الإمارات: مستعدون للعمل مع مجلس الأمن لخفض التصعيد

حرب أوكرانيا.. الدبلوماسية لا تزال ممكنة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تزامناً مع استمرار العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومقاومة الأوكرانيين لتقدم الروس، يعلق العالم آمالاً على تسوية هذه الأزمة، من بوابة الحوار والتفاوض والدبلوماسية، فيما أكدت الإمارات خلال اجتماع عقده مجلس الأمن، على أن التطورات الخطيرة في أوكرانيا، تقوض الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، داعية إلى خفض التصعيد بشكل فوري، وإنهاء الأعمال العدائية. 


وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان، أمس، عن قلقها بشكل خاص، تجاه التداعيات المترتبة على المدنيين الموجودين في أوكرانيا، وعلى المنطقة والمجتمع الدولي بأسره. وأكّدت الوزارة، على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، داعية كافة الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.  

وشددت معالي لانا نسيبة، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع مجلس الأمن، على استعداد الإمارات للعمل مع أعضاء مجلس الأمن، لخفض التصعيد، ووقف الأعمال العدائية. وقالت معاليها: «إن نتيجة التصويت اليوم، هي مجرد تحصيل حاصل، ولكن يجب أن تبقى قنوات الحوار مفتوحة أكثر من أي وقت مضى، ويتعين علينا جميعاً السعي لتحقيق ذلك»، مضيفةً: «إن انتماءنا لمنطقة الشرق الأوسط، يجعلنا ندرك تماماً الأهمية البالغة لوجود بيئة أمنية إقليمية مستقرة، والحاجة لخفض التصعيد والدبلوماسية والانخراط في الحوار، وبحكم تجربتنا، نتفهم أيضاً ضرورة وجود مشاورات شاملة».

وأوضحت معاليها، أن الإمارات ملتزمة باحترام مبادئ السلامة الإقليمية، والسيادة والاستقلال لكافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، معربة عن دعمها لمختلف المبادرات والقنوات الدبلوماسية الرامية لحل الأزمة. وأكّدت معاليها، أنّ هذا، وبكل وضوح، هو الرأي الذي يتحد عليه المجلس.

يأتي هذا، فيما أكدت روسيا في بيان لوزارة خارجيتها، أنها جاهزة للعمل بشكل مباشر مع كل القوى البناءة لحل أزمة أوكرانيا لصالح السلام والاستقرار، كما أكدت أوكرانيا عدم رفضها للمفاوضات مع روسيا، وأصدر مكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بياناً، جاء فيه أن «بلاده لم ترفض المفاوضات، وجهزنا موقفنا التفاوضي، في حين وضعت روسيا منذ البداية شروطاً تفاوضية غير قابلة للتنفيذ». وفق نص البيان.
بدورها، لا تزال بيلاروسيا تتحرك باتجاه الحل الدبلوماسي للأزمة، حيث عرض رئيسها، ألكسندر لوكاشينكو، استضافة المفاوضات، وهذه ثاني مبادرة لاستضافة المفاوضات بين البلدين، يعلنها لوكاشينكو في 3 أيام.

 تغليب الحوار

في الغضون، أعرب أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، عن قلقه العميق تجاه التطورات الجارية بين روسيا وأوكرانيا، داعياً إلى تغليب لغة الحوار والتفاوض، بدلاً من الحرب والدمار. وحضّ الجروان في بيان، المجتمع الدولي، عبر الحكومات والأطر المؤسسية، لبذل كل الجهود لإحلال السلم والأمن الدوليين، وتفويت الفرصة أمام أي فتنة قد توقع البشرية في حروب. وأكد الجروان، أنّ السلام والتسامح، هما أساسا الاستقرار والأمن والأمان والتعايش والرخاء والتنمية والرفاهية، مشدداً على ضرورة التشبث بهما، من أجل حماية شعوب العالم أجمع.

ودعا الجروان، اللاعبين الدوليين والإقليميين، إلى التهدئة، والأخذ في الاعتبار، أن الحوار هو الحل الأمثل لتفادي الخسائر البشرية والمادية، داعياً إلى تحييد استخدام القوة بين الدول عند الوصول لقضايا خلافية، والعمل على تسويتها عبر طاولات الحوار والتفاوض. وتمنى رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، للشعب الأوكراني والبشرية جمعاء، السلامة من أي سوء أو مكروه، داعياً إلى مراعاة الظروف الصعبة في أوكرانيا، وتقديم العون الإنساني اللازم.

