مع الحرب الأوكرانية.. عمال العالم أكثر قلقاً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد اليوم العالمي للعمال صدامات وأجواء من القلق الناجم عن الصعوبات الاقتصادية المتفاقمة جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا وكذلك التأثيرات المستمرة لجائحة كوفيد - 19 على المتسوى المعيشي للفئات ذات الأجور المتدنية والمتوسطة.

وصرح المستشار الألماني أولاف شولتس بأنه يرى أنه يتم حالياً مواجهة خطر حدوث أزمة جوع عالمية بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا. وقال شولتس خلال مسيرة لاتحاد النقابات الألمانية بمناسبة عيد العمال في مدينة دوسلدورف بغرب ألمانيا: «سيكون لهذه الحرب تداعيات على العالم بأسره».

وتابع المستشار الألماني: «يجب أن نقلق الآن من أنه سيكون هناك تداعيات تتمثل في الجوع وأنه سيكون هناك دول لن تكون قادرة على توفير الحبوب لشعوبها، وأن حالة الحرب برمتها ستؤدي إلى أزمة جوع عالمية». وأشار شولتس إلى أن أوكرانيا التي تمثل أحد أكبر مخازن الحبوب بالعالم مقيدة بشكل كبير في قدرات التصدير بسبب الحرب، وتعهد مستشار ألمانيا قائلاً: «لن ندع هذه الدول الفقيرة بمفردها، سوف ندعمها».

صدامات في فرنسا

في باريس، وقعت صدامات بين قوات الشرطة ومجموعات شبان متنقلة باللباس الأسود على هامش تظاهرة عيد العمال التي شارك فيها آلاف الأشخاص.

وبحسب مراسل لوكالة فرانس برس فقد تضرر حوالي عشرين متجراً معظمها متاجر ماكدونالدز للوجبات السريعة وشركات تأمين ووكالات عقارات وبنوك في حين تضررت سيارة. نظمت هذه التظاهرة تلبية لدعوة النقابات العمالية مع مطالب تتعلق بالأجور والخدمات العامة والضمان الاجتماعي والتحول البيئي.

اعتقالات في اسطنبول

وفي اسطنبول، اعتُقل أكثر من 160 متظاهرًا خلال احتفالات عيد العمال، بعد ستة أيام من إدانة عثمان كافالا وسبعة نشطاء آخرين في المجتمع المدني التركي بتهمة السعي إلى قلب نظام الحكم. وأظهرت صور لوكالة فرانس برس اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب ومتظاهرين قرب ميدان تقسيم في اسطنبول ورمي بعض المتظاهرين أرضًا قبل اعتقالهم في سيارة شرطة.

أثينا تهتف للأجور

في أثينا، تظاهر آلاف الأشخاص بينهم موظفون مضربون، مطالبين بمزيد من الإجراءات للدفاع عن القدرة الشرائية في مواجهة تأثير التضخم على الأسر. خرج نحو تسعة آلاف متظاهر في شوارع العاصمة، بحسب الشرطة. كما نظمت تظاهرات في مدن رئيسية أخرى رافقتها إضرابات ادت إلى عرقلة الحركة الجوية والبحرية وفي وسائل النقل العام كذلك.

يصادف الأول من مايو في اليونان مع تطبيق زيادة في الحد الأدنى للأجور بقيمة 50 يورو شهريًا، ليصبح 713 يورو. وكتب رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في تغريدة «نحن نكرم العمال ليس بالشعارات ولكن بالأفعال». لكن النقابات اعتبرت أن الإجراء الحكومي غير كافٍ وطالبت بزيادة الحد الأدنى للأجور إلى 825 يورو شهريًا. في مارس، ارتفعت أسعار الكهرباء بنسبة 79,3 بالمئة على أساس سنوي، على خلفية ارتفاع أسعار الطاقة بعد الحرب في أوكرانيا.

كينيا تواجه التضخم

في السياق، قال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا إن حكومته سترفع الحد الأدنى للأجور في البلاد 12 بالمئة على الفور لمساعدة العمال على مواجهة التضخم الذي ارتفع لأسباب منها الحرب في أوكرانيا. ونقل بيان أصدره مكتب الرئيس عنه قوله خلال الاحتفال بعيد العمال في العاصمة نيروبي «هناك قضية ملحة بخصوص مراجعة الحد الأدنى للأجور من أجل حماية عمالنا من المزيد من تآكل قدرتهم الشرائية».

وأوضح أن الزيادة ضرورية لأنه الحد الأدنى للأجور لم يُراجع منذ ثلاث سنوات، كما أن تكلفة المعيشة زادت. ويبلغ الحد الأدنى للأجور في كينيا حاليا 13500 شلن كيني (116.68 دولاراً) شهرياً.

تعطيل واحتجاجات

وفي تايوان، توقفت شبكة القطارات في تايوان بالفعل عن العمل، حيث رفض موظفو إدارة السكك الحديدية التايوانية العمل في اليوم العالمي للعمال. وجاء الإضراب عن العمل احتجاجاً على خطط الحكومة لتحويل الجهاز المعني بالنقل إلى شركات.

وبقيت معظم محطات القطارات في تايوان مهجورة، حيث لم يحضر أكثر من 12 ألف موظف في إدارة السكك الحديدية إلى العمل، بما في ذلك 90% من السائقين.

في سريلانكا، نظم عشرات الآلاف في كولومبو مسيرة للمطالبة باستقالة الرئيس جوتابايا راجاباكسا وحكومته. وتعاني سريلانكا من نقص في الوقود والغاز والأدوية بالاضافة إلى ارتفاع أسعار الأغذية.

Email