رسائل من قمة شنغهاي تتحدى الغرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتمت قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند، أمس، بحزمة رسائل للغرب، أطلقها عدد من قادة الدول المشاركة، على رأسها الصين وروسيا وإيران، مع رسائل داخلية بين قادة الدول المشاركة في القمة.

وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«مراكز النفوذ الجديدة» خلال القمة في أوزبكستان. وأكد في كلمته أن «الدور المتعاظم لمراكز النفوذ الجديدة يتضح بشكل متزايد»، مشدداً على أن التعاون بين بلدان منظمة شنغهاي للتعاون، خلافاً للدول الغربية، يستند إلى مبادئ «مجردة من أي أنانية».

ودار حوار بين بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على هامش قمة إقليمية، حيث توجه مودي لبوتين بالقول: «الآن ليس وقت الحرب»، وفق ما أظهرت صور متلفزة. ورد بوتين على مودي: «أعرف موقفكم من النزاع في أوكرانيا ومخاوفكم.. سنبذل كل ما في وسعنا لإنهائه في أقرب وقت»، لكنه أضاف أن «القيادة في أوكرانيا أعلنت رفضها عملية التفاوض، وأعلنت رغبتها في تحقيق أهدافها بالسبل العسكرية، في ساحة المعركة».

نظام أكثر عدلاً

بدوره، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ إن على القادة «العمل معاً للتشجيع على قيام نظام دولي يسير في اتجاه أكثر عدلاً وعقلانية». وأضاف: «يجدر تعزيز قيم البشرية المشتركة والتخلي عن السياسة القائمة على تشكيل كتل». لم يأتِ الرئيس الصيني على ذكر أي بلد بالاسم، لكن بكين تستخدم عادة هذه العبارات للتنديد بالولايات المتحدة وحلفائها. وأكد: «علينا الدفاع بحزم عن النظام العالمي الذي يضع الأمم المتحدة في صلبه، فضلاً عن نظام عالمي يستند إلى القانون الدولي».

والتقى الرئيس الصيني نظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش القمة، ودعاه إلى «تعزيز الثقة السياسية المتبادلة واحترام المصالح الجوهرية للطرف الآخر بإخلاص، وتوطيد الأسس السياسية لعلاقات التعاون الاستراتيجي بين الصين وتركيا».

حلول جديدة

في السياق، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن إبطال العقوبات الأمريكية شديدة القسوة يتطلب حلولاً جديدة، وأكد أن توسيع منظمة شنغهاي للتعاون يمكن أن يساعد في الوقوف في وجه النزعة الأحادية لواشنطن. ووقعت طهران، التي تسعى للتغلب على العزلة الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الأمريكية، على مذكرة تعهدات لتصبح عضواً دائماً في المنظمة.

وتأسست المنظمة عام 2001 لتكون منصة للحوار لروسيا والصين والدول السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى، وتوسعت قبل أربع سنوات لتنضم إليها الهند وباكستان، لتلعب دوراً أكبر كقوة معادلة للنفوذ الغربي في المنطقة.

«سيبريا 2»

وعلى هامش القمة، حدث تطور لافت يشير بوضوح إلى استدارة روسيا نحو الشرق بكل ثقة، فقد أعلنت موسكو أن خط أنابيب «قوة سيبيريا 2» الذي تتباحث مع بكين منذ سنوات عدّة لبنائه بهدف تزويد الصين بالغاز الروسي «سيحل محل» خط أنابيب «نورد ستريم 2»، الذي بُني لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، لكن تم التخلّي عنه إثر غزو أوكرانيا. وفي مقابلة أجرتها معه قناة روسيا-1 التلفزيونية سئل وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك عمّا إذا كانت روسيا بصدد تبديل استراتيجيتها في مجال تصدير الطاقة من خط أنابيب «نورد ستريم 2» الأوروبي إلى «قوة سيبيريا 2» الآسيوي، فأجاب: «نعم».

وكان نوفاك أكد في وقت سابق الخميس، على هامش زيارة إلى أوزبكستان، أن موسكو وبكين ستوقّعان قريباً اتفاقيات تستورد بموجبها الصين من روسيا «50 مليار متر مكعب من الغاز» سنوياً عبر خط أنابيب «قوة سيبيريا 2»، الذي سيبدأ بناؤه في 2024. وهذه الكمية من الغاز الروسي تعادل تقريباً السعة القصوى لخط أنابيب «نورد ستريم 1»، البالغة 55 مليار مكعب سنوياً.

Email