في هذه الأجواء، اندلعت حرب «الرحلات الجوية» بين روسيا ودول أوروبية، حيث تبادل الطرفان غلق الأجواء، إذ أعلنت روسيا، إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات الآتية من بلغاريا وبولندا والتشيك، بعد قرار مماثل اتخذته وارسو وبراغ وصوفيا، بحق شركات طيران روسية.

وقالت الهيئة الروسية للطيران: «بسبب القرارات غير الودية للسلطات الجوية البلغارية والبولندية والتشيكية»، تغلق روسيا مجالها الجوي أمام «شركات الطيران الآتية من هذه البلدان أو المسجلة هناك»، ومع ذلك، فإن الاستثناءات ممكنة في حال إصدار تصريح خاص من الهيئة الناظمة، أو من وزارة الخارجية الروسية. وأعلنت بولندا والتشيك وبلغاريا، أول من أمس، إغلاق مجالاتها الجوية أمام شركات الطيران الروسية، كذلك أعلنت شركة الطيران الوطنية البولندية، تعليق رحلاتها إلى موسكو وسانت بطرسبرغ، بعد ظهر الجمعة.

وأعلنت رئيسة الوزراء الإستونية، كاجا كالاس، أمس، على تويتر، أن بلادها ستغلق مجالها الجوي أمام شركات الطيران الروسية. وأضافت «ندعو جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى القيام بذلك». ونقل رئيس الوزراء السلوفيني، يانيز يانسا، تغريدة نظيرته الإستونية، مؤكداً أن سلوفينيا ستطبق الإجراء ذاته.

وأشار وزير النقل في لاتفيا، تاليس لينكايتس، على تويتر، إلى أن بلاده تعتزم «إغلاق مجالها الجوي أمام شركات الطيران المسجلة في روسيا للرحلات التجارية»، موضحاً أن هذا القرار، سيوافق عليه رسمياً، خلال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء. كما أعلنت ليتوانيا غلق أجوائها أمام رحلات الطيران الروسي، اعتباراً من يوم أمس.

نتيجة ناجحة

وأمام هذه التطورات، ذكر مسؤول في الرئاسة الفرنسية، أن المناقشات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي، بشأن عزل روسيا عن نظام «سويفت» للمدفوعات العالمية، توشك على الوصول إلى نتيجة ناجحة، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنها أصدرت أوامرها للقوات، بتوسيع زحفها على جميع المحاور في أوكرانيا، موضحة أن قواتها سيطرت على مدينة مليتوبول. وقال الناطق باسم الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، إن العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، لا تزال مستمرة.

بالمقابل، قال مسؤول دفاعي أمريكي، إن القوات الأوكرانية تبدى «مقاومة شديدة للغاية»، فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن بلاده ستقدم لأوكرانيا مساعدات عسكرية إضافية، بقيمة 350 مليون دولار. وقال في بيان: «هذه الحزمة، ستشمل وسائل عسكرية دفاعية جديدة لمساعدة أوكرانيا على مواجهة تهديدات المدرعات والمقاتلات والمروحيات والتهديدات الأخرى».
وأيضاً أجازت الحكومة الألمانية تسليم أوكرانيا 400 قاذفة صواريخ مضادة للدبابات.

معدات دفاعية

وفي وقت سابق، أفاد ناطق باسم الجيش الفرنسي، أن بلاده قررت إرسال معدات عسكرية دفاعية إلى أوكرانيا، لدعمها في مواجهة روسيا، مضيفاً أن مسألة قضية إرسال أسلحة هجومية، لا تزال محل بحث. كما ذكر وزير الدفاع السلوفاكي، ياروسلاف ناد، أن بلاده سترسل ذخائر مدفعية ووقوداً بقيمة إجمالية تبلغ 11 مليون يورو (12.39 مليون دولار) إلى أوكرانيا. كما أعلنت بريطانيا عن وصول قوات برية وبحرية وجوية تابعة لها، لتعزيز قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» في شرق أوروبا.

وفي تطور، أعلنت وزيرة الدفاع التشيكية، أن بلادها ستتبرع بأسلحة آلية وبنادق قنص ومسدسات وذخيرة بقيمة 7,6 ملايين يورو لأوكرانيا. وقالت جانا سيرنوشوفا، في تغريدة على «تويتر»: «وافقت الحكومة على تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا».

وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن شركاء بلاده الغربيين، سيسلمونه أسلحة ومعدات، من دون تحديد مصدر هذه المواد.
كما علقت هولندا، بعد إعلان زيلينسكي، بأنها تعتزم تزويد أوكرانيا بالصواريخ والمعدات العسكرية، بناء على طلب كييف.

Email