجيش الأوكراني بعيداً عن الجسر جنوب مصنع فحم الكوك، بينما يستمر القتال في مناطق الأكواخ الصيفية.

كما أظهرت التقارير أن القوات الأوكرانية بدأت تتراجع غرباً تحت ضغط تقدم القوات الروسية.

أما من الناحية الجنوبية لمدينة أفدييفكا، سيطرت القوات الروسية على التل 218 شمال شرقي أوبيتنا، وباتت تهدد ما يسمى بـ«المربع التاسع»، حيث يوجد مركز للقيادة الأوكرانية.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن في يناير الماضي، للمرة الأولى، أن الجيش الروسي حصل على موطئ قدم في مدينة أفدييفكا.

وسُجل آخر نصر كبير للقوات الروسية على الجبهة في مايو 2023 مع بسط سيطرتها على مدينة باخموت، بعد أشهر من القتال الدامي على الجانبين.

حينها، زار قائد الجيش الأوكراني، المسؤول عن المنطقة، أولكسندر سيرسكي، القوات الأوكرانية التي تصد القوات الروسية على مشارف باخموت، وحذر من تصاعد الهجمات الروسية.

وقال سيرسكي: «الوضع متوتر، ويتطلب مراقبة مستمرة واتخاذ قرارات فورية مباشرة على الأرض».

ونوّه بأن الجيش الروسي يستخدم مسيّرات «انتحارية»، ووسائل الحرب الإلكترونية، بالإضافة إلى مجموعات هجومية بغطاء مدفعي لاختراق خطوط الدفاع الأوكرانية خارج باخموت.

Email