تسليح أوكرانيا.. انتهينا من الدبابات وجاء دور الطائرات

طائرة إف 16 الأمريكية التي ترفض واشنطن تزويد أوكرانيا بها | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بدايات المرحلة الأولى من العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، كان الحذر الشديد سيد الموقف في الغرب، فيما يخص تزويد أوكرانيا بالأسلحة.

كان العنوان المسيطر «تجنب التورط المباشر في الحرب».

مع الوقت تصاعدت عملية التسليح كماً ونوعاً. وفي بدايات هذا التحول، سادت حالة من الجدل بشأن تزويد أوكرانيا بدبابات، لكن هذا التحول قد بدأ بالفعل، بدءاً ببريطانيا التي «كسرت الحاجز» بإعلانها عن تزويد أوكرانيا بـ 14 دبابة من طراز تشالنجر، ثم «أثمرت» ضغوط هائلة في موافقة ألمانية على تزويد كييف بدبابات «ليوبارد»، بعدما اشترطت أن تتزامن خطوتها مع تزويد أمريكا لكييف بدبابات «أبرامز».

بعد أن أصبح توريد الدبابات مسألة محسومة، وإن في طور الإعلان حتى الآن، دخل المسار دائرة الجدل بشأن تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، كما تطالب كييف، وسط جدل موازٍ في أوساط الخبراء بين من يعتقد أن هذا التحول النوعي في التسليح سيغير في موازين القوى على الأرض، ومن يرى أن هذا التسليح من شأنه فقط أن يدفع نحو تصعيد خطير قد يتجاوز أوكرانيا.

وقبل أن يستفحل جدل الطائرات، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن واشنطن لن تزود أوكرانيا بطائرات.

في وقت سابق، دعا رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، كريستوف هيوسغن، إلى إرسال طائرات مقاتلة لأوكرانيا، معتبراً أن توريدها ملائم من أجل الدفاع بصورة أكثر فاعلية عن أوكرانيا. قال «يمكننا الحديث هنا عن المقاتلات الأمريكية إف 16 أو مقاتلات سوفييتية من المخزونات القديمة في ألمانيا».

لكن المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي كان يرفض قبلاً فكرة إرسال دبابات، قال إن ألمانيا لن تقدم طائرات مقاتلة وترسل جنوداً إلى أوكرانيا «لا الآن ولا في المستقبل». ووفقاً له، لن يتم فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا «بأي حال من الأحوال»، مؤكداً أن ألمانيا ستتجنب التصعيد بين روسيا و«الناتو».

التوريد الفعلي

على الأرض، تريد أوكرانيا أن ترى الدبابات أولاً. فحتى هذه يحتاج توريدها إلى وقت، إذ إن وزارة الدفاع الأمريكية قالت إن دباباتها من طراز «أبرامز» معقدة ويحتاج توريدها واستخدامها إلى أشهر وربما سنوات. وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» إن إمدادات دبابات «أبرامز» الأمريكية إلى أوكرانيا لن تبدأ قبل نهاية العام الجاري، لكنها جعلت نقل دبابات «ليوبارد» الألمانية أمراً ممكناً.

وأشارت إلى أن الجانب الأمريكي رفض تسليم دبابات «أبرامز إم 1 إي» لصعوبة استخدامها، لكنه غيّر موقفه عندما اتضح أن ألمانيا لا تنوي نقل دبابات «ليوبارد» إلى أوكرانيا بشكل منفرد أي دون مشاركة الولايات المتحدة ولن تسمح للدول الأخرى التي تملك هذه الدبابات بنقلها إلى أوكرانيا أيضاً.

وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء نقلت عن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية بيتر ستانو قوله، إن إرسال دبابات إلى الجيش الأوكراني «ليس تصعيداً»، لكنه «رد على قرار روسيا» بالمضي قدماً في الحرب. لكن في فرنسا، اعتبر الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الجنرال كريستوف غومار أن النقل المحتمل لدبابات «Leclerc» إلى كييف من جانب باريس سيكون نقطة اللاعودة، مضيفاً إنه سيضعف الجيش الفرنسي.

ونقلت «روسيا اليوم» عن الجنرال أن نقل الدبابات إلى أوكرانيا مستحيل تقريباً، مذكراً أنه توجد حالياً في الجيش الفرنسي 220 دبابة من هذا النوع وأن إنتاجها توقف عام 2008.

وفي حديثه حول الفاعلية العسكرية لهذه الدبابات بالنسبة لأوكرانيا، شدد على أن فاعليتها لن تكون كبيرة إلا في حالة إرسال المئات منها إلى هذا البلد، موضحاً أن عشرات الدبابات لن تغيّر الوضع في ساحة المعركة.

Email