قرقاش: أولويتنا تشجيع جميع الأطراف لتبني الدبلوماسية

الحرب الأوكرانية.. قبول التفاوض يقدم أولى الإشارات الإيجابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن موسكو وكييف قريبتان من سلوك المسار الدبلوماسي، رغم استمرار العمليات العسكرية، فبعد موافقة كييف على إجراء محادثات مع موسكو، أفادت مصادر بأن المفاوضات بين الوفدين الأوكراني والروسي ستبدأ اليوم الاثنين، عند الحدود مع بيلاروسيا. فيما جدّدت الإمارات موقفها بشأن الأزمة الأوكرانية، والداعي للتفاوض من أجل إيجاد تسوية سياسية تنهي هذه الأزمة.

وقال معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «موقف الإمارات راسخ إزاء المبادئ الأساسية للأمم المتحدة والقانون الدولي وسيادة الدول ورفض الحلول العسكرية، نؤمن بأن الاصطفاف والتموضع لن يفضي إلا إلى المزيد من العنف، وفي الأزمة الأوكرانية أولويتنا تشجيع جميع الأطراف لتبني الدبلوماسية والتفاوض لإيجاد تسوية سياسية تنهي هذه الأزمة».

وأضاف: «يواجه العالم اختباراً صعباً واستقطاباً حاداً فرضته الأزمة الأوكرانية، مما يهدد أسس المجتمع الدولي ويزيد من عوامل عدم الاستقرار، من واقع تجربتنا في منطقة مليئة بالأزمات نرى بأن الحلول السياسية وخلق توازنات تعزز الأمن والاستقرار هي الطريق الأفضل لمواجهة الأزمات والحد من آثارها».

مسار دبلوماسي

وفي المحادثات بين موسكو وكييف قالت الأخيرة إن اللقاء سيتم من دون «شروط مسبقة» عند الحدود الأوكرانية - البيلاروسية «في منطقة بحيرة بريبيات» قرب تشيرنوبيل. كما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه «لا يريد أن يفكر الأوكرانيون مستقبلاً أنه لم يحاول وقف الحرب في حين أنه كانت هناك فرصة، ولو صغيرة، للقيام بذلك».

بالمقابل، أكدت موسكو أن الاجتماع سيتم في منطقة غوميل في بيلاروس، علماً أن هذه المنطقة تقع عند حدود بريبيات.

وكان مكتب زيلينسكي أعلن في وقت سابق أن كييف وافقت على إطلاق محادثات سلام مع موسكو ، ومن المقرر أن يلتقى وفدان من البلدين على الحدود الأوكرانية البيلاروسية. وقال مكتب زيلينسكي إنه لا توجد شروط للمفاوضات على الحدود، في منطقة نهر بريبيات.

وأقرب مدينة في هذه المنطقة من الجانب الأوكراني هي بريبيات التي أصبحت معروفة عالمياً منذ الحادث الذي وقع في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية المجاورة عام 1986. وهذه المنطقة التي أصبحت مهجورة، باتت وجهة سياحية في السنوات الأخيرة.

إلى ذلك، أكّد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاجتماع سيعقد بمنطقة غوميل في بيلاروس.

وقال مسؤول إسرائيلي،أمس، بعد أن تحدث رئيس الوزراء نفتالي بينيت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه تم إطلاع الولايات المتحدة على عرض إسرائيل لروسيا للمساعدة في حل الأزمة.

وأضاف المسؤول أنه تم إطلاع أوكرانيا والولايات المتحدة قبل وبعد محادثة بينيت مع بوتين أن الأخير منفتح على العرض الإسرائيلي.

صراع يطول

في لندن، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إنه لن يتم إجراء محادثات مع روسيا بشأن أوكرانيا وهي تنشر قواتها في أراضي جارتها، وقالت إن الصراع قد يطول أمده. وأضافت «إذا كان الروس جادين بشأن التفاوض فعليهم سحب قواتهم من أوكرانيا».

وتستعد الأمم المتحدة لإطلاق نداء لتمويل عملياتها الإنسانية في أوكرانيا. ووفقاً لموقع أخبار الأمم المتحدة، فإنه من المقرر إطلاق النداء غداً الثلاثاء. وأجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمس اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأوكراني. وأشار بيان صادر عن مكتب الناطق باسمه إلى أن الأمين العام نقل إلى زيلينسكي تصميم الأمم المتحدة على تعزيز المساعدة الإنسانية لشعب أوكرانيا.

الوضع الميداني

ميدانياً، كانت بؤرة الصراع أمس مدينة خاركوف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، حيث يخوض جنود أوكرانيون وروس، قتالاً في الشوارع، طبقاً لما ذكرته الإدارة المحلية. وقال رئيس الإدارة الإقليمية، أوليه سينيهوبوف، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن القوات الروسية تمكنت من اختراق الدفاعات الأوكرانية، وحض المدنيين على البقاء في منازلهم.

من جهته، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،وضع قوة الردع النووية الروسية في حال تأهب.

واعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن الخطوة «تصعيد غير مقبول»، كما ندد حلف الناتو بقرار بوتين. وصرّح الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ «هذا بيان خطير. هذا سلوك غير مسؤول».

وكان بوتين برر قراره، مندداً بـ «تصريحات الحلف الأطلسي العدوانية» تجاه روسيا، وانتقد العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا.

سلاح سويفت

وتبنى الحلفاء الغربيون حزمة جديدة من العقوبات المالية ضد موسكو، وخططوا لاستبعاد العديد من المصارف الروسية من منصة «سويفت» للتعاملات العالمية. وقال البيت الأبيض إن قادة المفوضية الأوروبية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة «ملتزمون مواصلة فرض تكاليف على روسيا ستزيد من عزلها عن النظام المالي». لكن البنك المركزي الروسي، قال أمس، إنه يملك الموارد اللازمة للحفاظ على استقرار القطاع المالي في روسيا. وأضاف: «النظام المصرفي الروسي لديه القدر الكافي من رأس المال والسيولة ليعمل بسلاسة وبدون توقف».

اجتماعان طارئان

كشفت مصادر دبلوماسية أمس، أن مجلس الأمن سيعقد اجتماعاً طارئاً اليوم للبحث على خلفية الأزمة الأوكرانية. وقال دبلوماسي: إن مسؤولين في دائرة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة وفي مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين سيشاركون في الاجتماع. كما ستعقد جامعة الدول العربية أيضاً اجتماعاً طارئاً اليوم على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة بدعوة من مصر للبحث في تطورات الأزمة الأوكرانية، وفق ما أكده الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي.

Email