ما الذي تستعد له أمريكا بعد ذكرى 11 سبتمبر؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن هجمات الحادي عشر من سبتمبر حدثاً عارضاً في التاريخ الحديث للولايات المتحدة وللعالم، بل كانت نقطة تحول كبيرة خسرت فيها أمريكا الكثير، لكنها ربما تكون قد كسبت أيضاً، خصوصاً في بناء تحالفات وشراكات جديدة تعتمد على مفهوم الحرب على الإرهاب.

كثير من أبناء الجاليات الإسلامية في الولايات المتحدة، ومن بينهم الإمام طه حسان، مدير المركز الإسلامي في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا، يرون أن تلك الهجمات ساهمت في تفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتقديم صور سلبية للمسلمين في وسائل الإعلام حتى استخدمها القادة السياسيون دليلاً على المشاعر المعادية للإسلام، مشاعر ترى في المسلمين «تهديداً» للمجتمع الغربي، ما أدى إلى الخوف والتحيز ضدهم وخصوصاً مع ربط الأمريكيين تصوراتهم عن ماهية الإرهاب بيوم وقوع هجمات سبتمبر.

لكن من ناحية أخرى، يرى حسان أنه نشأ في المقابل توجه للحوار بين الأديان وعمل جدي أكبر لبناء جسور التفاهم بين الجاليات الدينية المختلفة في الولايات المتحدة، داعياً إلى العمل على أن يرعى المواطنون جميعاً الأهمية القصوى لقدسية الحياة ولكرامة كل إنسان.

لا هجمات

وعلى مدى العشرين عاماً الماضية منذ تلك الهجمات، ظل الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون يقولون إن سياستهم في مكافحة الإرهاب قد نجحت وحققت أهدافها، والدليل على ذلك هو عدم وجود هجمات كبرى جديدة على أمريكا على غرار أحداث سبتمبر، لكنه ليس مستبعداً وقوع هجمات أخرى مماثلة في المستقبل قد تكون من مواقع أخرى كالحدود الجنوبية مع المكسيك مثلاً.

وفي عام 2003 كتب توم كلانسي رواية بعنوان «أسنان النمر» عن الإرهابيين الذين يتسللون عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك لتنفيذ عمليات إرهابية منسقة، وبالتالي فإن الخوف من تسلل الإرهابيين عبر الحدود ليس خيالاً، بل هو مصدر قلق متزايد لدى الأمريكيين.

العودة لأفغانستان!

ولكن إذا كانت أفغانستان من مصادر القلق للأمريكيين خصوصاً بعد سيطرة طالبان على الحكم، فإنه من المرغوب فيه لديهم كذلك أن تظل تلك الدولة مستقرة، حتى لا تعود مجدداً كمنصة انطلاق لعمليات إرهابية جديدة تستهدف بلادهم.

وسعياً وراء تفادي مثل هذا السيناريو الأصعب، ربما ستعود الولايات المتحدة إلى هناك بعد سحب قواتها، حسبما يرى السيناتور الجمهوري لينسي غراهام الذي توقّع أن تعود الولايات المتحدة في نهاية المطاف إلى أفغانستان بعد انسحابها العسكري من هناك بعد 20 عاماً من القتال بسبب التهديد الإرهابي المتنامي، في ظل غياب الولايات المتحدة عن المشهد هناك.

Email