حرب الروبل تشتد بين روسيا والغرب

بوتين خلال لقائه جندياً جرح في الحرب بأوكرانيا في مستشفى عسكري بموسكو | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأخذ المواجهة بين روسيا والغرب على الجبهة المالية منحى تصاعدياً، إذ قررت روسيا تسديد ديونها الخارجية بالروبل، وقالت صحيفة أمريكية إن دول الاتحاد الأوروبي «استسلمت» أمام مطالب روسيا بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، فيما تبحث الدول الأوروبية إجراء تغييرات قانونية من أجل مصادرة أكثر فعالية لأصول الأثرياء الروس.

أعلنت روسيا أمس، أنها ستبدأ في تسديد دينها الخارجي بالروبل بعد أن أوقفت الولايات المتحدة العمل بإعفاء يسمح لموسكو بتسديد الدفعات بالدولار. وقالت وزارة المال الروسية في بيان على تلغرام «فيما يجعل رفض تمديد هذا الترخيص من المستحيل الاستمرار في خدمة الدين الخارجي للحكومة بالدولار، سيتم تسديد المدفوعات بالعملة الروسية مع احتمال تحويلها في ما بعد إلى العملة الأساسية». وأشار البيان إلى أن «وزارة المالية كمقترض مسؤول، تؤكد إرادتها مواصلة تسديد كل موجباتها المالية».

ونقل البيان عن وزير المال الروسي أنتون سيلوانوف قوله إنه «لدينا المال، وإرادة الدفع أيضاً»، مضيفاً إن «هذا الوضع الذي افتعلته دولة غير صديقة، لن يكون لديه تأثير على حياة الروس».

ثمن الغاز

في السياق، أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن دول الاتحاد الأوروبي «استسلمت» أمام مطالب روسيا بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل. وقالت الصحيفة إن «شركات الغاز في دول الاتحاد الأوروبي التي تصنفها روسيا «غير صديقة» انتهى بها الأمر بالاستسلام لمطالب موسكو ووافقت على دفع ثمن الغاز الطبيعي الروسي وفقاً للنظام الجديد (بالروبل) خوفاً من حدوث أزمة طاقة لديها، مخالفة بذلك تصريحاتها السابقة». ولفتت إلى أن هذه الخطوة «اتخذت لتجنب انقطاع الغاز، ومنحت (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين انتصاراً».

وأشارت إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تناقش تدابير لتقليل الاعتماد على إمدادات الطاقة من روسيا، «لكن على المدى القصير هي تبذل جهوداً كبيرة لتجنب أزمة طاقة»، لافتة إلى أن هذا الأمر كان أحد عوامل تقوية الروبل.

وذكّرت أن إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى بولندا وبلغاريا توقفت بعد أن رفضت هذه الدول دفع ثمن الغاز بالروبل. وتابعت: «مع ذلك، يبدو أن معظم دول الاتحاد الأوروبي اتخذت مساراً مختلفاً وتراجعت عن التصريحات التي تقول فيها إنها ترفض الابتزاز، وتصالحت مع الاتفاقات القائمة على أسس فنية (جديدة)».

مصادرة الأصول

في المقابل، اقترحت المفوضية الأوروبية أمس، إجراء تغييرات قانونية لدفع الدول الأعضاء في اتجاه مصادرة أكثر فعالية لأصول الأثرياء الروس الذين ينتهكون العقوبات المتعلقة بالوضع في أوكرانيا. ومن أجل التغلب على الانقسام، تريد المفوضية تصنيف التهرّب من العقوبات على أنه جريمة خطيرة، ما يعني أن جميع الدول الأوروبية تتشارك الحد الأدنى من التعريفات والعقوبات لتسهيل التحقيقات عبر الحدود.

وقالت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية مارغريت فيستاغر في مؤتمر صحافي في بروكسل «في كثير من الأوقات نجد مصادرة لأصول أشخاص غير مهمين، في حين يجد الكبار السبل التي تكفل لهم التهرب». وقال المفوض الأوروبي لشؤون العدالة ديدييه ريندرس «علينا ضمان أن تتم محاسبة الشخصيات أو الشركات التي تتهرب من القيود الأوروبية».

تسهيل الجنسية

في سياق آخر، خطت روسيا خطوة جديدة تندرج في إطار العنوان التي أطلقته على عمليتها «حماية دونباس»، حيث سيتمكن أهالي منطقتي زابوريجيا وخيرسون من الحصول على جواز سفر روسي في إجراءات «مبسطة»، حسبما جاء في مرسوم نشره الكرملين أمس.

وجاء في المرسوم الذي نشر على البوابة الرسمية للمعلومات القانونية على الإنترنت إن التعديلات تشمل تبسيط إجراءات الجنسية الروسية لفئات الأشخاص الذين يحق لهم التقدم بطلب للحصول على الجنسية الروسية، وأضافت على نص «أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية أو جمهورية لوغانسك الشعبية» عبارة «ومقاطعة زابوريجيا في أوكرانيا أو مقاطعة خيرسون في أوكرانيا».

وتخضع منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا للسيطرة التامة للقوات الروسية فيما تسيطر هذه القوات جزئياً على منطقة زابوريجيا، في الجنوب الشرقي.

وتم تشكيل إدارات عسكرية - مدنية في المناطق المذكورة، وبدأ بث القنوات التلفزيونية والإذاعية الروسية، واستؤنفت العلاقات التجارية مع القرم.

Email