زيلينسكي يحظر التفاوض مع بوتين

ت + ت - الحجم الطبيعي

قررت موسكو النأي بنفسها عما أسمتها «الملاسنة النووية»، التي ينخرط فيها الغرب بنشاط في الآونة الأخيرة، رداً على تلميحات روسية، تتعلق باحتمالات استخدام السلاح النووي، وتقرير إعلامي بريطاني عن اعتزام موسكو إجراء تجربة نووية على حدود أوكرانيا، وفي الوقت ذاته تواصل إجراءات ضم الأقاليم الأربعة، والتي ردت عليها كييف بمرسوم يحظر التفاوض مع موسكو، مع استمرار التعبئة الجزئية لقوات الاحتياط، التي أصبح عدد المستدعين لها 200 ألف.

ورداً على سؤال بشأن تقرير تايمز، أول من أمس، يفيد بأن روسيا نقلت قطاراً يعتقد أنه مرتبط بوحدة بوزارة الدفاع مسؤولة عن ذخائر نووية إلى حدود أوكرانيا قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن روسيا لا تريد المشاركة في ما يسمى بـ«ملاسنة نووية» غربية، وأضاف «وسائل الإعلام الغربية والساسة الغربيون ورؤساء الدول منخرطون في الكثير من الحديث النووي في الوقت الحالي. لا نريد المشاركة في هذا».

وفي برلين، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ضرورة أخذ التهديد الروسي باللجوء إلى الأسلحة النووية على محمل الجد، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن المجتمع الدولي أوضح أن مثل هذا التهديد لن يخيفه، وقالت: خلال زيارة إلى وارسو، أمس «هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها بوتين إلى مثل هذه التهديدات، إنها غير مسؤولة وعلينا أن نأخذها على محمل الجد».

وقال مسؤول غربي: إنه لا توجد مؤشرات على أي نشاط غير عادي يحيط بالترسانة النووية لموسكو في أعقاب التهديدات النووية، التي أطلقها بوتين في الآونة الأخيرة، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر هويته للصحافيين «لم نر أي مؤشرات أو أنشطة نعتقد أنها خارجة عن المألوف. لم نر نشاطاً يتجاوز المعتاد لما تقوم بها تلك العناصر من القوات الاستراتيجية الروسية».

إجراءات الضم

وتتواصل الإجراءات الروسية لاستكمال العملية الدستورية المتعلقة بضم المناطق الأربع، وصوت مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان) لصالح الضم.

وفي جلسة، أمس، صادق مجلس الاتحاد بالإجماع على تشريع لضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، بعد تصويت مماثل في مجلس الدوما، مجلس النواب الروسي، الاثنين. وستعود الوثائق الآن إلى الكرملين، من أجل التوقيع النهائي من بوتين لإكمال عملية ضم المناطق الأربع رسمياً، والتي تمثل نحو 18 في المئة من الأراضي الأوكرانية المعترف بها دولياً.

ووقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسوماً ينص على «استحالة» إجراء محادثات مع الرئيس بوتين، لكنه أبقى الباب مفتوحاً لإجراء محادثات مع «رئيس آخر» لروسيا، وأضفى المرسوم طابعاً رسمياً على تصريحات أدلى بها زيلينسكي الجمعة، بعدما أعلن بوتين ضم أربع مناطق شرق أوكرانيا.

وقال زيلينسكي الجمعة «إننا مستعدون للحوار، لكن مع رئيس آخر لروسيا».

على الجانب الآخر، رد الكرملين بالقول: إن «عمليته العسكرية الخاصة» في أوكرانيا لن تنتهي إذا استبعدت كييف الدخول في محادثات، ولفت إلى أن «التفاوض يتطلب جانبين»، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «إما سننتظر أن يغير الرئيس الحالي موقفه وإما سننتظر الرئيس المقبل لتغيير موقفه لصالح الشعب الأوكراني».

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: إن أكثر من 200 ألف شخص انضموا إلى القوات المسلحة الروسية منذ إصدار الرئيس بوتين مرسوم التعبئة الجزئية قبل أسبوعين، وأضاف شويغو أن روسيا تستهدف تجنيد 300 ألف شخص لديهم خبرة عسكرية سابقة.

Email