لافروف يتهم الغرب بإعداد «صيغة زيلينسكي للسلام»

روسيا: نووي «الناتو» تهديد لنا

وزير الخارجية الروسي ونظيره الغامبي مامادو تانغارا خلال لقاء الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين في موسكو | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت موسكو، أمس، أن تخطيط روسيا ينطلق بكل الأحوال من احتساب الأسلحة النووية للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، ترسانة نووية واحدة ضد روسيا.

مفيدةً بأن الأخيرة تدرس مصدر المعلومات عن إمكان قيام الولايات المتحدة بنشر «أسلحة نووية» في بريطانيا، في وقت اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الدول الغربية، بأنها هي من صاغت ما يسمى «صيغة زيلينسكي للسلام» للتسوية في أوكرانيا.

وأجاب لافروف، في مؤتمر صحافي، في موسكو، عن سؤال عمّا إذا كانت لدى روسيا معلومات عن خطط الولايات المتحدة لإعادة الأسلحة النووية إلى بريطانيا: «لقد سمعنا بالطبع عن هذه التقارير.. نحن ندرس مصدر هذه المعلومات ومدى موثوقيتها».

أمن روسيا

وأكد لافروف أنه «منذ اللحظة التي أعلن فيها «الناتو» أن روسيا تهديد رئيس وعدو، فإننا نعد جميع الأسلحة النووية للدول الأعضاء في «الناتو»، ترسانة نووية واحدة موجهة ضد روسيا».

وأضاف لافروف، قائلاً: «في وثائقنا الخاصة بالعقيدة، ننطلق من هذا بالضبط. وبناءً على ذلك، نبني خططنا لضمان أمن موثوق به لروسيا، وقد يتغير تكوين هذه الترسانة، ولكن جوهرها لا يتغير، وأؤكد لكم أن هذا يؤخذ في الحسبان بالكامل في تخطيطنا».

جدير بالذكر، أن صحيفة «تليغراف» البريطانية، كشفت عن وثائق لـ«البنتاغون»، أفادت بأن «الولايات المتحدة تستعد لنشر أسلحة نووية في المملكة المتحدة، لأول مرة منذ 15 عاماً».

في الغضون، قال لافروف، في لقاء مع رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في موسكو في شأن الوضع في أوكرانيا، «إن أي شخص يعرف الغرب، ولو قليلاً، ينبغي ألا يساوره شك في أن الدول الغربية هي التي صاغت ما تسمى صيغة زيلينسكي للسلام»، مشيراً إلى أن الدول الغربية تدافع عن هذه الصيغة لهذا السبب.

وأضاف: «كما ترون بأي جنون يدافع الأنجلوسكسون عن عدم وجود بدائل لصيغة زيلينسكي، لأن الغرب هو الذي كتب هذه الصيغة..

وفي حال تمت دعوة ممثلي الدول، التي طرحت في السابق مبادراتها للسلام في شأن الأزمة الأوكرانية إلى صيغة كوبنهاجن، سيقال لهم هناك لا توجد سوى صيغة زيلينسكي وليس هناك حاجة لكم للترويج لأي من أفكاركم، سواء كانت صينية، أو برازيلية، أو هندية، أو جنوب أفريقية»، عادّاً هذا الأمر «مثيراً للسخرية».

صيغة غربية

جدير بالذكر، أن اجتماعاً عقد في شأن صيغة الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، للتسوية في 14 يناير الجاري في منتدى «دافوس» على مستوى مستشاري الأمن القومي، وشارك فيه 83 وفداً.

كما عرض لافروف مواقف بلاده بخصوص الوضع في أوكرانيا، محمّلاً بقوة، على الغرب، واتهمه بمواصلة شن حرب هجينة ضد بلاده، وقال إن المسؤولين الغربيين بدؤوا يدركون «فشل مشروع أوكرانيا» الذي هدف، وفقاً لقوله، إلى «إلحاق هزيمة استراتيجية» بروسيا.

وزاد الوزير إن «الغرب مع أنه بات يدرك أن نهاية مشروع أوكرانيا قد اقتربت، لا يستطيع التوقف عن المسار الذي اختاره لدعم هذا المشروع، ومن ذلك من وجهة نظر الفوائد الاقتصادية».

وقال لافروف إن «الولايات المتحدة تعد المانح الرئيس لأوكرانيا، وتليها ألمانيا، وبريطانيا، والدنمارك، وبولندا، والنرويج، وهولندا، والسويد. طبعاً حجم الأموال التي تم تبديدها في أوكرانيا يؤكد مدى أهمية منع فشل مشروع أوكرانيا بالنسبة إلى الغرب».

تحذير لواشنطن

إلى ذلك، حذر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الولايات المتحدة من خطر عودة الأسلحة النووية التكتيكية إلى بريطانيا. وأضاف ريابكوف: «في ما يتعلق بموضوع العودة الافتراضية للأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية إلى بريطانيا، أود أن أحذر بأكثر الطرائق حزماً من هذه الخطوة المزعزعة للاستقرار».

وبحسب ريابكوف، فإن هذه التصرفات من جانب واشنطن، لن تعزز أمن بريطانيا والولايات المتحدة، ولن تشكل رادعاً لموسكو، وأشار إلى أن نشر الأسلحة النووية لن يؤدي إلا إلى زيادة مستوى التصعيد والتهديد في أوروبا.

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي: «نفترض أنه على الرغم من التجربة المحزنة إلى حد ما في السنوات الأخيرة من ناحية ضمان الأمن الأوروبي، فإن المتهورين في لندن وواشنطن لا يستخلصون أي دروس من هذا، ولذا فإن هذا السيناريو ممكن تماماً».

Email