أوكرانيون يغادرون منطقتهم قرب كييف | رويترز

أزمة أوكرانيا.. مسار دبلوماسي صعب

من ألمانيا إلى فرنسا، مروراً بتركيا، يشق المسار الدبلوماسي طريقه بصعوبة باتجاه حل سياسي للأزمة الأوكرانية، ففيما تستمر الاتصالات بين كل من زعيمي ألمانيا وفرنسا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يفض لقاء بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا في تركيا إلى نتيجة ملموسة، فيما أعلنت موسكو أنها تنتظر رداً من كييف على مقترحات تقدمت بها.

في برلين، قال مسؤول في الحكومة الألمانية إن المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالبا بالوقف الفوري لإطلاق النار، وذلك في مكالمة مع بوتين. وأضاف المسؤول أن ماكرون وشولتس أبلغا بوتين أن أي تسوية في أوكرانيا يتعين أن تتم من خلال المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا. وتابع أن الثلاثة اتفقوا على استمرار التواصل الوثيق بينهم في الأيام المقبلة.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه بحث مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون سبل الحصول على مزيد من الدعم البريطاني لأوكرانيا، كما ناقش مع الرئيس الفرنسي محادثات السلام. وتابع زيلينسكي على «تويتر»: «واصلت الحوار مع زعيمي المملكة المتحدة وفرنسا». ولم يدلِ بمزيد من التفاصيل بهذا الشأن.

لقاء أنطاليا

في أنطاليا التركية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد محادثات مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا : إن موسكو قدمت مقترحات لأوكرانيا وتريد رداً. وقال لافروف بعد المحادثات إن موسكو تريد أوكرانيا صديقة منزوعة السلاح، وكرر مطلباً روسياً بأن تتبنى أوكرانيا وضعاً محايداً.

وقال لافروف إن المحادثات لم تتطرق إلى وقف إطلاق النار، وركزت على المسائل الإنسانية، موضحاً أن المقترح الروسي بفتح ممرات يومية ما زال قائماً، مضيفاً أن المسؤولين على الأرض سوف يحددون التوقيت والممرات المحددة.

وأضاف أن روسيا لا تريد أن تحل المحادثات التي جرت في تركيا «محل المسار الدبلوماسي الحقيقي الرئيسي في روسيا البيضاء أو تقلل من قيمته. أكدت محادثات اليوم أنه لا بديل عن ذلك المسار». وأضاف أن الرئيس الروسي لن يرفض الاجتماع مع نظيره الأوكراني، لكن يجب أن يتناول الاجتماع مسائل جوهرية ويركز على موضوعات محدّدة.

وضع خطر

وتابع أن الغرب يستغل أوكرانيا لتقويض روسيا ويوجِد وضعاً خطراً في المنطقة سيستمر لسنوات عديدة. وأكد أن روسيا لم تهاجم أوكرانيا، بل ردت على «التهديدات المباشرة ضد أمنها».

وقال إن «الذين يغرقون أوكرانيا بالأسلحة يجب أن يدركوا بالتأكيد أنهم سيتحملون مسؤولية أفعالهم»، مديناً خصوصاً تسليم شحنات صواريخ أرض-جو محمولة على الكتف اعتبر استخدامها مخالفاً «للطيران المدني». كما دان تجنيد «مرتزقة» أجانب. وقال إن «هذه الدول تخلق خطراً هائلاً، بما في ذلك على نفسها».

وصرح لافروف بأن روسيا لم تستخدم قط إنتاجها من النفط والغاز كأسلحة، وبأنه سيكون هناك دائماً أسواق لصادراتها من الطاقة.

من جانبه، قال كوليبا إنه لم يتم إحراز تقدم باتجاه وقف إطلاق النار. وأضاف أن لافروف لم يتعهد بفتح ممر إنساني بمدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، ولم يتم إحراز تقدم في الاتفاق على وقف إطلاق نار أوسع نطاقاً. وأضاف: «اتفقنا على مواصلة جهودنا لإيجاد حل إنساني على الأرض»، لكنه قال إنه يبدو أن روسيا ستواصل عمليتها العسكرية.

وفي تصريح تطميني، قال لافروف إنه لا يعتقد أن المواجهة بين روسيا والغرب ستفضي إلى حرب نووية. وأضاف: «لا أريد أن أصدق، ولا أعتقد أن حرباً نووية يمكن أن تبدأ»، مضيفاً أن الشائعات حول هجوم روسي محتمل على جمهوريات البلطيق السوفيتية السابقة «تبدو أكاذيب قديمة».

خروج المدنيين

وتخطط أوكرانيا للسماح بمزيد من عمليات خروج المدنيين في شمال وشرق البلاد، وكذلك في العاصمة كييف. وقال نائب رئيس المكتب الرئاسي كايريلو تيموشينكو، أمس، إن عمليات الخروج سوف تجرى في الأساس في منطقة سومي بالقرب من الحدود الروسية شمال أوكرانيا.

كما أن هناك محاولات لإجلاء المدنيين من بلدة إزيوم في منطقة خاركوف، ومن ماريوبول وفولنوفاخا في منطقة دونيتسك، ومن الضواحي الواقعة شمال غرب كييف إلى وسط المدينة، وتم إبلاغ السكان بإمكانية ترك منطقة القتال في سياراتهم الخاصة أو استقلال الحافلات المتوفرة.

وقالت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن بلادها تفتح سبعة «ممرات إنسانية». وقال حاكم إقليمي إن المدنيين بدأوا فعلاً في مغادرة مدينة سومي بموجب وقف محلي لإطلاق النار.