ما هي روسيا التي تريدها واشنطن في «الناتو»؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض جون بولتون، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى روسيا، بحيث تكون مناسبة للانضمام إلى حلف الناتو.

وكتب بولتون: «الهدف الاستراتيجي الذي تسعى واشنطن لتحقيقه هو أن تكون روسيا قريبة من الغرب، ومرشحة مناسبة للانضمام لحلف الناتو، وهو ما كنا نأمل فيه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي»، كما نقلت «روسيا اليوم» عن تصريحاته في نشرة 19Fortyfive.

وكان بولتون، اعترف سابقاً بالوقوف خلف انقلابات في عدد من الدول، وقد تحدث عن تغيير السلطة في روسيا، وقد عرض تقديم المساعدة للمنشقين الروس، وهؤلاء برأيه ينبغي أن يقنعوا المسؤولين في السلطة بتغيير النظام. وبحسب بولتون «النتيجة المرجوة... حكومة انتقالية تلتزم بالحياد لحين تشكيل دستور جديد».

وكان جورج روبرتسون، السياسي البريطاني والأمين العام لحلف الناتو بين عامي 1999 و2004، قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يتوقع في بداية ولايته أن تنضم روسيا إلى حلف الناتو.

وشارك روبرتسون موقع «ون ديسيجن برودكاست» ذكرياته حول محادثات أجراها مع الزعيم الروسي، وقال إنه خلال لقائهما الأول أعرب بوتين عن اهتمامه بجعل روسيا جزءاً من أوروبا الغربية.

واعتبر الأمين العام الأسبق لـ «الناتو» أن آراء بوتين تغيرت بسبب «الثورة البرتقالية» في أوكرانيا، التي رأى فيها تدخلاً سياسياً ومالياً من الحلف، وكذلك بسبب توسع «الناتو» شرقاً.

هدف سياسي
في عام 1991، عقب تفكك الاتحاد السوفياتي، أشارت روسيا إلى رغبتها في الانضمام إلى «الناتو»، ووصف بوريس يلتسين، أول رئيس للدولة الروسية الجديدة، عضوية «الناتو» بأنها هدف سياسي طويل الأمد لبلاده، مردداً بذلك صدى الدعوات التي أطلقها قبل عام الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، حينما اقترح انضمام الاتحاد السوفياتي إلى «الناتو»، كما نشرت بعض الصحف تقارير بأن بوتين تحدث مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون حول عضوية روسياً في «الناتو».

وفي عام 1994 وقّعت روسيا رسمياً على برنامج «الناتو» للشراكة من أجل السلام، وهو مبادرة تعاون عسكري مشترك تستهدف دول الكتلة السوفييتية السابقة، لكن الأمور تبدّلت بعد ذلك وتعقّدت بعد ضم روسيا للقرم عام 2014، ودخلت العلاقات بين الجانبين في توترات مستمرة، وصولاً إلى الحرب في أوكرانيا، وفقاً لموقع «اندبندنت».

اتهامات متبادلة
وطوال العقود الثلاثة الماضية، ظلت روسيا تنظر إلى «الناتو» الذي تأسس عام 1949، كحصن ضد الاتحاد السوفييتي، وتوسعه شرقاً على الرغم من انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، على أنه يستهدف روسيا وأمنها، بينما يرى «الناتو» أن روسيا تحاول إحياء هذا الاتحاد، وإن كان ذلك من دون عقيدة شيوعية، وبخاصة بعد التدخل الروسي في جورجيا عام 2008، وضم شبه جزيرة القرم في 2014.

 

Email